العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

التطورات العالمية وكيف نقرأ اتجاهات المستقبل؟

بقلم: جميل مطر {

الجمعة ٠٩ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

قبل‭ ‬ثلاثين‭ ‬سنة‭ ‬كنا‭ ‬نناقش‭ ‬بجرأة‭ ‬سيناريوهات‭ ‬المستقبل‭ ‬واثقين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬حوزتنا‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬التطور‭ ‬الإنساني‭ ‬وتجاربنا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يسمح‭ ‬لنا‭ ‬باستشراف‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬آت‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬معقولة‭. ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تداولنا‭ ‬عابرين‭ ‬شؤون‭ ‬الماضي‭ ‬ولم‭ ‬نتوقف‭ ‬يوما‭ ‬عندها‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تستحق‭. ‬لا‭ ‬أذكر‭ ‬أن‭ ‬الحنين‭ ‬إلى‭ ‬الماضي‭ ‬كان‭ ‬ملازما‭ ‬في‭ ‬بحوثنا‭ ‬ولا‭ ‬عضوا‭ ‬مقيما‭ ‬في‭ ‬دوائر‭ ‬حواراتنا‭ ‬وفي‭ ‬سهراتنا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬ملازم‭ ‬الآن‭ ‬ومقيم‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬مناقشاتنا‭. ‬صرنا‭ ‬أشد‭ ‬ميلا‭ ‬إلى‭ ‬استرجاع‭ ‬تفاصيل‭ ‬مواقف‭ ‬وسياسات‭ ‬دفنتها‭ ‬الأحداث‭ ‬وأهالت‭ ‬عليها‭ ‬التراب‭. ‬صرنا‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬أقل‭ ‬شجاعة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المستقبلات‭ ‬أما‭ ‬الجرأة‭ ‬التي‭ ‬تحلينا‭ ‬بها‭ ‬ذات‭ ‬وقت‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬المستقبل‭ ‬نراها‭ ‬الآن‭ ‬دافعة‭ ‬الكثيرين‭ ‬إلى‭ ‬الإقدام‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬كثير‭ ‬تردد‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬وربما‭ ‬على‭ ‬تشريح‭ ‬الماضي‭ ‬والاستغراق‭ ‬في‭ ‬استخلاص‭ ‬الدروس‭ ‬والعبر‭. ‬فاتنا‭ ‬أن‭ ‬أكثرها‭ ‬فقد‭ ‬صلاحيته‭ ‬كمصدر‭ ‬للبناء‭ ‬فوقه،‭ ‬لكنه‭ ‬بقي‭ ‬بالتأكيد‭ ‬مادة‭ ‬دسمة‭ ‬للتسلية‭ ‬ورادعا‭ ‬للملل‭ ‬ومتنفسا‭ ‬لبعض‭ ‬بخار‭ ‬الغضب‭ ‬والاحتجاج‭.‬

يقال‭ ‬إن‭ ‬القادم‭ ‬مختلف‭ ‬جذريا‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬تجارب‭ ‬الماضي‭ ‬كما‭ ‬عشناه‭ ‬والحاضر‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬باستثناء‭ ‬أمر‭ ‬واحد‭. ‬لا‭ ‬أظن‭ ‬أننا‭ ‬كمراقبين‭ ‬أو‭ ‬دارسين‭ ‬أو‭ ‬سياسيين‭ ‬غافلون‭ ‬عن‭ ‬مغزى‭ ‬السؤال‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عصور‭ ‬السياسة‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬لمن‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬السباقات‭ ‬الدائرة‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬والمتوقعة‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة؟‮»‬‭. ‬السباقات‭ ‬الجارية‭ ‬الآن‭ ‬ليست‭ ‬تطوراً‭ ‬طارئاً‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭.‬

تتغير‭ ‬الدول‭ ‬وتتغير‭ ‬توازناتها‭ ‬وتتغير‭ ‬قياداتها‭ ‬وأنظمة‭ ‬الحكم‭ ‬فيها‭ ‬وتبقى‭ ‬شاهدة‭ ‬عليها‭ ‬وفاعلة‭ ‬فيها‭ ‬المنافسة‭ ‬بينها‭ ‬والسعي‭ ‬الدائب‭ ‬للفوز‭ ‬وتحقيق‭ ‬السبق‭. ‬نعم‭ ‬عشنا‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬ونعيش‭ ‬في‭ ‬الحاضر‭ ‬شهودا‭ ‬أو‭ ‬أطرافاً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التجارب‭ ‬المثيرة‭ ‬والخطرة‭ ‬أحياناً،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السباقات‭ ‬الجديدة‭ ‬تنحو‭ ‬نحواً‭ ‬مختلفاً‭ ‬عن‭ ‬مثيلاتها‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬وعن‭ ‬بعضها،‭ ‬انظر‭ ‬معي‭:‬

أولاً‭: ‬ربما‭ ‬أساءت‭ ‬روسيا‭ ‬اختيار‭ ‬وقت‭ ‬غزوها‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬أو‭ ‬لعلها‭ ‬تعمدت‭.‬

نعيش،‭ ‬ويعيش‭ ‬أهل‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬مرحلة‭ ‬سنوات‭ ‬حدية،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬جيد‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬التساهل‭ ‬ولا‭ ‬التسامح‭ ‬مسموح‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬وصلت‭ ‬المنافسة‭ ‬بينهم‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬هو‭ ‬الأقرب‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬السباقات‭ ‬من‭ ‬خط‭ ‬النهاية‭. ‬والنهاية‭ ‬في‭ ‬عرف‭ ‬القادة‭ ‬تعني‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬اللعبة‭ ‬السياسية‭ ‬نهائيا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬الرئيس‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬بأن‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬صراع‭ ‬وجود،‭ ‬بعده‭ ‬أو‭ ‬خلاله‭ ‬روسيا‭ ‬تكون‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تكون‭.‬

‭ ‬حرب‭ ‬الغرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ليست‭ ‬حربا‭ ‬باردة‭ ‬أخرى‭ ‬ولن‭ ‬تكون،‭ ‬والصين‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬أكيد‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬خطوة‭ ‬نحو‭ ‬خطوة‭ ‬أهم‭ ‬وأخطر‭ ‬حين‭ ‬تتواجه‭ ‬الصين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ليرسما‭ ‬معاً‭ ‬خريطة‭ ‬جديدة‭ ‬للقمة‭ ‬العالمية‭ ‬وبالتالي‭ ‬لأجندة‭ ‬قواعد‭ ‬عمل‭ ‬وسلوكيات‭ ‬جديدة،‭ ‬وحين‭ ‬يتوافق‭ ‬الطرفان‭ ‬أو‭ ‬يتصادمان‭ ‬على‭ ‬الأسس‭ ‬اللازمة‭ ‬لقانون‭ ‬دولي‭ ‬مختلف‭ ‬يخدم‭ ‬مصالح‭ ‬شرائح‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬البشرية‭.‬

ثانياً‭: ‬نحن‭ ‬جميعاً‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬عندما‭ ‬نتعرض‭ ‬لاستفهامات‭ ‬تتعلق‭ ‬بمفهوم‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬ونوع‭ ‬الانتماء‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬قادم‭ ‬مختلفة‭ ‬هياكله‭ ‬وقواعد‭ ‬عمله‭ ‬جل‭ ‬الاختلاف‭ ‬عن‭ ‬هياكل‭ ‬وقواعد‭ ‬عصر‭ ‬سابق‭ ‬أو‭ ‬راهن‭.‬

يسألون‭ ‬فلا‭ ‬نجيب،‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬تردد‭. ‬

هل‭ ‬يتفق‭ ‬أو‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتوافق‭ ‬لولا‭ ‬دا‭ ‬سيلفا‭ ‬البرازيلي‭ ‬مع‭ ‬مادورو‭ ‬الفنزويلي‭ ‬مع‭ ‬خامنئي‭ ‬الإيراني‭ ‬مع‭ ‬فرنانديز‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬مع‭ ‬بورييك‭ ‬الشيلاني‭ ‬مع‭ ‬موسيفيني‭ ‬الأوغندي‭ ‬مع‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون‭ ‬الجزائري‭ ‬مع‭ ‬رامافوزا‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقي‭.‬

ليست‭ ‬مهمة‭ ‬سهلة‭ ‬تحقيق‭ ‬اتفاق‭ ‬أو‭ ‬توافق‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬بتوجهاتها‭ ‬السياسية‭ ‬ومصالحها‭ ‬أو‭ ‬إنجازاتها‭ ‬وإحباطاتها‭ ‬التنموية‭ ‬وروابطها‭ ‬بقطب‭ ‬دولي‭ ‬أو‭ ‬آخر‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬هناك‭ ‬إجماع‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬القادة‭ ‬على‭ ‬انتهاج‭ ‬سياسة‭ ‬تبتعد‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬عن‭ ‬خطوط‭ ‬تماس‭ ‬وخطوط‭ ‬تضارب‭ ‬مصالح‭ ‬الأقطاب‭ ‬الثلاثة‭ ‬وحلفائهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬الابتعاد‭ ‬مقاطعة‭ ‬مجمل‭ ‬سياسات‭ ‬هذا‭ ‬القطب‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬من‭ ‬أقطاب‭ ‬القمة،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعني‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬توقف‭ ‬التنافس‭ ‬داخل‭ ‬مجموعة‭ ‬المنتمين‭ ‬إلى‭ ‬فكرة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬وحال‭ ‬اختيار‭ ‬قيادة‭ ‬لها‭ ‬وضع‭ ‬أجندة‭ ‬لقواعد‭ ‬سلوك‭ ‬وشروط‭ ‬التنافس‭ ‬السلمي‭ ‬بينهم‭.‬

ثالثا‭: ‬عندنا‭ ‬في‭ ‬الإقليم،‭ ‬وأقصد‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬مشكلة‭ ‬تطرح‭ ‬علينا‭ ‬حيرة‭ ‬مماثلة‭ ‬كتلك‭ ‬التي‭ ‬يطرحها‭ ‬المنتمون‭ ‬إلى‭ ‬فكرة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭. ‬ترددت‭ ‬على‭ ‬مسامعي‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬طروحات‭ ‬تلمح‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬سوف‭ ‬نشهد‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬وربما‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬نزوحا‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬وعقيدة‭ ‬الانتماء‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬فكر‭ ‬وعقيدة‭ ‬انتماء‭ ‬أوسع‭. ‬أسبابهم‭ ‬ومبرراتهم‭ ‬عديدة‭. ‬أذكر‭ ‬منها‭ ‬الحال‭ ‬الذي‭ ‬انحدر‭ ‬إليه‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬ومنها‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬الهجمة‭ ‬الصهيونية‭ ‬الجديدة‭ ‬والشرسة‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وميوعة‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬العربي،‭ ‬ومنها‭ ‬الدعوة‭ ‬الصريحة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬المنافسات‭ ‬الجارية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬القائد‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬يعيد‭ ‬للخطاب‭ ‬العربي‭ ‬صيغة‭ ‬‮«‬نحن‮»‬‭ ‬العرب‭ ‬محل‭ ‬صيغة‭ ‬استجدت‭ ‬في‭ ‬عهود‭ ‬الانحدار،‭ ‬وهي‭ ‬صيغة‭ ‬‮«‬الأنا‮»‬‭ ‬المتجاهلة‭ ‬كلياً‭ ‬الانتماء‭ ‬إلى‭ ‬الجماعة‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬الجماعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬أو‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭. ‬

لعلي‭ ‬لا‭ ‬أبالغ‭ ‬حين‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬متأملا‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬انحدار‭ ‬المكانة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وهو‭ ‬احتلال‭ ‬الأنا‭ ‬الضيقة‭ ‬الموقع‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬فترة‭ ‬الهيمنة‭.‬

رابعاً‭: ‬استجد‭ ‬تطوران‭ ‬كلاهما‭ ‬بث‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬والأمل‭ ‬في‭ ‬البعض‭ ‬آخر،‭ ‬وأقرأ‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬اهتمام‭ ‬شديد‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬مسؤولين‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬والصناعة‭ ‬والأعمال‭ ‬والسياسة‭ ‬والعمالة‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬الدفاعية‭ ‬والأنشطة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬والقطاعات،‭ ‬كلها‭ ‬مهمومون‭ ‬أو‭ ‬مرتبكون‭ ‬أو‭ ‬مقبلون‭ ‬بنهم‭.‬

التطور‭ ‬الأول‭ ‬يقع‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وما‭ ‬ولّده‭ ‬بالفعل‭ ‬ويولّده‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬استخدامات‭ ‬لهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الخارق‭ ‬للعادة‭. ‬

والتطور‭ ‬الثاني‭ ‬يتعلق‭ ‬بأول‭ ‬وآخر‭ ‬ما‭ ‬تفتقت‭ ‬عنه‭ ‬قضية‭ ‬سخونة‭ ‬المناخ‭ ‬وأقصد‭ ‬الزيادة‭ ‬المتتالية‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬ذوبان‭ ‬الجليد‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القطبين‭ ‬الشمالي‭ ‬والجنوبي‭.‬

إن‭ ‬استمرت‭ ‬الزيادة‭ ‬فالمتوقع‭ ‬أن‭ ‬تهرع‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬والقريبة‭ ‬وبعضها‭ ‬دول‭ ‬عظمى‭ ‬لاحتلال‭ ‬مناطق‭ ‬يقال‭ ‬إنها‭ ‬زاخرة‭ ‬بثروات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬المعادن‭ ‬والطاقة‭.‬

كلاهما،‭ ‬ذوبان‭ ‬الجليد‭ ‬أو‭ ‬انحساره‭ ‬عن‭ ‬مساحات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬القطبية،‭ ‬واطراد‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وبخاصة‭ ‬احتمال‭ ‬انتقال‭ ‬المبادرة‭ ‬من‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬الآلة‭ ‬التي‭ ‬اخترعها‭ ‬بنفسه‭ ‬وهذبها‭ ‬وطورها،‭ ‬كلاهما‭ ‬فتح‭ ‬أبواباً‭ ‬جديدة‭ ‬للمستقبل‭ ‬وتركها‭ ‬مشرعة‭.‬

صار‭ ‬محل‭ ‬شك‭ ‬أغلب‭ ‬مشاهد‭ ‬المستقبل‭ ‬التي‭ ‬بذل‭ ‬في‭ ‬إعدادها‭ ‬وتدقيقها‭ ‬علماء‭ ‬التخطيط‭ ‬التنموي‭ ‬والعسكري‭ ‬جهداً‭ ‬عظيماً‭ ‬واستثمروا‭ ‬فيها‭ ‬مالاً‭ ‬وفيراً‭. ‬هناك‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬غير‭ ‬بعيد‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬انتظارنا‭ ‬أيام‭ ‬لا‭ ‬عهد‭ ‬لنا‭ ‬بمثيلاتها‭ ‬ولا‭ ‬عهد‭ ‬لها‭ ‬بثقافتنا‭ ‬وتطلعاتنا‭ ‬وسلوكياتنا‭ ‬وعقائدنا‭.‬

{ كاتب‭ ‬ومحلل‭ ‬سياسي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا