العدد : ١٦٨٣٣ - الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٣ - الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

كيف تكشفت «الحقيقة الفلسطينية».. وزيف «الرواية الصهيونية»

بقلم: د. أسعد عبدالرحمن

الأحد ٠٤ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

رغم‭ ‬أن‭ (‬النكبة‭) ‬الفلسطينية‭ ‬جريمة‭ ‬مستمرة،‭ ‬أي‭ ‬إنها‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬1948‭ ‬و1967،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬نسبي‭ ‬معقول،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قارنا‭ ‬وضعها‭ ‬الراهن‭ ‬والمستقبلي‭ ‬بما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬25‭ ‬أو‭ ‬40‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬15‭ ‬عاما،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬النضال،‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله،‭ ‬مضافا‭ ‬إلى‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬قد‭ ‬فعلوا‭ ‬فعلهم‭ ‬المؤثر‭. ‬والمقاومة،‭ ‬بتجلياتها‭ ‬المتنوعة،‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬مستمرة‭.‬

فالكفاح‭ ‬المسلح‭ ‬وضع‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مسألة‭ ‬ربطها‭ ‬بالإرهاب‭. ‬ومثلا،‭ ‬أي‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تحتل‭ ‬فيه‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬الصدارة‭ ‬ويعاد‭ ‬الحديث‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تفاعلات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومع‭ ‬تفاعلات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والتحولات‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬لدى‭ ‬الشعوب‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬العالم‭. ‬فمع‭ ‬العدوان‭ ‬العسكري،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬والذي‭ ‬يحصل‭ ‬فيه‭ ‬دوما‭ ‬مآس‭ ‬وفواحش‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬تتثبت‭ ‬أكثر‭ ‬وأكثر‭ ‬الحقيقة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مقابل‭ ‬الرواية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬التعاطف‭ ‬الإنساني‭.‬

كذلك‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬نضالات‭ (‬حركة‭ ‬مقاطعة‭ ‬إسرائيل‭ ‬وسحب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وفرض‭ ‬العقوبات‭ ‬BDS‭) ‬والتي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تتعرض‭ ‬لهجمات‭ ‬سياسية‭ ‬وإعلامية‭ ‬مكثفة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬والغرب،‭ ‬بحجة‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‭. ‬فلقد‭ ‬حققت‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬الأهلي‭ ‬الكثير‭ ‬ووضعت‭ ‬الحقيقة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬الرادار‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬مخفية‭ ‬مطوية‭ ‬منسية،‭ ‬ومجددا،‭ ‬بفضل‭ ‬تزاوج‭ ‬المثابرة‭ ‬الكفاحية‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

وإذ‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬المقاومة‭ ‬المتنوعة‭ ‬في‭ ‬تثبيت‭ ‬الحقيقة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وفي‭ ‬فضح‭ ‬الوجه‭ ‬البشع‭ ‬‮«‬لإسرائيل‮»‬‭ ‬وللرواية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬نؤكد‭ ‬الانتفاضة‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬المنصرم،‭ ‬مثلما‭ ‬نثمّن‭ ‬مشاركة‭ ‬يتولاها‭ (‬المؤرخون‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬الجدد‭) ‬الذين‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬الأرشيف‭ ‬الصهيوني‭ ‬وكشفوا‭ ‬الحقيقة‭.‬

‭ ‬ومع‭ ‬تجلّي‭ ‬بشاعة‭ ‬الجريمة‭/ ‬النكبة‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إصرار‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وإصرار‭ ‬كوادره‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬المتعددة‭ ‬الأشكال،‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وصل‭ ‬النجاح‭ ‬حدّ‭ ‬إقرار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وإحيائها‭ ‬الذكرى‭ ‬الخامسة‭ ‬والسبعين‭ ‬للنكبة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وهو‭ ‬أقوى‭ ‬رد‭ ‬أممي‭ ‬على‭ ‬الرواية‭ ‬الصهيونية‭ ‬الزائفة،‭ ‬وتثبيت‭ ‬لحضور‭ ‬الحقيقة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الدولي‭. ‬فمثل‭ ‬هذا‭ ‬الإحياء‭ ‬يوفر‭ ‬مساحة‭ ‬مهمة‭ ‬تفضح‭ ‬جرائم‭ ‬الاحتلال‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الميادين،‭ ‬والمستمرة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1948‭.‬

ورغم‭ ‬مواصلة‭ ‬الاحتلال‭ ‬محاولاته‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬قوته‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والتكنولوجية،‭ ‬ومن‭ ‬أدواته‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وقوته‭ ‬الإعلامية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تجدي‭ ‬مسألة‭ ‬تزوير‭ ‬الحقائق‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭. ‬

فاليوم،‭ ‬تسود‭ ‬العالم‭ ‬حالة‭ ‬عامة‭ ‬من‭ ‬الرؤية‭ ‬الواضحة‭ ‬نسبيا‭ ‬والواسعة‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬يدور‭ ‬من‭ ‬تزوير‭ ‬إسرائيلي‭ ‬لحقائق‭ ‬كثيرة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬السيطرة‭ ‬للدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬للبث،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬واحدة،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تريده‭ ‬وإخفاء‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬للصورة‭. ‬فالعالم‭ ‬راهنا،‭ ‬يشاهد‭ ‬فيديوهات‭ ‬تحصد‭ ‬مشاهدات‭ ‬بالملايين‭ ‬لعمليات‭ ‬اغتيال‭ ‬الأطفال‭ ‬وقتل‭ ‬عائلات‭ ‬بأكملها‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬الغارات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وفيديوهات‭ ‬تبين‭ ‬وحشية‭ ‬الاحتلال‭ ‬وقطعان‭ ‬‮«‬مستوطنيه‮»‬‭ ‬في‭ ‬سلب‭ ‬الأراضي‭ ‬ومنازل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬المحتلة‭ ‬ومدن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات،‭ ‬وبذلك‭ ‬أوصلت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حقيقة‭ ‬الاحتلال‭ ‬لكثير‭ ‬ممن‭ ‬كانوا‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬سوى‭ ‬الرواية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ما‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬يعرفونها‭ ‬بصورتها‭ ‬المشوهة‭- ‬المزورة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا