العدد : ١٦٨٣٤ - الخميس ٢٥ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٤ - الخميس ٢٥ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

الأبعاد الحضارية لمبادرة سمو ولي العهد رئيس الوزراء بشأن إعادة تسمية المدن

بقلم: محيي الدين بهلول

السبت ٠٣ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

إن‭ ‬التطويرَ‭ ‬هدفٌ‭ ‬نرنو‭ ‬إليه‭ ‬فهو‭ ‬غايةٌ‭ ‬وطنيَّة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬ومن‭ ‬الأجدى‭ ‬أن‭ ‬يكونَ‭ ‬التطويرُ‭ ‬في‭ ‬قالبٍ‭ ‬وطنيٍّ‭ ‬ملموس‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬فالبحرين‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬شأنًا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬

لهذا‭ ‬فإن‭ ‬مبادرةَ‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أسماء‭ ‬شوارعنا‭ ‬هو‭ ‬عملٌ‭ ‬يتطلب‭ ‬دراسةً‭ ‬متقنة‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬نواحٍ‭ ‬وخاصة‭ ‬التاريخَ‭ ‬والتقاليد‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والقيم‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وضرورة‭ ‬أن‭ ‬تلامسَ‭ ‬الحس‭ ‬الوطني،‭ ‬وأن‭ ‬نبدأ‭ ‬في‭ ‬تكريم‭ ‬الرواد‭ ‬الذين‭ ‬خدموا‭ ‬الوطنَ‭ ‬وأعطوه‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭ ‬طوال‭ ‬مسيرتهم،‭ ‬لتتعرف‭ ‬عليهم‭ ‬الأجيالُ‭ ‬الحاضرة‭ ‬والقادمة،‭ ‬وترى‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬العطاء‭ ‬للوطن؟‭ ‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬النهجُ‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نسوقه‭ ‬إلى‭ ‬أجيال‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ندرب‭ ‬الناشئةَ‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬والمقصود‭ ‬بهذا‭ ‬الهدف‭ ‬أن‭ ‬يكتسب‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬يجعله‭ ‬يقدم‭ ‬ما‭ ‬عليه‭ ‬لحاضره‭ ‬ومستقبله،‭ ‬لتحقيق‭ ‬القيم‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬كل‭ ‬حسب‭ ‬استطاعته،‭ ‬وجراء‭ ‬ذلك‭ ‬سينال‭ ‬هذا‭ ‬المواطن‭ ‬احتراما‭ ‬وتقديرا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬نتمناه‭ ‬فمن‭ ‬المؤكد‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬مرتبطا‭ ‬بتحقيق‭ ‬غايات‭ ‬كثيرة‭ ‬الكل‭ ‬يتطلع‭ ‬إليها،‭ ‬ولكن‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬العمل‭ ‬فقط‭ ‬تسجيلا،‭ ‬إنما‭ ‬المطلوب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تعبيرا‭ ‬كي‭ ‬يسجل‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه،‭ ‬وألا‭ ‬يكون‭ ‬بعيدا‭ ‬عنا‭ ‬فهذه‭ ‬حقيقة،‭ ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه‭ ‬فإن‭ ‬مرحلة‭ ‬التخطيط‭ ‬والإعداد‭ ‬الجيد‭ ‬مطلوبة‭ ‬مع‭ ‬التأني‭ ‬والدقة‭.‬

لهذا‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬تفضل‭ ‬به‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ (‬37‭) ‬لسنة‭ ‬2023،‭ ‬بتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬وزارية‭ ‬لدراسة‭ ‬تسمية‭ ‬المدن‭ ‬والأحياء‭ ‬والقرى‭ ‬والضواحي‭ ‬والشوارع‭ ‬والطرق‭ ‬والميادين‭ ‬والتقاطعات‭ ‬عبر‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالخبراء‭ ‬والوجهاء‭ ‬والأعيان‭ ‬وموظفي‭ ‬الدولة‭ ‬للاستئناس‭ ‬برأيهم‭ ‬هو‭ ‬قرار‭ ‬يستحق‭ ‬كل‭ ‬ثناء‭ ‬وتقدير‭ ‬لأن‭ ‬البحرين‭ ‬لديها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأعلام‭ ‬الذين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُكرَّموا‭ ‬لما‭ ‬قدموه‭ ‬للبحرين‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬ومساهمات‭ ‬وأعمال‭ ‬مجيدة‭.‬

وإذا‭ ‬أخذنا‭ ‬بهذه‭ ‬المعطيات‭ ‬نجد‭ ‬أنها‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬البحرين‭ ‬المتعددة‭ ‬فهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬تعرفنا‭ ‬على‭ ‬رموز‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬منذ‭ ‬نشأتهم‭ ‬وحتى‭ ‬مغادرتهم‭ ‬الحياة،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬أعلاما‭ ‬ترفرف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬دائما‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التكريم‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أخذ‭ ‬به‭ ‬سيبقى‭ ‬له‭ ‬الأثر‭ ‬البالغ‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬المخلصين،‭ ‬حتى‭ ‬تبقى‭ ‬الحقائق‭ ‬مرئية‭ ‬ومشهودة‭ ‬للمواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬والوافد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعبير‭ ‬الصحيح‭ ‬الملموس‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المراحل‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬بلادنا،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬سوف‭ ‬تسلكه‭ ‬كل‭ ‬اللجان‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬تفضل‭ ‬به‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حتما‭ ‬سيكون‭ ‬تعبيرا‭ ‬حضاريا‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬الحقائق،‭ ‬إذًا‭ ‬فليكن‭ ‬لرواد‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬تجار‭ ‬وفنانين‭ ‬ورياضيين‭ ‬موقع‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬اعتبارات‭ ‬التسمية‭ ‬الجديدة‭.‬

انطلاقا‭ ‬مما‭ ‬تقدم‭ ‬فإنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬غير‭ ‬مدروس،‭ ‬فتبقى‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تسبقها‭ ‬الدراسة‭ ‬أو‭ ‬تصاحبها‭ ‬الخطط‭ ‬المرسومة‭ ‬تكلل‭ ‬بالنجاح‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬مراعاته‭ ‬قبل‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬المرسومة‭ ‬التي‭ ‬أشار‭ ‬إليها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬وزارية‭ ‬لدراسة‭ ‬تسمية‭ ‬كل‭ ‬مرافق‭ ‬الوطن،‭ ‬ولنا‭ ‬أن‭ ‬نفخر‭ ‬بما‭ ‬يبذله‭ ‬سموه‭ ‬نحو‭ ‬الارتقاء‭ ‬بكل‭ ‬عمل‭ ‬وطني‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬إلى‭ ‬قيمة‭ ‬أعلى،‭ ‬والهدف‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬تتطلع‭ ‬إليه‭ ‬البحرين‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬المعظم‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا