العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

الثقافي

ركن المكتبة: إصدارات ثقافية..

إعداد: يحيى الستراوي

السبت ٠٣ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

«طه حسين.. ذكريات شخصية معه» كتاب جديد للناقد الدكتور صبري حافظ

صدر‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬منشورات‭ ‬سشات‮»‬‭ ‬كتاب‭ ‬جديد‭ ‬للناقد‭ ‬المصري‭ ‬الكبير‭ ‬الدكتور‭ ‬صبري‭ ‬حافظ،‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬طه‭ ‬حسين‭.. ‬ذكريات‭ ‬شخصية‭ ‬معه‮»‬،‭ ‬يقع‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬مائتي‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬المتوسط،‭ ‬بغلاف‭ ‬من‭ ‬تصميم‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلي‭ ‬‮«‬عمرو‭ ‬الكفراوي‮»‬،‭ ‬وتتصدر‭ ‬الغلاف‭ ‬الأمامي‭ ‬صورة‭ ‬شهيرة‭ ‬للعميد‭ ‬من‭ ‬تراث‭ ‬المصور‭ ‬الأرمني‭/ ‬المصري‭ ‬‮«‬فان‭ ‬ليو‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬ضم‭ ‬الغلاف‭ ‬الخلفي‭ ‬للكتاب‭ ‬وصفا‭ ‬موجزا‭ ‬لعالمه‭ ‬وموضوعه،‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬لعل‭ ‬الأهمية‭ ‬اللافتة‭ ‬لهذا‭ ‬الكتاب،‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬‮«‬طه‭ ‬حسين‮»‬‭ ‬في‭ ‬بؤرة‭ ‬اهتمامه؛‭ ‬لا‭ ‬تكمن‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬تقديمه‭ ‬صورة‭ ‬قريبة‭ ‬وفريدة‭ ‬للعميد‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬بيته‭ ‬الشهير‭ ‬‮«‬رامتان‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬وسط‭ ‬زواره‭ ‬من‭ ‬نجوم‭ ‬الأدب‭ ‬والثقافة‭ ‬والسياسة‭ ‬في‭ ‬عصره،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬تقاطعه‭ ‬مع‭ ‬حقول‭ ‬أدبية‭  ‬ومعرفية‭ ‬عديدة،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعطي‭ ‬ذاته‭ ‬بالكامل‭ ‬إلى‭ ‬حقل‭ ‬بعينه،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬قارئ‭ ‬الكتاب‭ ‬يطوف‭ ‬من‭ ‬رحلة‭ ‬خلال‭ ‬الجغرافيا‭ ‬والتاريخ‭ ‬إلى‭ ‬رحلة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأنواع‭ ‬السردية‭ ‬والمعرفية،‭ ‬هكذا‭ ‬يأخذنا‭ ‬‮«‬صبري‭ ‬حافظ‮»‬‭ ‬من‭ ‬‮«‬المنوفية‮»‬‭ ‬مسقط‭ ‬رأسه‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬قاهرة‮»‬‭ ‬الستينيات،‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬أكسفورد،‭ ‬لندن،‭ ‬باريس،‭ ‬وبرلين‭. ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬بمدرسة‭ ‬الخدمة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬إلى‭ ‬الدراسة‭ ‬والتدريس‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬أكسفورد،‭ ‬ثم‭ ‬الدراسة‭ ‬كطالب‭ ‬دكتوراه‭ ‬بجامعة‭ ‬لندن‭. ‬رحلة‭ ‬ممتدة‭ ‬في‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان،‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬صفحات‭ ‬نادرة‭ ‬عن‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مثقفينا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العصور،‭ ‬إلى‭ ‬رحلة‭ ‬كاتبنا‭ ‬التي‭ ‬تترسم‭ ‬خطى‭ ‬العميد‭ ‬في‭ ‬تحصيل‭ ‬العلم‭ ‬من‭ ‬مظانه‭ ‬مهما‭ ‬بعدت،‭ ‬وخوض‭ ‬غمار‭ ‬صعوبات‭ ‬التعلم‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬العمر‭ ‬واللسان‭. ‬يضع‭ ‬الكتاب‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬رحلة‭ ‬أخرى‭ ‬تشكل‭ ‬إضافة‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أدب‭ ‬السيرة،‭ ‬وأدب‭ ‬الرحلة،‭ ‬وتقترح‭ ‬فيهما‭ ‬الثقافة‭ ‬كوسيلة‭ ‬أساسية‭ ‬لإعادة‭ ‬إنتاج‭ ‬وجودنا‭ ‬الأصيل‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يزداد‭ ‬تعقيدًا‭.‬

الكتاب‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬استهلال‭ ‬وأربعة‭ ‬فصول‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬التوالي‭: ‬سياقات‭ ‬مرحلة‭: ‬حفل‭ ‬ثقافي‭ ‬متنقل،‭ ‬رامتان‭ ‬جميلتان‭ ‬استراح‭ ‬في‭ ‬إحداهما‭ ‬طه‭ ‬حسين،‭ ‬دلالات‭ ‬تحقق‭ ‬دعاء‭ ‬طه‭ ‬حسين،‭ ‬وأخيرا‭ ‬الفصل‭ ‬الرابع‭: ‬تناقضات‭ ‬بريطانية‭ ‬وعالم‭ ‬أكسفورد‭ ‬الرحيب‭.‬

لكن‭ ‬دعنا‭ ‬نقرأ‭ ‬فقرة‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬حيث‭ ‬يتحدث‭ ‬فيها‭ ‬الكاتب‭ ‬عن‭ ‬وصوله‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬العميد‭: ‬‮«‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬وصفتها‭ ‬زوجته‭ ‬في‭ ‬كتابها‭ ‬وصلت‭ ‬مبكرًا،‭ ‬وأخذت‭ ‬أدور‭ ‬حوله،‭ ‬وأتلمس‭ ‬شيئًا‭ ‬من‭ ‬الجو‭ ‬المحيط‭ ‬به‭. ‬وكان‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يشغلني‭ ‬وقتها،‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬سأخاطب‭ ‬طه‭ ‬حسين‭. ‬هل‭ ‬أقول‭ ‬له‭ ‬يا‭ ‬سيادة‭ ‬الدكتور،‭ ‬أو‭ ‬يا‭ ‬سعادة‭ ‬البك‭. ‬وكنت‭ ‬أسمع‭ ‬وقتها‭ ‬وطوال‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬عملي‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬أستاذنا‭ ‬الكبير‭ ‬يحيى‭ ‬حقي‭ ‬أنه‭ ‬يستخدم‭ ‬‮«‬سعادة‭ ‬البك‮»‬‭ ‬حينما‭ ‬يريد‭ ‬التبجيل،‭ ‬فقررت‭ ‬استخدامهما‭ ‬معه‭. ‬وقبل‭ ‬الموعد‭ ‬بعشرين‭ ‬دقيقة‭ ‬اقتربت‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬وضغطت‭ ‬على‭ ‬الجرس،‭ ‬ففتح‭ ‬لي‭ ‬سكرتيره،‭ ‬فريد‭ ‬شحاتة‭ - ‬وكان‭ ‬في‭ ‬حلة‭ ‬كاملة‭ ‬مثلي‭ ‬فقد‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬ارتداء‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬لديَّ‭ - ‬الباب‭ ‬فعرَّفته‭ ‬بنفسي،‭ ‬وكان‭ ‬ينتظرني‭ ‬وينتظر‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭. ‬فأدخلني‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬مكتب‭ ‬فسيحة‭ ‬ومحاطة‭ ‬جدرانها‭ ‬جميعًا‭ ‬بمكتبات‭ ‬رصت‭ ‬فيها‭ ‬الكتب‭ ‬بشكل‭ ‬أنيق‭. ‬فقد‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تجلد‭ ‬فيه‭ ‬الكتب‭ ‬ويكتب‭ ‬على‭ ‬كعوبها‭ ‬المتماثلة‭ ‬اسم‭ ‬المؤلف‭ ‬وعنوان‭ ‬الكتاب‭ ‬واسم‭ ‬صاحبه‭/ ‬أي‭ ‬حائزه‭. ‬ألم‭ ‬يخبرنا‭ ‬طه‭ ‬حسين‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬‮«‬الأيام‮»‬‭ ‬أن‭ ‬أخاه‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬كان‭ ‬يقتطع‭ ‬من‭ ‬قوتهما‭ ‬ما‭ ‬يجلد‭ ‬به‭ ‬الكتب‭ ‬المهمة،‭ ‬ويحتفظ‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬بالغرفة‭ ‬من‭ ‬أثاث،‭ ‬وهو‭ ‬الدولاب‭ ‬الذي‭ ‬اشتراه‭ ‬خصيصًا‭ ‬لذلك‭. ‬

وكانت‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬أدخل‭ ‬فيها‭ ‬بيت‭ ‬أديب‭ ‬كبير،‭ ‬باستثناء‭ ‬شقة‭ ‬يحيى‭ ‬حقي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬جميلة‭ ‬وبسيطة،‭ ‬ولكنها‭ ‬مليئة‭ ‬بالكتب‭ ‬أيضًا،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬أعيد‭ ‬تجليدها‭. ‬كما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المكتبات‭ ‬التي‭ ‬يحتفظ‭ ‬فيها‭ ‬بكتبه‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬المرتفع‭ ‬الذي‭ ‬يشغل‭ ‬الحائط‭ ‬كله‭ ‬إلى‭ ‬قرب‭ ‬السقف‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬العميد،‭ ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬ارتفاع‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬المتر‭ ‬إلا‭ ‬قليلًا‭. ‬وكانت‭ ‬سطوحها‭ ‬عامرة‭ ‬بقطع‭ ‬الخزف‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنتجها‭ ‬زوجته‭ ‬‮«‬جان‮»‬‭ ‬الفرنسية‭ ‬أيضًا‭. ‬ويحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يُعرِّف‭ ‬زائريه‭ ‬عليها‭ ‬كفنانة‭. ‬بينما‭ ‬الجزء‭ ‬الباقي‭ ‬من‭ ‬الحائط‭ ‬كان‭ ‬به‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬اللوحات،‭ ‬تعرفت‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬لوحات‭ ‬حامد‭ ‬ندا‭ ‬وإنجي‭ ‬أفلاطون‭ ‬وكمال‭ ‬خليفة‭ ‬وحسن‭ ‬سليمان‭ ‬وغيرهم‭. ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬زرت‭ ‬يوسف‭ ‬إدريس‭ ‬في‭ ‬شقته‭ ‬المترفة‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬النيل،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فيها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الكتب‭. ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬شقة‭ ‬أنيقة‭ ‬وجميلة‭ ‬يطغى‭ ‬حضوره‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬سواه‭. ‬أما‭ ‬بيت‭ ‬طه‭ ‬حسين‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬فيلا‭ ‬باذخة‭ ‬ذات‭ ‬حديقة‭ ‬واسعة،‭ ‬لاحظت‭ ‬جمالها‭ ‬والاعتناء‭ ‬ببستنتها‭ ‬وأنا‭ ‬أدور‭ ‬حول‭ ‬البيت‭ ‬قبل‭ ‬دخوله،‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا