العدد : ١٦٨٣٤ - الخميس ٢٥ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٤ - الخميس ٢٥ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

مستجدات الأمن البحري الأوروبي في منطقة الخليج

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الاثنين ٢٩ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

وفقًا‭ ‬لتقديرات‭ ‬‮«‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتجارة‭ ‬والتنمية‮»‬،‭ (‬أونكتاد‭)‬،‭ ‬فإن‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الحجم،‭ ‬تتم‭ ‬عبر‭ ‬الشحن‭ ‬البحري،‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬نقل‭ ‬البضائع‭ ‬بالحاويات‭ ‬وحده‭ ‬إلى‭ ‬11‭ ‬مليار‭ ‬طن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭. ‬ومع‭ ‬كون‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬منطقة‭ ‬وسط‭ ‬جغرافيا‭ ‬بين‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬والغرب،‭ ‬والخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ورائدا‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬تصدير‭ ‬منتجات‭ ‬الطاقة؛‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬حماية‭ ‬هذه‭ ‬التجارة،‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬هدفا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬رئيسيا‮»‬،‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة،‭ ‬والقوى‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

وبحسب‭ ‬بيانات‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬بلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬حركة‭ ‬موانئ‭ ‬الحاويات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬62‭ ‬مليون‭ ‬سفينة‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬19‭ ‬مليونا‭ ‬عبر‭ ‬الإمارات،‭ ‬و10‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬السعودية،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬37‭ ‬مليونا‭ ‬عبر‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وتأتي‭ ‬غالبية‭ ‬صادرات‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬الطاقة‭ ‬المعتمدة‭ ‬على‭ ‬الهيدروكربونات‭.‬

ومع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬يستخدمها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬يوميا؛‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬الممر‭ ‬الذي‭ ‬يمر‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الشحن‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وبحر‭ ‬العرب‭ ‬‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬أهم‭ ‬ممر‭ ‬نفطي‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬لهذا‭ ‬الممر؛‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تأخيرات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الإمدادات»؛‭ ‬وبالتالي‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬النظام‭ ‬المالي‭ ‬الدولي‭.‬

وحتى‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تحول‭ ‬الطاقة‭ ‬إلى‭ ‬منتجات‭ ‬أكثر‭ ‬اخضرارًا؛‭ ‬فإن‭ ‬قيادة‭ ‬السعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬وقطر،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإنتاج‭ ‬‮«‬الهيدروجين‮»‬،‭ ‬و«الأمونيا‮»‬،‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬مواصلة‭ ‬التصدير‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البحر،‭ ‬سوف‭ ‬تظل‭ ‬‮«‬عنصرًا‭ ‬أساسيًا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬استمرار‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬يعد‭ ‬التقييم‭ ‬والاستجابة‭ ‬لسلسلة‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬البحرية،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القوى‭ ‬الخارجية؛‭ ‬‮«‬إجراءً‭ ‬ضروريا‮»‬،‭ ‬لتجنب‭ ‬احتمال‭ ‬حدوث‭ ‬عوائق‭ ‬للتجارة‭ ‬والإنتاج‭ ‬العالميين‭.‬

وفي‭ ‬المياه‭ ‬المحيطة‭ ‬بشبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية؛‭ ‬هناك‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬البحرية‭ ‬الشائعة‭. ‬وكما‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‮»‬،‭ ‬عبر‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬البحري؛‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخاطر؛‭ ‬تشمل‭ ‬‮«‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‮»‬،‭ ‬مثل‭ (‬القرصنة،‭ ‬والسطو‭ ‬المسلح،‭ ‬وتهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمخدرات،‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والإرهاب‭)‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التهديدات‭ ‬الجديدة‭ ‬والمتطورة،‭ ‬مثل‭ (‬تزايد‭ ‬المنافسة‭ ‬الجيوسياسية،‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬والهجمات‭ ‬الهجينة‭ ‬والسيبرانية‭). ‬وبشكل‭ ‬خاص،‭ ‬هناك‭ ‬مخاطر‭ ‬تتعلق‭ ‬بالهجمات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بإيران‭ ‬ضد‭ ‬السفن‭ ‬التجارية،‭ ‬باستخدام‭ ‬الطائرات‭ ‬‮«‬المُسيرة‮»‬،‭ ‬وشحنها‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬للأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬وكلائها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والاتجار‭ ‬في‭ ‬المخدرات،‭ ‬عبر‭ ‬بحر‭ ‬العرب‭.‬

ووفقا‭ ‬لـ‮«‬يوناردو‭ ‬مازوكو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬المياه‭ ‬المحيطة‭ ‬بشبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬‮«‬مترابطة‭ ‬ومتشابكة‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق»؛‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تدهور‭ ‬الظروف‭ ‬الأمنية،‭ ‬والمتغيرات‭ ‬السياسية‭ ‬المتسارعة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬عواقب‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‮»‬‭. ‬وبسبب‭ ‬هذا‭ ‬الترابط،‭ ‬ووجود‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬للشحن‭ ‬التجاري؛‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حماية‭ ‬هذه‭ ‬الممرات‭ ‬المائية،‭ ‬‮«‬تتطلب‭ ‬جهات‭ ‬فاعلة‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬نفوذ‭ ‬وإبراز‭ ‬القدرة‮»‬،‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬‮«‬موقف‭ ‬أمني‭ ‬بحري‭ ‬شامل‮»‬،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬يعد‭ ‬الوجود‭ ‬البحري‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬‮«‬أمرا‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تمتلك‭ ‬منشآت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬البرية‭ ‬والجوية‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬بليك‭ ‬هيرزينجر‮»‬،‭ ‬و«بين‭ ‬ليفكويتز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬أمريكان‭ ‬إنتربرايز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬النفوذ‭ ‬البحري‭ ‬المتنامي‭ ‬للصين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬‮«‬موطئ‭ ‬قدم‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‮»‬؛‭ ‬للتكامل‭ ‬مع‭ ‬قاعدتها‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬‮«‬جيبوتي‮»‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يُعد‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬أحد‭ ‬الفاعلين‭ ‬المهتمين‭ ‬بالأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭. ‬وتحدد‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‮»‬،‭ ‬للتكتل‭ ‬لعام‭ ‬2023،‭ ‬الرغبة‭ ‬المشتركة‭ ‬للدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬‮«‬تكثيف‮»‬‭ ‬أنشطتها‭ ‬الأمنية‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬مراكز‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ديناميكية‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬وبها‭ ‬ممر‭ ‬مائي‭ ‬يمر‭ ‬عبره‭ ‬‮«‬8%‭ ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬و«رابط‭ ‬رئيسي‭ ‬للتجارة‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا‭ ‬وشرق‭ ‬آسيا‭ ‬وأوروبا‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬الاهتمام‭ ‬الملحوظ،‭ ‬بتعزيز‭ ‬وجودها‭ ‬وتعاونها‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬الإقليميين‭ ‬لحماية‭ ‬الشحن‭ ‬البحري،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب،‭ ‬مع‭ ‬جهود‭ ‬بناء‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬يعي‭ ‬الأوروبيون،‭ ‬التهديدات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬مازوكو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التكتل،‭ ‬قد‭ ‬استخدم‭ ‬تقليديا‭ ‬‮«‬نهجًا‭ ‬على‭ ‬مراحل‮»‬،‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬والمحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬‮«‬ككيانات‭ ‬منفصلة‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬التهديدات‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬القيود‭ ‬التي‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬‮«‬كافح‭ ‬لقياس‭ ‬التفاعل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياسي‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المساحات‭ ‬البحرية‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬حدوث‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬‮«‬التغيير‭ ‬الاستراتيجي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬سجل‭ ‬‮«‬مازوكو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬يشرع‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬نظر‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬سياسته‭ ‬البحرية‮»‬‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬تحول‭ ‬جوهري‭ ‬‮«‬تدريجي‭ ‬لسياسته‭ ‬البحرية‮»‬،‭ ‬نحو‭ ‬عملية‭ ‬أكثر‭ ‬شمولية؛‭ ‬بهدف‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬‮«‬قوة‭ ‬أمنية‭ ‬أكثر‭ ‬حضورا‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬قبالة‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬نشاطه،‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬أتالانتا‮»‬‭ ‬لمهمة‭ ‬مكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬قبالة‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وقيادة‭ ‬‮«‬فرنسا‮»‬،‭ ‬مهمة‭ ‬مراقبة‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز،‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬حملة‭ ‬التوعية‭ ‬البحرية‭ ‬بقيادة‭ ‬أوروبية،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬جهود‭ ‬الاتحاد‭ ‬لبناء‭ ‬قوة‭ ‬بحرية‮»‬‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬المنطقة؛‭ ‬بهدف‭ ‬‮«‬ضمان‭ ‬العبور‭ ‬الآمن،‭ ‬وحرية‭ ‬الملاحة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬حدد‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬‭ ‬‭ ‬أحد‭ ‬الهيئات‭ ‬التشريعية‭ ‬للاتحاد‭ ‬‭ ‬المنطقة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز،‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭ ‬المداري،‭ ‬ومن‭ ‬شمال‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬وسط‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬منطقة‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬بحرية‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬يفكر‭ ‬التكتل‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬مفهوم‭ ‬الوجود‭ ‬البحري‭ ‬المنسق‭ ‬له،‭ ‬إلى‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬والمنطقة‭ ‬لإظهار‭ ‬قدراته‭ ‬المتزايدة،‭ ‬‮«‬باعتباره‭ ‬شريكا‭ ‬موثوقا‭ ‬به،‭ ‬ومزودا‭ ‬لمتطلبات‭ ‬الأمن‭ ‬البحرية‮»‬،‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الوجود‭ ‬البحري‭ ‬الدائم‮»‬،‭ ‬وتعزيز‭ ‬‮«‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬والشراكة‭ ‬في‭ ‬المهام‭ ‬البحرية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬مازوكو‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬بينما‭ ‬تظل‭ ‬السفن‭ ‬‭ ‬ضمن‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬التابعة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬‮«‬تحت‭ ‬إمرة‭ ‬قيادتها‭ ‬الوطنية‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الوجود‭ ‬البحري‭ ‬المنسق‮»‬،‭ ‬التابعة‭ ‬للاتحاد‭ ‬ذاته‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬المشاركة‭ ‬العملياتية‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المختلفة‮»‬،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬حماية‭ ‬مياه‭ ‬منطقة‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭. ‬

وبينما‭ ‬ترى‭ ‬‮«‬المنظمة‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬مهامها‭ ‬بشمال‭ ‬غرب‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬الآن،‭ ‬‮«‬يأتي‭ ‬لتصوير‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬البحرية‮»‬،‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬مساحة‭ ‬جيوسياسية‭ ‬متماسكة‭ ‬ككتلة‭ ‬واحدة‮»‬،‭ ‬وليست‭ ‬مساحات‭ ‬بحرية‭ ‬منفصلة‭ ‬ذات‭ ‬تهديدات‭ ‬مختلفة‭ ‬ومستويات‭ ‬متباينة‭ ‬من‭ ‬الاهتمامات‭ ‬المطلوبة؛‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬نحو‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬الإقليمي،‭ ‬يُقصد‭ ‬منه‭ ‬إدراك‭ ‬كم‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬للبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬ومضيق‭ ‬هرمز،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬‮«‬جديد‭ ‬حقًا‮»‬‭.‬

ويتلاءم‭ ‬تركيز‭ ‬‮«‬الاتحاد‮»‬،‭ ‬المتجدد‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬مع‭ ‬مقاربته‭ ‬السياسية‭ ‬الأخيرة‭ ‬لتوثيق‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬المنصوص‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬المشترك‭ ‬للشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للمفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2022،‭ ‬وهي‭ ‬الوثيقة‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬‮«‬روبرت‭ ‬ماسون‮»‬،‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬ينبغي‭ ‬اعتبارها‭ ‬كإعلان‭ ‬استقلالية‭ ‬أوروبا‭ ‬عن‭ ‬تبعيتها‭ ‬للريادة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ورغبة‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬‮«‬نيل‭ ‬فرصة‭ ‬أكثر‭ ‬إيجابية‭ ‬لإدارة‭ ‬ملف‭ ‬أمن‭ ‬الخليج،‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬طموحاتها،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬مازوكو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬افتقار‭ ‬أوروبا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬وجود‭ ‬بحري‭ ‬كامل‮»‬،‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬‮«‬يعيق‭ ‬طموحاتها»؛‭ ‬لتوسيع‭ ‬عمليات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬ودعم‭ ‬شركائها،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬الاتحاد،‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مجهزين‭ ‬حاليًا،‭ ‬للقيام‭ ‬بمهام‭ ‬بحرية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬اقتراح‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬الأدميرال‭ ‬‮«‬إيمانويل‭ ‬سلارز‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬وضع‭ ‬مهمتي‭ ‬‮«‬مبادرة‭ ‬المراقبة‭ ‬البحرية‭ ‬الأوروبية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ (‬إيماسوه‭)‬،‭ ‬وعملية‭ ‬أتالانتا‭ ‬‭ ‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬حالية‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬الأوروبية‭ ‬بهدف‭ ‬منع‭ ‬ومُكافحة‭ ‬أعمال‭ ‬القرصنة‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭ ‬‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬موحدة،‭ ‬فقد‭ ‬بدا‭ ‬الأمر‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬تعقيد‭ ‬الجهود‭ ‬الأمنية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد،‭ ‬لها‭ ‬مصالحها‭ ‬وأهدافها‭ ‬المختلفة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬‮«‬بروكسل‮»‬،‭ ‬تظل‭ ‬معقدة،‭ ‬وقابلة‭ ‬للتغيير‭ ‬بطريقة‭ ‬لا‭ ‬تفرضها‭ ‬أية‭ ‬إجراءات‭ ‬أحادية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حكومة‭ ‬وطنية‭ ‬بعينها‭. ‬

وعليه،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬مازوكو،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تشير‭ ‬‮«‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الوثائق،‭ ‬والإعلانات،‭ ‬والمبادرات‮»‬‭ ‬‭ ‬بشأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الالتزامات‭ ‬الأوروبية‭ ‬بالأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬توافق‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬الآراء‭ ‬حول‭ ‬المسار‭ ‬المستقبلي‭ ‬للجهود‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد»؛‭ ‬فإن‭ ‬التحدي‭ ‬الرئيسي‭ ‬أمام‭ ‬صانعي‭ ‬السياسات،‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬التنفيذ‭ ‬المناسب‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬تحديده‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شراكات‭ ‬واستراتيجيات،‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬‮«‬دعم‮»‬‭ ‬آليات‭ ‬التنسيق‭ ‬الأمثل‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مهمتي‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ -‬المذكورتين‭ ‬أعلاه‭ ‬‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتي‭ ‬تُظهر‭ ‬‮«‬نقاط‭ ‬تقارب‭ ‬ملحوظة‭ ‬حول‭ ‬تلبية‭ ‬الأهداف‭ ‬المشتركة،‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الوعي‭ ‬بالأوضاع‭ ‬البحرية‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬بروكسل‮»‬،‭ ‬‮«‬إطارًا‭ ‬مؤسسيًا‭ ‬أكثر‭ ‬ملاءمة‭ ‬لتطوير‭ ‬التعاون‭ ‬البحري‮»‬؛‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬مازوكو‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬تعاون‭ ‬أفضل‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الأوروبية‭ ‬قريبًا‭. ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬أيضًا‭ ‬ملاحظة،‭ ‬كيف‭ ‬تعمل‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المنطقة،‭ ‬كدافع‭ ‬لتعزيز‭ ‬الحماية‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المهمة‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬مثل‭ ‬الخليج،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬عند‭ ‬أخذ‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬الاعتبار،‭ ‬ولاحظ‭ ‬الباحث،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الطموحات‭ ‬الروسية‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أضافت‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬أوروبا،‭ ‬‮«‬لإعادة‭ ‬تركيز‮»‬‭ ‬اهتمامها‭ ‬على‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬‮«‬جنوب‭ ‬وشرق‮»‬‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬التأثير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المحتمل‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬جراء‭ ‬المشاركة‭ ‬الأوروبية‭ ‬الموسعة‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬الإقليمي؛‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬منال‭ ‬شهابي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬كارنيجي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬‮«‬تراوحت‭ ‬مساهمة‭ ‬عائدات‭ ‬تصدير‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬من‭ ‬40%،‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮«‬النصف‮»‬،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون»؛‭ ‬لتوفر‭ ‬بذلك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬الإيرادات‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬والبحرين،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬80%‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬وقطر،‭ ‬والكويت،‭ ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬إضافة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬الدولية‭ ‬لممرات‭ ‬الشحن‭ ‬الحيوية‭ ‬سيعزز‭ ‬أمنها‭ ‬الاقتصادي‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬فإنه‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬اختلافات‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬و«دول‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬حول‭ ‬التوقعات‭ ‬المتبادلة‭ ‬والمأمولة‭ ‬لتوفير‭ ‬الضمانات‭ ‬الأمنية‭ ‬والتعاون،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬‮«‬فجوة‭ ‬التصورات‮»‬‭ ‬بين‭ ‬الشركاء‭ ‬الإقليميين؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬مازوكو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأخيرة‭ ‬ترى‭ ‬نفسها‭ ‬قوى‭ ‬صاعدة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬اجتياز‭ ‬التدافعات‭ ‬العالمية‭ ‬عليها‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الأوروبية‭ ‬لتعزيز‭ ‬مهام‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬‮«‬محكوم‭ ‬عليها‭ ‬بالفشل‮»‬،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬الأوروبيون‭ ‬من‭ ‬‮«‬إقناع‭ ‬الشركاء‭ ‬الإقليميين‮»‬،‭ ‬بـ‮«‬جدية‮»‬‭ ‬ضماناتهم‭ ‬وأهدافهم،‭ ‬وإظهار‭ ‬‮«‬استعدادهم‭ ‬للتعامل‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬خلص‭ ‬‮«‬مازوكو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قدرة‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬‮«‬مزودًا‭ ‬موثوقًا‮»‬‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬المحيطة‭ ‬بشبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬تحديًا‭ ‬شاقًا‮»‬‭. ‬لكن‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القدرة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد،‭ ‬وتتميز‭ ‬بتغيير‭ ‬الأولويات‭ ‬والتفاعل‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬الاتحاد‭ ‬لتنحية‭ ‬الخلافات؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬صياغة‮»‬‭ ‬السياسة‭ ‬الأمنية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬هي‭ ‬العنصر‭ ‬الذي‭ ‬سيثبت‭ ‬رغبتهم‭ ‬في‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بأهميتهم‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‮»‬‭. ‬

ومع‭ ‬تضاؤل‭ ‬حجم‭ ‬الدوريات‭ ‬البحرية،‭ ‬وأعمال‭ ‬المراقبة‭ ‬الأوروبية‭ ‬حاليًا،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة؛‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقناع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بالتزامهم،‭ ‬بالأمن‭ ‬البحري،‭ ‬فقد‭ ‬حثهم‭ ‬‮«‬مازوكو‮»‬،‭ ‬على‭ ‬‮«‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الشركاء‭ ‬الإقليميين،‭ ‬‮«‬بشأن‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخاطر،‭ ‬وذلك‭ ‬لتجنب‭ ‬تكرار‭ ‬فجوة‭ ‬التوقعات‭ ‬المتزايدة‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬وواشنطن‭ ‬بشأن‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا