العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

قراءة في اتجاهات أسعار النفط عام 2023

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ٢٥ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

أوضحت‭ ‬اتجاهات‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬أن‭ ‬قرارات‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬2023‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬محلها،‭ ‬وأنه‭ ‬لو‭ ‬استجابت‭ ‬للمطالب‭ ‬الأمريكية‭ ‬بزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬لكانت‭ ‬الأسعار‭ ‬حاليًا‭ ‬أكثر‭ ‬انخفاضًا‭.‬

وفي‭ ‬5‭ ‬مايو‭ ‬2023‭ ‬كان‭ ‬سعر‭ ‬برميل‭ ‬النفط‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬68‭.‬75‭ ‬دولارا،‭ ‬مع‭ ‬اتجاه‭ ‬رئيسي‭ ‬هابط‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬تالية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬64‭.‬19‭ ‬دولارا،‭ ‬و66‭.‬10‭ ‬دولارا،‭ ‬وقد‭ ‬استمر‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬النزولي‭ ‬للأسعار‭ ‬من‭ ‬الربع‭ ‬الأخير‭ ‬لعام‭ ‬2022‭. ‬وتبقى‭ ‬المراهنة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬اتجاهات‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصادين‭ ‬الصيني‭ ‬والهندي،‭ ‬بينما‭ ‬أدت‭ ‬السياسات‭ ‬النقدية‭ ‬المتشددة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأوروبا‭ ‬لمكافحة‭ ‬التضخم‭ ‬إلى‭ ‬تباطؤ‭ ‬اقتصاداتها؛‭ ‬لكن‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬بشأن‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ ‬قد‭ ‬سيطرت‭ ‬على‭ ‬الأسواق،‭ ‬والإشارات‭ ‬المتفائلة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬تقلبات‭ ‬في‭ ‬الأجل‭ ‬القصير‭. ‬وتتوقع‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬الطلب‭ ‬الصناعي‭ ‬على‭ ‬البنزين‭ ‬والديزل‭ ‬زيادة‭ ‬طفيفة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬السابق‭ ‬بنسبة‭ ‬2‭.‬3%‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬2‭.‬25‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬العرض،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نمو‭ ‬إنتاج‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬قليلاً‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬ولا‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬فيما‭ ‬توقعت‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬العالمي‭ ‬بنسبة‭ ‬1%‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬1‭.‬1‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬2023‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬السابق،‭ ‬وتأتي‭ ‬معظم‭ ‬الزيادات‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بينما‭ ‬توقعت‭ ‬انخفاض‭ ‬إنتاج‭ ‬روسيا‭ ‬من‭ ‬10‭.‬9‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬إلى‭ ‬9‭.‬5‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬نمو‭ ‬الإنتاج‭ ‬الأمريكي‭ ‬بنسبة‭ ‬5%؛‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭. ‬

وفيما‭ ‬كان‭ ‬الخبراء‭ ‬قد‭ ‬توقعوا‭ ‬أن‭ ‬الزيادات‭ ‬الطفيفة‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬لن‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الطلب‭ -‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأسعار‭ ‬سترتفع‭- ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬انخفاض‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬قد‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭. ‬ويزداد‭ ‬هذا‭ ‬التأثير‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تحول‭ ‬تباطؤ‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكي‭ ‬إلى‭ ‬ركود،‭ ‬وتحول‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬ركود‭ ‬جزئي‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬إلى‭ ‬ركود‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬شديدة‭ ‬الحساسية‭ ‬للتطورات‭ ‬السياسية،‭ ‬كالحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬إمدادات‭ ‬وأمن‭ ‬الطاقة؛‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬ترتبط‭ ‬إيجابيًا‭ ‬أيضًا‭ ‬بأسواق‭ ‬الأسهم،‭ ‬فارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الأسهم‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬رواج‭ ‬اقتصادي،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط،‭ ‬وانخفاضها‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬تباطؤ‭ ‬اقتصادي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬انخفاض‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭. ‬وتشير‭ ‬مؤشرات‭ ‬‮«‬استاندارد‭ ‬أند‭ ‬بورز‮»‬،‭ ‬و«ناسداك‮»‬‭ -‬وهي‭ ‬مؤشرات‭ ‬لأسواق‭ ‬الأسهم‭- ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إقبال‭ ‬مجلس‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الأمريكي‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬ارتفاعات‭ ‬معدل‭ ‬التضخم،‭ ‬قد‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬تكاليف‭ ‬الاقتراض‭ ‬للشركات،‭ ‬وإحجامها‭ ‬عن‭ ‬الاستثمار‭ ‬وانخفاض‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬الهبوطي‭ ‬على‭ ‬الأسهم،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬عزوف‭ ‬الشركات‭ ‬المصدرة‭ ‬لهذه‭ ‬الأسهم عن‭ ‬شراء‭ ‬النفط‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬ارتباط‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬بأسواق‭ ‬الأسهم‭ ‬الأمريكية،‭ ‬دل‭ ‬عليه‭ ‬هبوط‭ ‬أسعاره‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬إلى‭ ‬أدنى‭ ‬مستوياته‭ ‬منذ‭ ‬ديسمبر‭ ‬2021د،‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬مخاوف‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬أزمة‭ ‬انهيار‭ ‬بنوك‭ ‬أمريكية،‭ ‬حينها‭ ‬تراجعت‭ ‬العقود‭ ‬الآجلة‭ ‬لخام‭ ‬برنت‭ ‬بنحو‭ ‬4‭.‬1%‭ ‬إلى‭ ‬74‭.‬85‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬وانخفض‭ ‬خام‭ ‬غرب‭ ‬تكساس‭ ‬بنسبة‭ ‬4%‭ ‬إلى‭ ‬68‭.‬47‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭. ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬رغم‭ ‬التوقعات‭ ‬الإيجابية‭ ‬لحركة‭ ‬التداول،‭ ‬التي‭ ‬تُظهر‭ ‬أن‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الصيني‭ ‬قد‭ ‬انتعش‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬2023،‭ ‬بعد‭ ‬إنهاء‭ ‬الإجراءات‭ ‬الصارمة‭ ‬لمواجهة‭ ‬كوفيد‭- ‬19،‭ ‬فانهيار‭ ‬بنك‭ ‬‮«‬سيلكون‭ ‬فالي‮»‬،‭ ‬تبعته‭ ‬مخاوف‭ ‬متعلقة‭ ‬بالنظام‭ ‬المصرفي‭ ‬والسيولة‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬وانتقلت‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬أثره‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬والأصول‭ ‬مقارنة‭ ‬بالملاذات‭ ‬الآمنة‭ ‬كالدولار‭ ‬والذهب‭.‬

وتزامنًا‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬المصرفية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬كعامل‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬يأتي‭ ‬ارتفاع‭ ‬مخزون‭ ‬النفط‭ ‬الأمريكي،‭ ‬عاملاً‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭. ‬وأظهرت‭ ‬بيانات‭ ‬أصدرها‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬البترول‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬ارتفاع‭ ‬مخزونات‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بنحو‭ ‬3‭.‬3‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬المنتهي‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬مارس‭ ‬مخالفًا‭ ‬توقعات‭ ‬المحللين‭ ‬بتراجع‭ ‬المخزونات‭ ‬بنحو‭ ‬1‭.‬6‭ ‬مليون‭ ‬برميل،‭ ‬وهذا‭ ‬المخزون‭ ‬المرتفع‭ ‬علامة‭ ‬لضعف‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬الخام،‭ ‬فيما‭ ‬ضاعف‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬هذا‭ ‬العامل‭ ‬إقبال‭ ‬‮«‬الفيدرالي‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬مجددًا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إضعاف‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭.‬

وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬أساسيات‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬وطلب،‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الأسعار؛‭ ‬فإن‭ ‬للمضاربة‭ ‬شأنا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأسعار‭. ‬ويظهر‭ ‬هذا‭ ‬جليًا‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الآجلة‭ ‬وأسواق‭ ‬المستقبليات،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬كمية‭ ‬التعاملات‭ ‬عليها‭ ‬كميات‭ ‬ضخمة،‭ ‬وتمثل‭ ‬أحيانًا‭ ‬نحو‭ ‬3‭ ‬أضعاف‭ ‬الإنتاج‭ ‬اليومي‭ ‬الفعلي،‭ ‬وأصبحت‭ ‬عاملاً‭ ‬فاعلاً‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬وتنوعت‭ ‬الجهات‭ ‬المشاركة‭ ‬فيها،‭ ‬وغدت‭ ‬تشمل‭ ‬شركات‭ ‬ومصارف‭ ‬ومؤسسات‭ ‬مالية‭ ‬وأفرادا،‭ ‬وتكونت‭ ‬لها‭ ‬صناديق‭ ‬للمضاربة،‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬الآجلة،‭ ‬وما‭ ‬يميز‭ ‬هذه‭ ‬العقود‭ ‬الآجلة‭ ‬أنها‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬سلعة‭ ‬تباع‭ ‬وتشترى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مستقبلي‭ ‬محدد‭ ‬سلفًا‭ ‬ولا‭ ‬تمثل‭ ‬أداة‭ ‬ملكية‭ ‬كالأسهم‭.‬

وتقوم‭ ‬عمليات‭ ‬المضاربة‭ ‬في‭ ‬النفط‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬التوقعات‭ ‬المستقبلية‭ ‬للأسعار،‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والمناخية‭ ‬المقبلة‭. ‬وحين‭ ‬يتجه‭ ‬المضاربون‭ ‬إلى‭ ‬احتمال‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬يبدأون‭ ‬في‭ ‬الشراء‭ ‬فترتفع‭ ‬الأسعار،‭ ‬وفيما‭ ‬يتجهون‭ ‬إلى‭ ‬احتمال‭ ‬انخفاضها‭ ‬يبدأون‭ ‬في‭ ‬البيع؛‭ ‬فتنخفض‭ ‬الأسعار‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر‭. ‬وتعد‭ ‬السوق‭ ‬الورقية‭ ‬أو‭ ‬المستقبلية‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الأسواق‭ ‬نشاطًا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬عن‭ ‬طريقه‭ ‬تسعير‭ ‬النفط،‭ ‬كما‭ ‬تعمل‭ ‬هذه‭ ‬السوق‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭.‬

ومع‭ ‬انخفاض‭ ‬الأسعار‭ ‬وكميات‭ ‬الإنتاج‭ ‬جاءت‭ ‬توقعات‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬الحقيقي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يبلغ‭ ‬3%‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬والكويت‭ ‬0‭.‬9%،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬1‭.‬7%،‭ ‬وقطر‭ ‬2‭.‬4% ،‭ ‬والسعودية‭ ‬3‭.‬1%،‭ ‬والإمارات‭ ‬3‭.‬5%،‭ ‬وإجمالي‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬2‭.‬9%‭. ‬ويعكس‭ ‬خفض‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬لدول‭ ‬المجلس‭ ‬لعام‭ ‬2023،‭ ‬المراجعة‭ ‬الهبوطية‭ ‬الحادة‭ ‬لتوقعات‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬النفطي‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬3.6%،‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬1%،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬ارتفاع‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬بمعدل‭ ‬نمو‭ ‬أسرع‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭.‬2%،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬التوقعات‭ ‬السابقة‭ ‬3‭.‬7%‭. ‬وكان‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬النفطي‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬قد‭ ‬شهد‭ ‬توسعًا‭ ‬بلغ‭ ‬12‭.‬4% ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬فيما‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬خططًا‭ ‬لخفض‭ ‬الإنتاج،‭ ‬بمقدار‭ ‬3‭.‬66‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬3‭.‬7%‭ ‬من‭ ‬العرض‭ ‬العالمي‭. ‬ويبلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬لدول‭ ‬المجلس‭ ‬18‭.‬1‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬2023‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬توقع‭ ‬‮«‬الصندوق‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬السعودية،‭ ‬عجزًا‭ ‬ماليًا‭ ‬قدره‭ ‬1‭.‬1%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬مقارنة‭ ‬بتوقعات‭ ‬سابقة‭ ‬بفائض‭ ‬3‭.‬9%،‭ ‬وأن‭ ‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬بنسبة‭ ‬1‭.‬2%،‭  ‬‭ ‬حيث‭ ‬‭ ‬تسجل‭ ‬قطر‭ ‬فائضا‭ ‬بنسبة‭ ‬14‭.‬7%‭ ‬في‭ ‬2023‭ ‬و11‭.‬1%‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬والكويت‭ ‬فائضا‭ ‬بنسبة‭ ‬7%‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬وبنسبة‭ ‬4‭.‬2%‭ ‬في‭ ‬2024‭. ‬

وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬التوقعات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توقع‭ ‬تأثيرات‭ ‬خفض‭ ‬الإنتاج‭ ‬والأسعار،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬انتعاش‭ ‬2022‭ ‬قد‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬انتعاش‭ ‬سوق‭ ‬المشاريع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬وظهر‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المشاريع‭ ‬الممنوحة‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬لعام‭ ‬2023،‭ ‬حيث‭ ‬زادت‭ ‬القيمة‭ ‬الإجمالية‭ ‬لعقود‭ ‬المشاريع‭ ‬الممنوحة‭ ‬بنسبة‭ ‬54‭.‬7%‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سنوي‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬29‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ19‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬السابقة،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬قيمة‭ ‬مشاريع‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬إلى‭ ‬إجمالي‭ ‬110‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬عاودت‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬الارتفاع‭.‬

ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬ومع‭ ‬ارتفاع‭ ‬النفقات‭ ‬العامة؛‭ ‬قدر‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬تعادل‭ ‬سعر‭ ‬النفط‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬لعام‭ ‬2023،‭ ‬سوف‭ ‬يبلغ‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬سعر‭ ‬التعادل‭ ‬78‭ ‬دولارا،‭ ‬والكويت،‭ ‬80‭.‬4‭ ‬دولارا،‭ ‬والإمارات‭ ‬65‭.‬8‭ ‬دولارا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هبوط‭ ‬الأسعار‭ ‬دون‭ ‬هذا‭ ‬السعر‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬عجز‭ ‬مالي،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬إيرادات‭ ‬النفط‭ ‬هي‭ ‬الممول‭ ‬الرئيسي‭ ‬للميزانية‭ ‬العامة‭.‬

وبحسب‭ ‬بيانات‭ ‬أولية‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للإحصاء‭ ‬السعودية،‭ ‬فقط‭ ‬تباطأ‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬السعودي‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سنوي،‭ ‬بعد‭ ‬تسجيل‭ ‬القطاع‭ ‬النفطي‭ ‬أدنى‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬فيما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬عامين‭ ‬محققًا‭ ‬1‭.‬3%‭ ‬فقط،‭ ‬متأثرًا‭ ‬بتراجع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬فوق‭ ‬100‭ ‬دولار‭ ‬للبرميل‭ ‬بنهاية‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬لتصل‭ ‬بنهاية‭ ‬مارس‭ ‬2023‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬80‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬لخام‭ ‬برنت،‭ ‬وكذلك‭ ‬خفض‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬السعودية‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬بواقع‭ ‬مليوني‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعمق‭ ‬التحالف‭ ‬هذا‭ ‬الخفض‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬مايو‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬هو‭ ‬عامل‭ ‬مثبط‭ ‬للاستثمارات‭ ‬النفطية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هيمنة‭ ‬النفط‭ ‬على‭ ‬أسواق‭ ‬الطاقة‭ ‬الآن‭ ‬وفي‭ ‬الأمد‭ ‬المنظور،‭ ‬يجعل‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭ ‬من‭ ‬تقلبات‭ ‬الأجل‭ ‬القصير،‭ ‬وأن‭ ‬الاتجاه‭ ‬المنطقي‭ ‬للأسعار‭ ‬هو‭ ‬اتجاه‭ ‬الصعود،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬موديز‭ ‬للتصنيف‭ ‬الائتماني‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬قدرت‭ ‬نمو‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التنقيب‭ ‬والإنتاج‭ ‬النفطي‭ ‬إلى‭ ‬470‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬بنسبة‭ ‬نمو‭ ‬12‭.‬7%،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا‭. ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬قد‭ ‬بلغت‭ ‬417‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬وقد‭ ‬تصل‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬في‭ ‬كندا‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬29‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬فيما‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬البترول‭ ‬الكويتية‮»‬،‭ ‬خططا‭ ‬لاستثمار‭ ‬80‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬المقبلة‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬خطط‭ ‬المؤسسة‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭.‬

وفي‭ ‬واقع‭ ‬الأمر،‭ ‬كان‭ ‬معظم‭ ‬توجه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬المباشرة‭ ‬القادمة‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا‭ ‬للقطاع‭ ‬النفطي‭. ‬وفي‭ ‬الأخيرة‭ ‬تسارعت‭ ‬وتيرة‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬حكومات‭ ‬القارة‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬الإنفاق‭ ‬الاستثماري‭ ‬ذي‭ ‬الصلة‭ ‬بأنشطة‭ ‬الاستكشاف‭ ‬والتنقيب‭. ‬وشرعت‭ ‬كيانات‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬صناعة‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬مواردها‭ ‬صوب‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬الذي‭ ‬يُظهر‭ ‬آفاقًا‭ ‬واعدة،‭ ‬فضخ‭ ‬‮«‬بنك‭ ‬الصادرات‭ ‬والواردات‭ ‬الإفريقي‮»‬،‭ ‬و«مؤسسة‭ ‬التمويل‭ ‬الإفريقية‮»‬،‭ ‬استثمارات‭ ‬بنحو‭ ‬16‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬مشروعات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭. ‬وفي‭ ‬مؤتمر‭ ‬‮«‬اتحاد‭ ‬المصافي‭ ‬والتوزيع‭ ‬الإفريقي‮»‬،‭ -‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬مؤخرًا‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭- ‬قدرت‭ ‬استثمارات‭ ‬مشروعات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬بـ190‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وهناك‭ ‬70‭ ‬مشروعا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬تدخل‭ ‬الإنتاج‭ ‬بحلول‭ ‬2025،‭ ‬وتضيف‭ ‬2‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬إن‭ ‬قراءة‭ ‬اتجاهات‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬الربع‭ ‬الرابع‭ ‬للعام‭ ‬الماضي‭ ‬2022،‭ ‬تبيّن‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬عرض‭ ‬معتاد‭ ‬من‭ ‬أعراض‭ ‬سوق‭ ‬النفط،‭ ‬الذي‭ ‬يتسم‭ ‬بالتذبذب‭ ‬انخفاضًا‭ ‬وارتفاعًا؛‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬الاتجاه‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬هو‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصعودي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬بديل‭ ‬كاف‭ ‬الآن‭ ‬وفي‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يحل‭ ‬محل‭ ‬النفط‭ ‬كالمصدر‭ ‬الرئيسي‭ ‬للطاقة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا