العدد : ١٦٨٢٩ - السبت ٢٠ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٢٩ - السبت ٢٠ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

القمّة العربية في جدة.. ومُؤشّرات جديدة واعدة

بقلم: طلال عوكل {

الأربعاء ٢٤ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

نحو‭ ‬اثنين‭ ‬وثلاثين‭ ‬بنداً‭ ‬تضمّنها‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬للقمّة‭ ‬العربيّة‭ ‬الثانية‭ ‬والثلاثين‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬جدّة‭. ‬السعودية‭ ‬فالبيان‭ ‬الختامي،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬قرارات‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬القمّة،‭ ‬اشتمل‭ ‬على‭ ‬إحاطة‭ ‬واسعة‭ ‬وشاملة‭ ‬لمعظم‭ ‬الملفّات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬الأمّة‭ ‬العربيّة‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬عقدٍ‭ ‬من‭ ‬الزمان‭.‬

تتيح‭ ‬هذه‭ ‬الإحاطة‭ ‬الشاملة،‭ ‬المجال‭ ‬لتقييم‭ ‬عام،‭ ‬لدور‭ ‬هذه‭ ‬القمّة‭ ‬إزاء‭ ‬التحوّل،‭ ‬نحو‭ ‬الاهتمام،‭ ‬بالمصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬والقومية‭ ‬العربية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المصالح‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬جدّاً‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬تخضع‭ ‬لآليات‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المصالح‭ ‬القطرية‭ ‬والقومية‭ ‬العربية‭.‬

تقييم‭ ‬مخرجات‭ ‬القمّة،‭ ‬يستدعي‭ ‬المرور‭ ‬على‭ ‬مؤشرات‭ ‬مهمة‭ ‬سبقت‭ ‬انعقادها،‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬العربية‭ ‬تجاه‭ ‬مسألة‭ ‬مستوى‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط،‭ ‬مروراً‭ ‬بالاتفاق‭ ‬السعودي‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬إلى‭ ‬المصالحات‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬اقتضت‭ ‬وسمحت،‭ ‬بعودة‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬الحضن‭ ‬العربي‭ ‬بعد‭ ‬تغييب‭ ‬امتدّ‭ ‬إلى‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬عاماً‭.‬

إن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المحطّات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬النهر‭ ‬العربي‭ ‬مؤخراً،‭ ‬فإنّ‭ ‬ثمة‭ ‬مؤشّرات‭ ‬أخرى‭ ‬تتصل‭ ‬بكيفية‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وعدم‭ ‬انصياع‭ ‬العرب‭ ‬لرغبة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬ضغطت‭ ‬لانضمام‭ ‬العرب‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬العقوبات‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭.‬

يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬تلك‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬القمة،‭ ‬وانعكست‭ ‬في‭ ‬قراراتها‭ ‬وبيانها‭ ‬الختامي،‭ ‬أنها‭ ‬بداية‭ ‬صحوة‭ ‬عربية‭ ‬نحو‭ ‬استعادة‭ ‬الهوية‭ ‬القومية‭ ‬العربية،‭ ‬وإعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬للمصالح‭ ‬القومية‭ ‬والقطرية،‭ ‬بما‭ ‬يستدعي‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬الالتحاق‭ ‬بمربّع‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تدريجياً،‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬شراكات‭ ‬جديدة‭ ‬ومتنوعة،‭ ‬أثبت‭ ‬واقع‭ ‬التاريخ‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬وحلفاءها،‭ ‬كانوا‭ ‬بعيدين‭ ‬عنها‭.‬

لا‭ ‬شكّ‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬إدراكاً‭ ‬عربياً‭ ‬جماعياً‭ ‬بالعموم،‭ ‬لطبيعة‭ ‬التغيّرات‭ ‬الدولية‭ ‬وتوازنات‭ ‬القوة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬صعود‭ ‬قوى‭ ‬عالمية‭ ‬جديدة،‭ ‬ونحو‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬القطبية‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬متعدّد‭ ‬الأقطاب،‭ ‬يتيح‭ ‬المجال‭ ‬للعرب‭ ‬لتعديل‭ ‬صورتهم،‭ ‬ومكانتهم‭ ‬في‭ ‬مجريات‭ ‬واتجاهات‭ ‬الأحداث‭ ‬الدولية‭.‬

لا‭ ‬أُجازِف‭ ‬إن‭ ‬قلت‭ ‬إن‭ ‬ثمة‭ ‬إرادة‭ ‬عربية‭ ‬جماعية،‭ ‬لمغادرة‭ ‬لغة‭ ‬الخطابة‭ ‬التي‭ ‬تتناقض‭ ‬مع‭ ‬الأفعال،‭ ‬وربما‭ ‬تجاوز‭ ‬شعار‭ ‬التضامن‭ ‬العربي،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يغطي‭ ‬على‭ ‬تناقضات‭ ‬عربية،‭ ‬جعلت‭ ‬البعض‭ ‬يقاتل‭ ‬ويناصب‭ ‬العداء‭ ‬للبعض‭ ‬الآخر‭.‬

إزاء‭ ‬المؤشرات‭ ‬المفصلية‭ ‬التي‭ ‬أشرنا‭ ‬إليها،‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬القمة‭ ‬كانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬تعبّر‭ ‬عن‭ ‬استيائها،‭ ‬وكانت‭ ‬إسرائيل،‭ ‬أيضاً،‭ ‬تنظر‭ ‬بسلبية‭ ‬وخوف‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التطورات‭.‬

الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬عودة‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬الحضن‭ ‬العربي،‭ ‬موقفاً‭ ‬وسلوكاً‭ ‬خاطئاً،‭ ‬وأعلنت‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬ترفع‭ ‬العقوبات‭ ‬ولن‭ ‬تغيّر‭ ‬من‭ ‬سياستها،‭ ‬يلحق‭ ‬بها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء،‭ ‬لا‭ ‬يجرؤون‭ ‬على‭ ‬تحدّي‭ ‬الموقف‭ ‬العربي‭ ‬الجماعي‭ ‬الذي‭ ‬عبّرت‭ ‬عنه‭ ‬القمّة‭.‬

يمكن‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬ثمة‭ ‬تغييراً‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الملفات‭ ‬والأزمات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬لجان،‭ ‬تشكل‭ ‬مهرباً‭ ‬من‭ ‬المعالجة‭ ‬الجدية‭ ‬لأي‭ ‬منها،‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬قرارات‭ ‬واضحة‭ ‬ومحدّدة‭. ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬اتخذ‭ ‬العرب‭ ‬قرارهم‭ ‬ثم‭ ‬شكلوا‭ ‬لجاناً‭ ‬لكل‭ ‬ملف،‭ ‬كآلية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعطي‭ ‬لهذه‭ ‬اللجان‭ ‬معنى‭ ‬حقيقياً‭ ‬وجدياً‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬المعالجة‭.‬

ثمة،‭ ‬أيضاً،‭ ‬ما‭ ‬يلفت‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القمة،‭ ‬وهو‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬خطاب‭ ‬وموقف‭ ‬يتعلّق‭ ‬بمواجهة‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬سبباً‭ ‬رئيساً‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬وتعميق‭ ‬واستدامة‭ ‬هذه‭ ‬الملفات‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬متوقعاً‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬التصريح،‭ ‬بهذه‭ ‬القوى‭ ‬ودورها،‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬مروراً‭ ‬بقوى‭ ‬خارجية‭ ‬أخرى‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭.‬

قد‭ ‬يؤشّر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬إرادة‭ ‬عربية‭ ‬موحّدة،‭ ‬تعكس‭ ‬وعياً‭ ‬بطبيعة‭ ‬ومآلات‭ ‬وأهداف‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية،‭ ‬والبدء‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬العنصر‭ ‬العربي‭ ‬لمعالجة‭ ‬هذه‭ ‬الملفات‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬المصلحة‭ ‬العربية‭.‬

إن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات‭ ‬بداية‭ ‬صحوة‭ ‬عربية،‭ ‬فإنّ‭ ‬قادم‭ ‬الأيام‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يستظهر‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬فاقع،‭ ‬طبيعة‭ ‬المخاطر‭ ‬ومصادرها‭ ‬إزاء‭ ‬قضايا‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬اليوم‭ ‬أنها‭ ‬ضمن‭ ‬الأولوية‭.‬

في‭ ‬المقدمة‭ ‬موضوع‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وأمن‭ ‬المياه،‭ ‬الذي‭ ‬تهدّده‭ ‬إثيوبيا،‭ ‬ومن‭ ‬خلفها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تكف‭ ‬عن‭ ‬التلاعب‭ ‬بوحدة‭ ‬السودان،‭ ‬لتعزيز‭ ‬نفوذها‭ ‬وسيطرتها‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬مجرى‭ ‬النيل‭ ‬والاقتراب‭ ‬المباشر‭ ‬من‭ ‬سواحل‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬وإقامة‭ ‬قواعد‭ ‬عسكرية‭ ‬وأمنية‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬العربي‭.‬

إزاء‭ ‬الملف‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬اختراق‭ ‬واضح‭ ‬للقمة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬أجمع‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬القضية‭ ‬المركزية‭ ‬للأمة‭ ‬العربية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الخطاب‭ ‬المعلن‭ ‬بشأن‭ ‬التمسك‭ ‬بـ«مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬ودعم‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وإدانة‭ ‬سلوك‭ ‬الاحتلال‭ ‬والاستيطان‭.‬

ولا‭ ‬يكفي‭ ‬التركيز‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬عام‭ ‬1967‭.‬

فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أنّ‭ ‬القمة‭ ‬ناقشت‭ ‬بعمق‭ ‬آليات‭ ‬لتكثيف‭ ‬الدعم‭ ‬العربي‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬والتحديات‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التطرف‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وكذلك‭ ‬تفعيل‭ ‬استراتيجية‭ ‬‮«‬شبكة‭ ‬الأمان‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والأمريكي‭ ‬والأوروبي‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬المال‭.‬

ولذلك‭ ‬فالآمال‭ ‬معلقة‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬إمكانية‭ ‬توقع‭ ‬فعالية‭ ‬اللجان‭ ‬التي‭ ‬شكلتها‭ ‬القمة‭ ‬العربية،‭ ‬وفي‭ ‬طليعتها‭ ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬تتعلّق‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬توظيف‭ ‬القدرات‭ ‬العربية‭ ‬بشكلٍ‭ ‬جدّي‭ ‬وحقيقي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومؤسّسات‭ ‬العدالة‭ ‬الدولية‭.‬

تبقى‭ ‬قضية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تؤشّر‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬فاعلية‭ ‬الدور‭ ‬المؤثر‭ ‬للقمة‭ ‬إزاء‭ ‬الملف‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الداخلي،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإجماع‭ ‬العربي،‭ ‬يستدعي‭ ‬بذل‭ ‬جهدٍ‭ ‬حقيقي‭ ‬وفاعل‭ ‬في‭ ‬الضغط‭ ‬لإنهاء‭ ‬الانقسام‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وتمكين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬العقبات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والأمريكية‭.‬

{ كاتب‭ ‬من‭ ‬فلسطين‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا