العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

مقالات

نعمة البحرين

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ٠٧ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء‭ ‬

يُقال‭ ‬في‭ ‬الأمثال‭ ‬الشعبية‭ ‬‮«‬ما‭ ‬تعرف‭ ‬قديري‭ ‬إلا‭ ‬لين‭ ‬جربت‭ ‬غيري‮»‬،‭ ‬والمثل‭ ‬مرتبط‭ ‬بتقدير‭ ‬قيمة‭ ‬وأهمية‭ ‬النعم‭ ‬التي‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬الانسان،‭ ‬والأكيد‭ ‬أن‭ ‬جذور‭ ‬هذا‭ ‬المثل‭ ‬تمتد‭ ‬لتنبثق‭ ‬من‭ ‬إشكالية‭ ‬إلف‭ ‬النعمة،‭ ‬فالإنسان‭ ‬مع‭ ‬الدوام‭ ‬والاعتياد‭ ‬يألف‭ ‬النعمة‭ ‬التي‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬حتى‭ ‬يكاد‭ ‬لا‭ ‬يراها‭ ‬ولا‭ ‬يستشعرها،‭ ‬فتصبح‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭ ‬أمراً‭ ‬واقعاً‭ ‬مسلما‭ ‬به‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬بقيمته‭ ‬ولا‭ ‬أهميته‭ ‬مع‭ ‬التعود‭ ‬عليه،‭ ‬لذلك‭ ‬اختصّ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬بسورة‭ ‬أنزلت‭ ‬خصيصاً‭ ‬في‭ ‬أهل‭ ‬قريش‭ ‬تنبيها‭ ‬لهم‭ ‬بقوله‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬لإيلاف‭ ‬قريش،‭ ‬إيلافهم،‭ ‬رحلة‭ ‬الشتاء‭ ‬والصيف،‭ ‬فليعبدوا‭ ‬ربّ‭ ‬هذا‭ ‬البيت،‭ ‬الذي‭ ‬أطعمهم‭ ‬من‭ ‬جوع،‭ ‬وآمنهم‭ ‬من‭ ‬خوف‮»‬‭.‬

قد‭ ‬يتساءل‭ ‬البعض‭: ‬وماذا‭ ‬بعد؟‭ ‬ما‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المقدمة؟‭ ‬

أريد‭ ‬بهذه‭ ‬المقدمة‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬نعمة‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬كمواطنين‭ ‬وهي‭ ‬نعمة‭ ‬البحرين،‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الجميل‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيله‭ ‬الطبيعية‭ ‬جغرافياً‭ ‬كدولة‭ ‬محاطة‭ ‬بالماء‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬جهاتها،‭ ‬وأرض‭ ‬مُباركة‭ ‬بالخِصب‭ ‬والحياة،‭ ‬مليئة‭ ‬بالكنوز‭ ‬والثروات‭ ‬برّاً‭ ‬وبحراً،‭ ‬وبكل‭ ‬السمات‭ ‬الجميلة‭ ‬الظاهرة‭ ‬والباطنة‭ ‬منه،‭ ‬وتفاصيله‭ ‬الإنسانية‭ ‬كشعب‭ ‬مثقّف،‭ ‬معطاء،‭ ‬شهم،‭ ‬متعاون،‭ ‬مُحبّ،‭ ‬مُتسامح،‭ ‬متعايش‭ ‬طيّب،‭ ‬كريم‭ ‬ومضياف‭.‬

والوقوف‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬البحرين‭ ‬كدولة‭ ‬متقدمة‭ ‬نهضت‭ ‬واستوفت‭ ‬بُناها‭ ‬التحتية‭ ‬والفوقية،‭ ‬بحيث‭ ‬يستطيع‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬أن‭ ‬يلمس‭ ‬حرص‭ ‬حكومتها‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬جمالها‭ ‬منذ‭ ‬الحضارات‭ ‬الأولى‭ ‬حتى‭ ‬المرحلة‭ ‬المعاصرة،‭ ‬وعلى‭ ‬ضمان‭ ‬رغد‭ ‬المعيشة‭ ‬فيها‭.‬

وتستطيع‭ ‬أن‭ ‬تستشعر‭ ‬هذا‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬زيارة‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬الشعور‭ ‬بهذا‭ ‬الجمال‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬استقبالك‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬خطوة‭ ‬تخطوها‭ ‬على‭ ‬أرضها،‭ ‬وتُحييك‭ ‬منذ‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬نسمات‭ ‬الانشراح،‭ ‬الطمأنينة،‭ ‬الأمن،‭ ‬الاستقرار،‭ ‬النظام،‭ ‬الرُقيّ،‭ ‬النظافة‭ ‬والوجوه‭ ‬الباسمة،‭ ‬حتى‭ ‬إنك‭ ‬تجد‭ ‬البحرين‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر،‭ ‬فلا‭ ‬يضاهيها‭ ‬في‭ ‬سحرها‭ ‬وخصوصيتها‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬أي‭ ‬بلد،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬جميلة‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬دائماً‭ (‬البحرين‭ ‬غير‭).‬

لذلك‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬حبّ‭ ‬البحريني‭ ‬لبلاده‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬الناظر‭ ‬والسامع،‭ ‬فالرابطة‭ ‬الشعورية‭ ‬عميقة‭ ‬ومتجذّرة،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬تذمر‭ ‬واشتكى‭ ‬من‭ ‬ضيق‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬المتغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتشريعية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬شكواه‭ ‬تتلاشى‭ ‬إن‭ ‬قالت‭ ‬البحرين‭: ‬آه،‭ ‬ويكون‭ ‬لها‭ ‬عوناً‭ ‬بالفعل‭ ‬لا‭ ‬بالكلمات‭ ‬فقط،‭ ‬وفي‭ ‬المواقف‭ ‬والمناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬المختلفة‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

وتُعدّ‭ ‬من‭ ‬الشواهد‭ ‬الجميلة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬مقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬لقطات‭ ‬من‭ ‬حفل‭ ‬المايسترو‭ ‬الهولندي‭ ‬قائد‭ ‬الأوركسترا‭ (‬أندريه‭ ‬ليو‭) ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬ربيع‭ ‬الثقافة‭ ‬2023‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الدانة،‭ ‬لحظة‭ ‬صدح‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬فيصل‭ ‬الأنصاري‭ ‬مغنياً‭: (‬تبين‭ ‬عيني؟؟،‭ ‬لج‭ ‬عيوني،‭ ‬أنا‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬أملك‭.. ‬فدا‭ ‬أرضك‭ ‬يا‭ ‬شوقي‭ ‬اللي‭ ‬إذا‭ ‬أبعدت‭ ‬يناديني‭) ‬حينها‭ ‬اعتلت‭ ‬وجوه‭ ‬البحرينيين‭ ‬شباباً‭ ‬وشيباً‭ ‬ملامح‭ ‬واحدة‭ ‬وردود‭ ‬فعل‭ ‬متشابهة‭ ‬تُنبئ‭ ‬عن‭ ‬العشق‭ ‬الاصيل‭ ‬وتؤكد‭ ‬أن‭ ‬البحريني‭ ‬مستعد‭ ‬أن‭ ‬يبذل‭ ‬للبحرين‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬حُباّ‭ ‬وكرامة‭. ‬

وبقدر‭ ‬الحب‭ ‬الذي‭ ‬يكنّه‭ ‬كل‭ ‬بحريني‭ ‬مخلص‭ ‬للبحرين‭ ‬ولقيادتها،‭ ‬فإننا‭ ‬كمواطنين‭ ‬صالحين‭ ‬نريد‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أيضاً‭ ‬غير‭ ‬في‭ ‬العناية‭ ‬بالشأن‭ ‬المعيشي‭ ‬للمواطن،‭ ‬فالبحريني‭ ‬كما‭ ‬أسلفت‭ ‬يثق‭ ‬بقيادته‭ ‬ويعوّل‭ ‬كثيراً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬مليكه‭ ‬الغالي‭ ‬ذات‭ ‬تصريح‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬السند‭ ‬والعضد‭ ‬لكل‭ ‬بحريني،‭ ‬حيث‭ ‬أقسم‭ ‬جلالته‭ ‬صادقاً‭ ‬بالله‭ ‬العظيم‭ ‬بأنه‭ ‬لن‭ ‬يُنصف‭ ‬البحريني‭ ‬إنسان‭ ‬أكثر‭ ‬منه،‭ ‬لأنه‭ ‬أحن‭ ‬وأرأف‭ ‬بالإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬غيره،‭ ‬ولن‭ ‬يقبل‭ ‬باستغلاله‭ ‬أو‭ ‬استخدامه،‭ ‬وبأن‭ ‬جلالته‭ ‬سيعالج‭ ‬أمره‭ ‬ووضعه‭ ‬بكل‭ ‬كرامة‭ ‬له‭ ‬ولأسرته‭ ‬ولشخصه،‭ ‬ونحن‭ ‬نثق‭ ‬بهذا‭ ‬الوعد‭ ‬لأننا‭ ‬نثق‭ ‬بمصداقية‭ ‬النهج‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الذي‭ ‬ارتكز‭ ‬على‭ ‬كفالة‭ ‬وتعزيز‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬كرامته‭ ‬الإنسانية‭.‬

فالحمد‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬البحرين،‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يُعين‭ ‬قيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬الوعد‭ ‬وتحقيق‭ ‬الرفاه‭ ‬للمواطنين‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬تحسين‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للجميع‭.‬

 

Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا