العدد : ١٦٨٣٤ - الخميس ٢٥ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٤ - الخميس ٢٥ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ شوّال ١٤٤٥هـ

هوامش

عبدالله الأيوبي

ayoobi99@gmail.com

المجالس البلدية بحاجة إلى الدعم الجاد

بإلقاء‭ ‬نظرة‭ ‬سريعة‭ ‬على‭ ‬اختصاصات‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬تظهر‭ ‬مدى‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬الخدماتي‭ ‬الذي‭ ‬تؤديه‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬قياداتها‭ ‬وأعضاءها‭ ‬يتم‭ ‬انتخابهم‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دورات‭ ‬انتخابية‭ ‬كل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬فهذه‭ ‬المجالس‭ ‬تحمل‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬معظم‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬المواطن‭ ‬ويحتاجه‭ ‬من‭ ‬خدمات،‭ ‬وهي‭ ‬بمثابة‭ ‬حلقة‭ ‬الوصل‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬وأجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬فاختصاصات‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬وخططها،‭ ‬وهي‭ ‬اختصاصات‭ ‬كثيرة‭ ‬وواسعة‭ ‬وجميعها‭ ‬تتعلق‭ ‬بمصالح‭ ‬واحتياجات‭ ‬المواطنين‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر،‭ ‬إنشاء‭ ‬وتحسين‭ ‬الطرق‭ ‬والأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالصحة‭ ‬العامة‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة‭ ‬وتـقرير‭ ‬إنشاء‭ ‬وتطوير‭ ‬الحدائق‭ ‬والمتـنـزهات‭ ‬العامة‭ ‬وأماكن‭ ‬الترفيه‭ ‬وحماية‭ ‬الشواطئ‭ ‬من‭ ‬التآكل‭ ‬والتـلوث‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬باحتياجات‭ ‬المواطن‭.‬

كما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬فإن‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬المنظم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ليس‭ ‬بجديد،‭ ‬فالمملكة‭ ‬لديها‭ ‬تجربة‭ ‬غنية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬تجاوزت‭ ‬المائة‭ ‬عام‭ ‬حيث‭ ‬أسست‭ ‬أول‭ ‬بلدية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬سنة‭ ‬1919‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬العام،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬المنظم،‭ ‬بعبارة‭ ‬أدق‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬جهاز‭ ‬منظم‭ ‬يتولى‭ ‬مسؤولية‭ ‬متابعة‭ ‬وتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تؤديها‭ ‬البلديات‭ ‬أو‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬فإن‭ ‬وجود‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والتي‭ ‬انطلقت‭ ‬انتخابيا‭ ‬مع‭ ‬تدشين‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬تمكن‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬دورها‭ ‬الخدمي‭.‬

المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬المنتخبة‭ ‬هي‭ ‬أداة‭ ‬وصل‭ ‬مهمة‭ ‬وفعالة‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬وبين‭ ‬الأجهزة‭ ‬التنفيذية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬أهميتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبنيها‭ ‬مختلف‭ ‬المطالب‭ ‬الخدمية‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬عملها‭ ‬على‭ ‬أثر‭ ‬انتخاب‭ ‬أعضائها‭ ‬خلال‭ ‬أول‭ ‬انتخابات‭ ‬بلدية‭ ‬أجريت‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬للمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يتعزز‭ ‬ويقوى‭ ‬وترتفع‭ ‬ثقة‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬المجالس،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعم‭ ‬والتجاوب‭ ‬الإيجابي‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجهات‭ ‬التنفيذية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تطرحه‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬من‭ ‬اقتراحات‭ ‬وتوصيات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الصلاحيات‭ ‬المعطاة‭ ‬لها‭.‬

مع‭ ‬الأسف،‭ ‬ورغم‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬للمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬ونوعية‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬صلاحياتها‭ ‬وأهمية‭ ‬ذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين،‭ ‬فإن‭ ‬أنشطتها‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬بتلك‭ ‬الدرجة‭ ‬من‭ ‬الاهتمام،‭ ‬ولا‭ ‬تسلط‭ ‬عليها‭ ‬الأضواء‭ ‬كثيرا،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬مثلا‭ ‬مع‭ ‬أنشطة‭ ‬ودور‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب،‭ ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬التنويه‭ ‬هنا‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬المقارنة‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بدور‭ ‬المجلسين‭ (‬الشورى‭ ‬والنواب‭) ‬ولا‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬المنوط‭ ‬بهما‭ ‬القيام‭ ‬به،‭ ‬كون‭ ‬اختصاص‭ ‬المجلسين‭ ‬يختلف‭ ‬جذريا‭ ‬عن‭ ‬اختصاص‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬التشريع‭ ‬والرقابة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬وإيلاء‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأنشطة‭ ‬وأدوار‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بإبراز‭ ‬دور‭ ‬المجلسين‭.‬

فالمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬المنتخبة‭ ‬يمكن‭ ‬وصفها‭ ‬بالعيون‭ ‬الرقابية‭ ‬الخدمية‭ ‬للأجهزة‭ ‬التنفيذية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬باختصاصات‭ ‬هذه‭ ‬المجالس،‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تقترحه‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬وما‭ ‬ترفعه‭ ‬من‭ ‬توصيات‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة،‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬تقوم‭ ‬بدور‭ ‬الجسر‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬يمكن‭ ‬للأجهزة‭ ‬التنفيذية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة،‭ ‬الوصول‭ ‬ومعرفة‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬المواطن‭ ‬والمناطق‭ ‬السكنية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬لأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية،‭ ‬أي‭ ‬باختصار‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬دور‭ ‬ومهام‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬المنتخبة،‭ ‬مكمل‭ ‬لدور‭ ‬الأجهزة‭ ‬التنفيذية‭ ‬الخدمية‭.‬

للأمانة‭ ‬يجب‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬الساحقة‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬المنتخبة‭ ‬يؤدون‭ ‬واجبهم‭ ‬تجاه‭ ‬ناخبيهم‭ ‬بأمانة‭ ‬وإخلاص‭ ‬وفي‭ ‬حدود‭ ‬الصلاحيات‭ ‬التي‭ ‬حددها‭ ‬القانون‭ ‬لدور‭ ‬هذه‭ ‬المجالس،‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تقصير‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬ربما‭ ‬تقاعس‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬لظروف‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬بعض‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬جدا‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحمل‭ ‬مهمة‭ ‬خدمية‭ ‬بحجم‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬نواقص‭ ‬أو‭ ‬أخطاء،‭ ‬ولكن‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬فإن‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬وأعضاءها‭ ‬يقومون‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬تحت‭ ‬استطاعتهم‭ ‬وبإخلاص‭.‬

تستطيع‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬اختصاصاتها،‭ ‬فأعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬يقدمون‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المقترحات‭ ‬والتوصيات‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬المواطن،‭ ‬وهذا‭ ‬جوهر‭ ‬عمل‭ ‬هذه‭ ‬المجالس،‭ ‬أما‭ ‬مسألة‭ ‬الاستجابة‭ ‬والتجاوب‭ ‬وتنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬المقترحات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬جزء‭ ‬منها،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الجهات‭ ‬التنفيذية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬فالتعاون‭ ‬والتجاوب‭ ‬مع‭ ‬المقترحات‭ ‬والتوصيات‭ ‬القابلة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬والمفيدة‭ ‬للشأن‭ ‬العام،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬ويرفع‭ ‬من‭ ‬مكانتها‭ ‬وقيمتها‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين،‭ ‬وهذه‭ ‬المسؤولية‭ ‬تقع‭ ‬على‭  ‬عاتق‭ ‬الجهات‭ ‬التنفيذية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"عبدالله الأيوبي"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا