العدد : ١٦٨٠٧ - الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ رمضان ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٠٧ - الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ رمضان ١٤٤٥هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

يا طابخ الفأس

}‭ ‬من‭ ‬الأمثال‭ ‬الشعبية‭ ‬الدارجة‭ ‬بالخليج‭ ‬‮«‬مسكين‭ ‬يا‭ ‬طابخ‭ ‬الفأس‭ ‬تبغي‭ ‬المرق‭ ‬من‭ ‬حديده‭!‬‮»‬؛‭ ‬وهو‭ ‬يُقال‭ ‬للمحاولات‭ ‬اليائسة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الشيء‭ ‬المستحيل،‭ ‬وقصته‭ ‬أن‭ ‬لحّامًا‭ ‬يُقطِّع‭ ‬اللحم‭ ‬بالفأس؛‭ ‬فجاء‭ ‬من‭ ‬سرق‭ ‬الفأس‭ ‬ووضعه‭ ‬بقدر‭ ‬ماء‭ ‬يغلي‭ ‬يبغي‭ ‬مرقه‭!‬

 

}‭ ‬استخدمنا‭ ‬هذا‭ ‬المثل‭ ‬غير‭ ‬مرة؛‭ ‬وأعيد‭ ‬تذكاره‭ ‬وقعًا‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬من‭ ‬الصديق‭ ‬وزميل‭ ‬الدراسة‭ ‬النجم‭ ‬الدولي‭ ‬السابق‭ ‬مبارك‭ ‬طاهر،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬محور‭ ‬الحديث‭ ‬قلة‭ ‬أو‭ ‬ندرة‭ ‬اللاعبين‭ ‬المُنتجين‭ ‬محليًّا‭ ‬في‭ ‬أنديتنا؛‭ ‬بما‭ ‬يترك‭ ‬تأثيراته‭ ‬المستقبلية‭ ‬على‭ ‬المنتخبات‭.‬

 

}‭ ‬وهُنا‭ ‬أستذكر‭ ‬عتابًا‭ ‬رقيقًا‭ ‬من‭ ‬الصديق‭ ‬العزيز‭ ‬حسن‭ ‬سعيد؛‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬الاعتماد‭ ‬الأساسي‭ ‬على‭ ‬مخرجات‭ ‬فرق‭ ‬الفئات‭ ‬بالأندية،‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬يوم‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأندية‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬المواهب‭ ‬فلا‭ ‬تراهم؛‭ ‬نتيجة‭ ‬السياسة‭ ‬الخاطئة‭ ‬التي‭ ‬تُماثِل‭ ‬المثل‭.‬

 

}‭ ‬أنديةٌ‭ ‬قليلة‭ ‬فقط‭ ‬حاليًّا‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬مخرجاتها‭ ‬من‭ ‬لاعبي‭ ‬الفئات،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نفتح‭ ‬قوائم‭ ‬تسجيل‭ ‬الفرق‭ ‬في‭ ‬المباريات‭ ‬لنستكشف‭ ‬الأسماء،‭ ‬ولذا‭ ‬نفرح‭ ‬حين‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮«‬المحرق‭ ‬والمنامة‮»‬‭ ‬الدفع‭ ‬بلاعبين‭ ‬من‭ ‬فئات‭ ‬الناديين‭.‬

 

}‭ ‬طبعًا‭ ‬استذكرت‭ ‬مع‭ ‬الصديق‭ ‬مبارك‭ ‬منتخب‭ ‬الشباب‭ ‬ثالث‭ ‬آسيا‭ ‬في‭ ‬طهران؛‭ ‬والذي‭ ‬ضمّ‭ ‬نجوما‭ ‬تلعب‭ ‬في‭ ‬الفريق‭ ‬الأول‭ ‬بأنديتها،‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬النجوم‭ ‬ولكن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬كانوا‭ ‬منافسين‭ ‬لهم،‭ ‬والمدربون‭ ‬يبقون‭ ‬حيارى‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬اللاعب‭ ‬الأنسب‭!‬

 

}‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬الاستقطاب‭ ‬بين‭ ‬الأندية‭ ‬غائبة؛‭ ‬ولكنها‭ ‬موجودة‭ ‬وليست‭ ‬سهلة‭ ‬ولا‭ ‬مجانية،‭ ‬ويُمكن‭ ‬لمن‭ ‬واكب‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬أن‭ ‬يستعرض‭ ‬الانتقالات‭ ‬التي‭ ‬تمّت‭ ‬بين‭ ‬الأندية؛‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬تأثيرات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬مخرّجاتها‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬الأساس‭.‬

 

}‭ ‬مشكلة‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الاستقطاب‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬أسوار‭ ‬النادي؛‭ ‬وحتّى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الفئات،‭ ‬نرى‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬منتخباتنا‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬نقرأه‭ ‬في‭ ‬غيابنا‭ ‬عن‭ ‬النهائيات‭ ‬القارية،‭ ‬لأن‭ ‬البناء‭ ‬إداريًّا‭ ‬وفنيًّا‭ ‬صار‭ ‬يشابه‭ ‬عمل‭ ‬طابخ‭ ‬الفأس‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المرق‭!‬

 

}‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬دوري‭ ‬مشابه‭ ‬لدوري‭ ‬‮«‬يوشن‮»‬‭ ‬مستحيل‭ ‬ماديًّا،‭ ‬ولكن‭ ‬بالإمكان‭ ‬الوصول‭ ‬وفق‭ ‬استراتيجيات‭ ‬تُعيد‭ ‬‮«‬الهيبة‮»‬‭ ‬لمسابقات‭ ‬الفئات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مخرجات‭ ‬الأندية،‭ ‬وأن‭ ‬تستعيد‭ ‬مسابقات‭ ‬المدارس‭ ‬فعاليات‭ ‬‮«‬صفوفها‮»‬‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬خارجها‭!‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا