العدد : ١٦٨٠٧ - الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ رمضان ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٠٧ - الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ رمضان ١٤٤٥هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

الحضور الجماهيري

تطرق‭ ‬أمس‭ ‬زميلنا‭ ‬الإعلامي‭ ‬أحمد‭ ‬الذهبة‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬في‭ ‬عموده‭ ‬‮«‬ذهبيات‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬إشكالية‭ ‬الحضور‭ ‬الجماهيري‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬الرياضية‭ ‬المفتوحة‭ ‬والصالات‭ ‬المغلقة‭ ‬من‭ ‬عدمها،‭ ‬ورأى‭ ‬من‭ ‬زاويته‭ ‬الخاصة‭ ‬أن‭ ‬مربط‭ ‬الفرس‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬الجماهير‭ ‬وغيابه‭ ‬هو‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬تسجلها‭ ‬الأندية‭ ‬وخاصة‭ ‬الجماهيرية‭ ‬منها،‭ ‬وتوصل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النتائج‭ ‬الإيجابية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬الجماهير‭ ‬تتكالب‭ ‬على‭ ‬الحضور،‭ ‬بينما‭ ‬النتائج‭ ‬السلبية‭ ‬وتراجعها‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬الجماهير‭ ‬الانحسار‭ ‬والغياب‭.‬

وما‭ ‬تفضل‭ ‬به‭ ‬الزميل‭ ‬أحمد‭ ‬الذهبة‭ ‬نرى‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬سبب‭ ‬واقعي‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬وليس‭ ‬كلها،‭ ‬فهناك‭ ‬أسباب‭ ‬متعددة‭ ‬ومتداخلة‭ ‬ومتشابكة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬التمثيل‭ ‬وليس‭ ‬الحصر‭ ‬ارتفاع‭ ‬المستوى‭ ‬ورقي‭ ‬الأداء،‭ ‬المواقيت‭ ‬المناسبة‭ ‬والمنتظمة،‭ ‬الحوافز،‭ ‬ضغط‭ ‬الالتزامات‭ ‬الحياتية،‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية،‭ ‬والانتماءات‭ ‬الرياضية‭ ‬والثقافة‭ ‬وغيرها‭ ‬نرى‭ ‬فيها‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬دور‭ ‬جذب‭ ‬أو‭ ‬نفور،‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬مقتصرا‭ ‬على‭ ‬الداخلي‭ ‬المحلي،‭ ‬وإنما‭ ‬ينسحب‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬عامل‭ ‬الاختلاف‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭.‬

ولو‭ ‬انتقلنا‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحضور‭ ‬الجماهيري‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬الأجنبية،‭ ‬ونعني‭ ‬بها‭ ‬الأوروبية‭ ‬وخاصة‭ ‬ملاعب‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬لوجدنا‭ ‬أن‭ ‬مقاعد‭ ‬غالبية‭ ‬ملاعبها‭ ‬ممتلئة‭ ‬عن‭ ‬آخرها،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬الفريقين‭ ‬المتباريين،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬شاهدنا‭ ‬مباريات‭ ‬لأندية‭ ‬نتائجها‭ ‬لا‭ ‬تسر‭ ‬قريبا‭ ‬ولا‭ ‬بعيدا،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬الملعب‭ ‬ممتلئ‭ ‬عن‭ ‬آخره‭ ‬بالحضور‭ ‬من‭ ‬الأنصار،‭ ‬والحضور‭ ‬الجماهيري‭ ‬هناك‭ ‬يغلب‭ ‬عليه‭ ‬الطابع‭ ‬الأسري،‭ ‬إذ‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬تشاهد‭ ‬الزوج‭ ‬والزوجة‭ ‬والأولاد،‭ ‬زد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الحضور‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬فئة‭ ‬عمرية‭ ‬دون‭ ‬أخرى،‭ ‬بل‭ ‬نجد‭ ‬الطفل‭ ‬والبنت‭ ‬والشابة‭ ‬والشاب‭ ‬والرجل‭ ‬والأب‭ ‬والجد‭ ‬والجدة،‭ ‬ويتوشحون‭ ‬بشعار‭ ‬الأندية‭ ‬التي‭ ‬يناصرونها،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يلون‭ ‬وجهه‭ ‬بشعار‭ ‬ناديه‭ ‬أو‭ ‬منتخب‭ ‬بلاده‭.‬

فالرياضة‭ ‬هناك‭ ‬ليس‭ ‬مقتصرة‭ ‬على‭ ‬الفوز‭ ‬والخسارة‭ ‬لا‭ ‬غير،‭ ‬بل‭ ‬نظرتهم‭ ‬إليها‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فالرياضة‭ ‬عندهم‭ ‬ثقافة‭ ‬وممارسة‭ ‬واستمتاع،‭ ‬وبرنامج‭ ‬حياتي‭ ‬يتساير‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬البرامج‭ ‬الحياتية‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق‭.‬

ويبقى‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬الزميل‭ ‬الذهبة‭ ‬في‭ ‬مقالته‭ ‬صحيحا،‭ ‬فالحضور‭ ‬الجماهيري‭ ‬عندنا‭ ‬مرهون‭ ‬بالنتائج‭ ‬لا‭ ‬غير،‭ ‬فالنتائج‭ ‬الإيجابية‭ ‬أو‭ ‬السلبية‭ ‬هما‭ ‬ترمومتر‭ ‬الحضور‭ ‬الجماهيري‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬وأي‭ ‬كلام‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬محل‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الإعراب‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا