دائما ما تعلمنا الرياضة الدروس، وكرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم لا تتوقف عن منحنا العبر في كل موسم، اليوم وأنا أتابع وأراقب استعدادات الناديين الأهلي والحالة لنهائي كأس جلالة الملك المعظم لكرة القدم للموسم الرياضي 2022-2023، وأرصد تفاعل الجماهير وردود أفعالها وتعليقاتها وتوقعاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أرى أن التحشيد قوي من جانب الأهلي لجماهيره، فالحسابات الأهلاوية نشطة جداَ والجماهير متحمسة وتنتظر موعد النهائي بفارغ الصبر، وهذا أمر رائع ان نشاهد المدرج الأهلاوي يغص بالجماهير من أجل تشجيع الفريق، في المقابل يسود الهدوء الجانب الحالاوي، وأجد الدعوات بسيطة ولا يوجد اندفاع مثل الذي شاهدته في الجانب الأهلاوي.
وحينما شاهدت تعليقات وتوقعات جماهير الأهلي وجدت أن التفاؤل الكبير يسود الجماهير هذه المرة على عكس النهائي الذي خاضه الأهلي أمام الرفاع قبل موسمين، والذي خسره بهدفين نظيفين من دون أن يقدم مستوى يذكر، اعتقد أن هناك ثقة مفرطة بتحقيق الفوز من قبل الجماهير الأهلاوية والسبب واضح وهو أن المنافس فريق الحالة ثامن الترتيب في الدوري، علماَ أن الأهلي لا يتصدر الترتيب وهو بعيد عن المنافسة، حيث يحتل المركز السادس والفارق بينه وبين الحالة 6 نقاط فقط في الدوري، وعلى العكس تماماَ حينما شاهدت ردود وتعليقات وتوقعات جماهير الحالة أرى أنها أكثر واقعية ومنطقية، فهم يعرفون إمكانيات فريقهم ويتمنون فوزه، لكنهم لم تأخذهم العاطفة والثقة العمياء بعد إقصاء متصدر الدوري المنامة من بطولة الكأس مثلما فعلت جماهير الأهلي بعد إقصاء الرفاع بركلات الترجيح.
إن احترام المنافس هو أساس الفوز، ونهائيات الكؤوس لا تعترف بالتاريخ أو بالأسماء إنما لكل مجتهد نصيب والشواهد كثيرة، وقد خطر في تفكيري فريق الفيحاء السعودي الذي فجر أكبر المفاجآت في تاريخ كرة القدم السعودية حينما تمكن من الفوز على الهلال في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الموسم الماضي، نادي الفيحاء الذي لا أعرف عنه الكثير أوجه إليه التحية على ما قام به وما قدمه لنا من درس في الرياضة، وقد بحثت عن هذا النادي فوجدت أنها المرة الأولى التي يصل فيها إلى النهائي، وانها البطولة الأولى التي يحققها في تاريخه بعد 69 عاما من التأسيس، علما بأن الفريق صعد إلى الدوري الممتاز في عام 2017، وبالتالي لا توجد مقارنة مع نادي الهلال السعودي صاحب البطولات والإنجازات المحلية والخارجية، ولذلك كانت الصدمة كبيرة على لاعبي الهلال وجماهيره التي لم تصدق تلك الخسارة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك