عندما يحل شهر رمضان المبارك أثناء العام الدراسي، ينتاب كثير من الطلاب وأولياء أمورهم القلق إزاء ما يتوجب القيام به من دراسة وتحضير الدروس والاستعداد للاختبارات أثناء الصيام. وقد يعاني بعض الطلاب من صعوبة في التركيز والاستيعاب والخمول والنعاس بسبب اضطراب أوقات النوم والسهر والصيام ساعات طويلة، ما يجعل الدراسة وتنظيم الوقت أمراً صعباً وتحدياً بالغ الأهمية. ولكن يمكن القول إنه بشيء من التخطيط والتنظيم واتباع بعض النصائح يستطيع الطلاب شحذ هممهم وتنشيط أذهانهم وزيادة تركيزهم واستغلال أوقاتهم، بحيث لا تتأثر دراستهم بالصيام. لذلك، يتناول هذا المقال بعض هذه النصائح وطرق التنظيم والتخطيط التي من شأنها التغلب على الكسل والخمول والمساعدة في زيادة التركيز أثناء الدراسة في شهر رمضان.
من أهم النصائح الفعالة تنظيم الوقت ووضع جدول يومي يشمل مواعيد كل شيء يريد الطالب إنجازه في يومه، بما في ذلك أوقات الدراسة المناسبة، وأوقات النوم والراحة، وأوقات العبادة، وغيرها. وهذا من شأنه مساعدة الطالب على الالتزام بالمواعيد وتحقيق المطلوب منه من دون الشعور بالضغط النفسي والقلق والتعب. والجدير بالذكر أنه يمكن إجراء بعض التعديلات على الجدول في حال عدم ملاءمة بعض أوقاته في ضوء التجريب.
ومن النصائح المهمة أيضاً تحديد أوقات الدراسة الأنسب، والتي تعتبر من أهم التحديات التي تواجه الطلبة خلال شهر رمضان. ويرى المختصون أن وقت الدراسة الأنسب هو الوقت الذي يكون فيه الدماغ في أعلى مستويات التركيز والانتباه، والذي يطلق عليه البعض اسم «الفترة الذهبية». ويعتقد الكثير أن الفترة الذهبية تمتد من وقت السحور إلى وقت الظهر، وتكون هذه الفترة أنسب لمن ينام بعد صلاة العشاء ويستيقظ وقت السحور. ويرى البعض أن الفترة الذهبية تمتد من صلاة التراويح حتى صلاة الفجر أو حتى بعد صلاة الفجر ببضع ساعات. وعلى كل الأحوال، فإنه يتوجب تجنب الدراسة بعد الانتهاء من الإفطار مباشرة، والانتظار على الأقل ساعتين للبدء بها، لأن الجسم يوجه معظم طاقته خلالها إلى عملية الهضم. وبشكل عام، فإن معظم الطلاب يحتاجون من 3 إلى 4 ساعات يومياً لإكمال ما يتوجب عليهم من الدراسة والاستعداد والتحضير.
ومن أشهر طرق الدراسة التي ينصح بها التربويون الطلاب اتباعها في شهر رمضان طريقة يطلق عليها اسم «قاعدة 25 إلى 5»، والتي تنص على تخصيص 25 دقيقة متواصلة للدراسة تتبعها 5 دقائق للراحة للحفاظ على التركيز المطلوب للدراسة، ثم بعد ذلك 25 دقيقة متواصلة للدراسة يليها 5 دقائق للراحة، وهكذا.
ومن النصائح المهمة أيضاً الحصول على قسط كاف من النوم، والمحافظة على عدد ساعات نوم يومية لا تقل عن 6 ساعات ولا تزيد على 8 ساعات لتجنب الشعور بالخمول والكسل. وتساعد ساعات النوم الكافية الدماغ على بناء الذكريات وتنظيم ما تم القيام به خلال اليوم، بحيث يستيقظ الإنسان مرتاحاً وقادراً على التركيز. والجدير بالذكر أنه إذا وجد الطالب صعوبة في الحصول على ما يكفيه من نوم خلال الليل، فإن بمقدوره النوم فترة إضافية في فترة الظهيرة أو بعد الرجوع من المدرسة.
ومن الطرق التي ينصح بها المختصون، والتي من شأنها أن تجعل الدراسة خلال شهر رمضان أسهل وأكثر فعالية الدراسة في مجموعات (Group Learning) أو على الأقل مع قرين أو زميل واحد (Peer Learning)، حيث إن الدراسة والمناقشة باستمرار حول مواضيع الدروس وكيفية إنجاز المهام والتشجيع المتبادل يحدث فارقاً إيجابياً كبيراً في دراسة الطلاب وتحصيلهم الأكاديمي.
ويعتبر الاهتمام بمكان الدراسة من أهم النصائح التي يمكن أن يستفيد منها الطالب في شهر رمضان أو حتى في غيره، حيث يرى التربويون أنه من الأفضل فصل مكان الدراسة عن مكان النوم أو الأكل، تجنباً لبعض الأفكار التي يمكن أن يحفزها الدماغ، كالشعور بالرغبة في النوم، أو الجوع، أو غيرها. ومن الأمور المتعلقة بذلك الابتعاد عن كل ما يشتت الانتباه أثناء الدراسة، كجهاز التلفاز، والجوال، والحاسوب، والألعاب، وغيرها.
وأخيراً وليس آخراً، فإن أداء العبادات، والحرص على أداء الصلوات وصلاة التراويح، وقراءة القرآن والأذكار المختلفة تسهم كثيراً في رفع الحالة المعنوية والنفسية لدى الطلاب، وتجعلهم يشعرون بحالة من الراحة والطمأنينة، ما ينعكس إيجاباً على كل ممارساتهم اليومية خلال شهر رمضان الفضيل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك