العدد : ١٦٨٠٦ - الخميس ٢٨ مارس ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ رمضان ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٠٦ - الخميس ٢٨ مارس ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ رمضان ١٤٤٥هـ

الثقافي

المُصوِّر عبدالله دشتي وسِحر العَدَسَة

بقلم: زينب علي البحراني:

السبت ١٨ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

أقام‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‮»‬‭ ‬في‭ ‬برنامجه‭ ‬للربع‭ ‬الأوَّل‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023م‭ ‬أُمسيةً‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬الفنَّان‭ ‬عبدالله‭ ‬دشتي‭: ‬عدسة‭ ‬الروح‭ ‬والقلب‮»‬،‭ ‬قدَّمها‭ ‬وأدار‭ ‬الحوار‭ ‬خلالها‭ ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة،‭ ‬وكانت‭ ‬أُمسية‭ ‬غير‭ ‬عاديَّة‭ ‬احتفاءً‭ ‬بشخصيَّة‭ ‬استثنائيَّة‭ ‬لم‭ ‬تسعَ‭ ‬لصُنع‭ ‬تاريخها،‭ ‬بل‭ ‬رحَّب‭ ‬بها‭ ‬تاريخ‭ ‬فن‭ ‬التصوير‭ ‬الضوئي‭ ‬وأفسحَ‭ ‬لها‭ ‬مكانًا‭ ‬واسعًا‭ ‬في‭ ‬ذاكرته‭ ‬عن‭ ‬طيب‭ ‬خاطِر‭.‬

الأبعاد‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬الفنان‭ ‬‮«‬عبدالله‭ ‬دشتي‮»‬‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بكتابة‭ ‬‮«‬مقالٍ‭ ‬خبري‮»‬‭ ‬يصف‭ ‬أحداث‭ ‬الأمسية‭ ‬والحديث‭ ‬الدائر‭ ‬فيها،‭ ‬فتلك‭ ‬الأحداثُ‭ ‬وذاك‭ ‬الحديث‭ ‬كانا‭ ‬من‭ ‬أحب‭ ‬المواد‭ ‬الإخباريَّة‭ ‬لبعض‭ ‬مواقع‭ ‬الأخبار‭ ‬الثقافية‭ ‬البحرينية‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬حسابات‭ ‬وسائط‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬مُحِبي‭ ‬هذا‭ ‬الفنان،‭ ‬ولم‭ ‬يتأخر‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‮»‬‭ ‬عن‭ ‬إتاحة‭ ‬الأمسية‭ ‬المُسجلة‭ ‬صوتًا‭ ‬وصورة‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬مشاهدتها‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬يوتيوب‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬كواليس‭ ‬نجوميَّة‭ ‬تلك‭ ‬الشخصيَّة‭ ‬يعجز‭ ‬جمود‭ ‬‮«‬الخبر‭ ‬الثقافي‮»‬‭ ‬المُجرَّد‭ ‬عن‭ ‬تقديمه‭ ‬لأنه‭ ‬مُفعمٌ‭ ‬برحلة‭ ‬شغفٍ‭ ‬ولُغة‭ ‬مشاعِريَّة‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬ترجمتها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬تعاملوا‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الشخصيَّة‭ ‬فنالوا‭ ‬حظ‭ ‬استكشاف‭ ‬بعض‭ ‬أسرار‭ ‬نجوميتها‭ ‬المُتألِّقة‭.‬

إن‭ ‬لهُ‭ ‬شخصية‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬وذاك‭ ‬التفرُّد‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬صعد‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬سماء‭ ‬النجومية‭ ‬بين‭ ‬المصورين‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فهو‭ ‬عاشقٌ‭ ‬لآلة‭ ‬التصوير‭ ‬عشقًا‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬سواحِل،‭ ‬إلى‭ ‬درجةٍ‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬التقاط‭ ‬الصورة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭ ‬هدفًا‭ ‬باعثًا‭ ‬على‭ ‬نشوة‭ ‬الرُّوح‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يرتبط‭ ‬ذلك‭ ‬بأي‭ ‬تطلُّعاتٍ‭ ‬ماديَّة‭ ‬أخرى،‭ ‬وإذا‭ ‬أحبَّ‭ ‬روح‭ ‬الشيء‭ ‬أو‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يلتقط‭ ‬له‭ ‬الصورة‭ ‬فلا‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬تولدَ‭ ‬تلك‭ ‬الصورة‭ ‬إلا‭ ‬محبوبةً‭ ‬للناظرين‭! ‬وهو‭ ‬طيبٌ‭ ‬جدًا‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬فائق‭ ‬الذكاء،‭ ‬مُتواضعٌ‭ ‬لم‭ ‬تتدنس‭ ‬أخلاقه‭ ‬بأوحال‭ ‬الغرور‭ ‬رغم‭ ‬شُهرته‭ ‬التي‭ ‬بسببها‭ ‬نال‭ ‬قُربًا‭ ‬من‭ ‬علية‭ ‬القوم‭ ‬وأرفع‭ ‬طبقات‭ ‬سُلَّم‭ ‬المُجتمع،‭ ‬يمتاز‭ ‬بقدرةٍ‭ ‬عجيبةٍ‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬روح‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يتعامل‭ ‬معه،‭ ‬فلا‭ ‬يُخدع‭ ‬بمظهرٍ‭ ‬أو‭ ‬وهم،‭ ‬يُحب‭ ‬الكلام‭ ‬بآلة‭ ‬التصوير‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الكلام‭ ‬بصوته،‭ ‬لا‭ ‬يُهدر‭ ‬وقتًا‭ ‬أمام‭ ‬محطة‭ ‬أحقادٍ‭ ‬أو‭ ‬ضغائن،‭ ‬ويعيش‭ ‬مُمتنًا‭ ‬لـ«المُمكن‮»‬‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬تحقق‭ ‬‮«‬غير‭ ‬المُمكن‮»‬‭.‬

اكتشف‭ ‬هذا‭ ‬الفنان‭ ‬ولعه‭ ‬بالتصور‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يجتاز‭ ‬استوديو‭ ‬تصوير‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬زوجوا‭ ‬بناتكم‮»‬‭ ‬يملكه‭ ‬المصور‭ ‬‮«‬عبدالله‭ ‬مبارك‮»‬،‭ ‬دفعه‭ ‬التوق‭ ‬إلى‭ ‬اقتحام‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الساحر‭ ‬باقتناء‭ ‬آلة‭ ‬تصوير‭ ‬‮«‬كوداك‮»‬‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بالتقاط‭ ‬الصور‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭. ‬عام‭ ‬1972م‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬لأحد‭ ‬أصدقائه‭ ‬المصورين‭ ‬فأرشده‭ ‬إلى‭ ‬اقتناء‭ ‬آلة‭ ‬تصور‭ ‬أكثر‭ ‬احترافًا،‭ ‬وبدأ‭ ‬بارتياد‭ ‬معارض‭ ‬الفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬لتخليد‭ ‬لحظات‭ ‬الفعالية‭ ‬بآلة‭ ‬تصويره،‭ ‬عام‭ ‬1998م‭ ‬صوَّر‭ ‬أول‭ ‬فعالية‭ ‬في‭ ‬‮«‬النادي‭ ‬الأهلي‭ ‬للإعلامي‮»‬‭ ‬‮«‬علي‭ ‬سيَّار‮»‬،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذاك‭ ‬الوقت‭ ‬واظب‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬تلك‭ ‬الفعاليات‭ ‬الثقافية‭ ‬وتخليد‭ ‬لحظاتها،‭ ‬واستمر‭ ‬مصورًا‭ ‬داعمًا‭ ‬في‭ ‬النادي‭ ‬الأهلي‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1998م‭ ‬حتى‭ ‬اليوم،‭ ‬ومصورًا‭ ‬لفعاليات‭ ‬مركز‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للثقافة‭ ‬والبحوث،‭ ‬وأمسيات‭ ‬جمعية‭ ‬تاريخ‭ ‬وآثار‭ ‬البحرين،‭ ‬ومعارض‭ ‬الفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬المُقامة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬مصورًا‭ ‬رسميًا‭ ‬للمكتب‭ ‬الإعلامي‭ ‬لسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬من‭ ‬عام2000م‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2010م‭.‬

خلال‭ ‬أي‭ ‬فعالية‭ ‬فنية‭ ‬أو‭ ‬ثقافية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يتحرك‭ ‬المصورون‭ ‬بآلات‭ ‬تصويرهم،‭ ‬قد‭ ‬يعرف‭ ‬الحاضرون‭ ‬من‭ ‬المُنتمين‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الأوساط‭ ‬بعضهم‭ ‬أحيانًا،‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬أكثرهم‭ ‬غالبًا،‭ ‬لكن‭ ‬ثمة‭ ‬نجمٌ‭ ‬أوحدٌ‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬أحدنا‭ ‬لا‭ ‬يعرفه،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تبتسم‭ ‬أرواحنا‭ ‬وتُرفرف‭ ‬بهجة‭ ‬وتفاؤلاً‭ ‬عند‭ ‬رؤية‭ ‬آلة‭ ‬تصويره‭ ‬بين‭ ‬يديه،‭ ‬نجمٌ‭ ‬يملك‭ ‬في‭ ‬أرشيفه‭ ‬مئات‭ ‬الصور‭ ‬المُقرَّبة‭ ‬لوجوه‭ ‬شخصيات‭ ‬فنية‭ ‬وثقافية‭ ‬وعلمية‭ ‬وسياسية‭ ‬معروفة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬صورة‭ ‬متنوعة،‭ ‬إنه‭ ‬النجم‭ ‬الفنان‭ ‬‮«‬عبدالله‭ ‬دشتي‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا