العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

السياحي

مركز لاستنساخ الإبل في دبي

الأربعاء ١٥ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

عندما‭ ‬نجح‭ ‬نزار‭ ‬أحمد‭ ‬واني‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬أول‭ ‬عمليّة‭ ‬استنساخ‭ ‬للإبل‭ ‬بالعالم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬اعتُبرت‭ ‬حينها‭ ‬إنجازًا‭ ‬عظيمًا‭. ‬واليوم،‭ ‬يعمل‭ ‬واني‭ ‬كمدير‭ ‬علمي‭ ‬بمركز‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحيوية‭ ‬الإنجابية‭ ‬في‭ ‬دبي‭. ‬وهذه‭ ‬الممارسة‭ ‬شائعة‭ ‬جدًا‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬الاستنساخ‭ ‬أصبح‭ ‬وظيفته‭ ‬بدوامٍ‭ ‬كامل‭.‬

ويقوم‭ ‬واني‭ ‬وفريقه‭ ‬بإجراء‭ ‬الأبحاث،‭ ‬وتطوير‭ ‬تقنيات‭ ‬استنساخ‭ ‬جديدة،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬بنوك‭ ‬الخلايا،‭ ‬ويسمح‭ ‬لهم‭ ‬ذلك‭ ‬بنسخ‭ ‬حيوانات‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الجواميس،‭ ‬والأغنام،‭ ‬ولكن‭ ‬يتمحور‭ ‬تركيز‭ ‬المركز‭ ‬على‭ ‬استنساخ‭ ‬الإبل‭.‬

وينتج‭ ‬المركز‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬صغار‭ ‬حيوانات‭ ‬الإبل‭ ‬العربية‭ ‬ذات‭ ‬السنام‭ ‬الواحد‭ ‬المستنسخة،‭ ‬وتشمل‭ ‬النسخ‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعًا‭ "‬ملكات‭ ‬جَمال‭" ‬الإبل‭.‬

نسخ‭ "‬ملكات‭ ‬الجَمال‭"‬

وتحظى‭ ‬مسابقات‭ ‬ملكات‭ ‬جَمال‭ ‬الإبل‭ ‬بشعبية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬وتصل‭ ‬قيمة‭ ‬الجوائز‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الفعاليات‭ ‬إلى‭ ‬عشرات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭.‬

وتم‭ ‬استبعاد‭ ‬بعض‭ ‬أصحاب‭ ‬الإبل‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬لاستخدامهم‭ ‬تقنيات‭ ‬محظورة‭ ‬مثل‭ ‬حقن‭ ‬الإبل‭ ‬بالسيليكون،‭ ‬والحشوات،‭ ‬وتكبير‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬أجسامها‭ ‬باستخدام‭ ‬الأربطة‭ ‬المطاطية‭.‬وتُعد‭ ‬الإبل‭ ‬المستنسخة‭ ‬شرعية‭ ‬تمامًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسابقات‭.‬

ورُغم‭ ‬رفض‭ ‬مركز‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحيوية‭ ‬الإنجابية‭ ‬مشاركة‭ ‬أسعاره،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬نسخة‭ ‬طبق‭ ‬الأصل‭ ‬من‭ ‬حيوان‭ ‬الإبل‭ ‬الأجمل‭ ‬قد‭ ‬تبلغ‭ ‬كلفته‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬درهم،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬ذكرته‭ ‬تقارير‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية،‭ ‬ويساوي‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬قليلاً‭ ‬عن‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭.‬

وقام‭ ‬واني‭ ‬وفريقه‭ ‬أيضًا‭ ‬بإعادة‭ ‬إنتاج‭ ‬النخبة‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬السباقات‭ ‬للمنافسة‭ ‬في‭ ‬سباقات‭ ‬الهجن‭ ‬العديدة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬والإبل‭ ‬المعدّلة‭ ‬وراثيًا‭ ‬لإنتاج‭ ‬بروتينات‭ ‬في‭ ‬حليبها‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬التطبيقات‭ ‬الصيدلانية‭.‬

كما‭ ‬تمكّن‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬نسخة‭ ‬طبق‭ ‬الأصل‭ ‬من‭ ‬الإبل‭ ‬المتوفاة‭ ‬لأصحابها‭ ‬المفجوعين،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬حتّى‭ ‬أخذ‭ ‬عينات‭ ‬من‭ ‬خلايا‭ ‬الحيوان‭ ‬بعد‭ ‬وقتٍ‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬وفاته‭.‬

رمز‭ ‬ثقافي

وقد‭ ‬يتطلب‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهد،‭ ‬ولكنه‭ ‬جزء‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬دبي‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ظهورها‭ ‬في‭ ‬مسابقات‭ ‬الجَمال‭ ‬والسباقات،‭ ‬استُخدمت‭ ‬الإبل‭ ‬ذات‭ ‬السنام‭ ‬الواحد‭ ‬تاريخيًا‭ ‬للتّنقل‭ ‬عبر‭ ‬الصحاري‭ ‬القاسية‭ ‬لشبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬كونها‭ ‬مصدرًا‭ ‬للحوم‭ ‬والحليب‭.‬

ولكنها‭ ‬أيضًا‭ ‬بمثابة‭ ‬رمز‭ ‬ثقافي‭ ‬لطريقة‭ ‬الحياة‭ ‬الإماراتية‭ ‬التقليدية‭.‬

وقال‭ ‬المؤسس‭ ‬المشارك‭ ‬لمركز‭ "‬الصحراء‭ ‬العربية‭ ‬لتعليم‭ ‬ركوب‭ ‬الهجن‭"‬،‭ ‬وهي‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬لركوب‭ ‬الإبل‭ ‬في‭ ‬دبي،‭ ‬عبيد‭ ‬الفلاسي‭: "‬كانت‭ ‬حيوانات‭ ‬الإبل‭ ‬عنصرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬لضمان‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬كانت‭ ‬ممكنة‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬قبل‭ ‬عصر‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭".‬

وأوضح‭ ‬الفلاسي‭: "‬تم‭ ‬تسهيل‭ ‬السفر‭ ‬والتجارة‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭ ‬والمستوطنات‭ ‬بواسطة‭ ‬الإبل،‭ ‬والتي‭ ‬تمتّعت‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المناخ‭ ‬القاسي‭ ‬والبقاء‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توفر‭ ‬كميات‭ ‬قليلة‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬والماء‭".‬

ويُنتج‭ ‬مركز‭ ‬تربية‭ ‬الإبل‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬ومركز‭ ‬تكاثر‭ ‬الإبل‭ ‬التابع‭ ‬له‭ ‬أيضًا‭ ‬النخبة‭ ‬من‭ ‬حيوانات‭ ‬الإبل‭.‬

ولكن‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاستنساخ،‭ ‬يركز‭ ‬كلاهما‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬الأجنة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬أخذ‭ ‬الجنين‭ ‬من‭ ‬أنثى،‭ ‬وزرعه‭ ‬في‭ ‬أخرى‭ ‬لتحسين‭ ‬فرص‭ ‬التكاثر،‭ ‬ومعدّله‭.‬

وأشار‭ ‬الفلاسي‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬الاستنساخ‭ ‬مكلّف‭ ‬للغاية‭ ‬بالنّسبة‭ ‬لغالبية‭ ‬الأشخاص،‭ ‬معتبرًا‭ ‬أن‭ ‬نقل‭ ‬الأجنة‭ ‬ممارسة‭ ‬أكثر‭ ‬شيوعًا‭ "‬لضمان‭ ‬قدرة‭ ‬أنثى‭ ‬الإبل‭ ‬الجيدة‭ ‬على‭ ‬إنجاب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬النسل‭ (‬عبر‭ ‬الحمل‭ ‬البديل‭) ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬أو‭ ‬عامين‭".‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا