العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الطين «طين ريه».. والهير «هيرشتيه»..!!

من‭ ‬الأمثال‭ ‬الشعبية‭ ‬البحرينية‭ ‬القديمة‭: (‬الطين‭ ‬‮«‬طين‭ ‬ريه‮»‬‭.. ‬والهير‭ ‬‮«‬هير‭ ‬شتيه‮»‬‭..!!).. ‬وأصل‭ ‬حكاية‭ ‬هذا‭ ‬المثل‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل‭ ‬أراد‭ ‬أحد‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬الخروج‭ ‬للبحر،‭ ‬وقد‭ ‬أصبح‭ ‬كفيفا،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬‮«‬النواخذة‮»‬‭ ‬والعارفين‭ ‬بمواقع‭ ‬الغوص‭ ‬ومكامن‭ ‬اللؤلؤ‭.. ‬ولكن‭ ‬زملاءه‭ ‬خافوا‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬تقلبات‭ ‬البحر،‭ ‬فذهبوا‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬عين‭ ‬ريه‮»‬،‭ ‬وادعوا‭ ‬أنها‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬هير‭ ‬شتيه‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬فيها‭ ‬أي‭ ‬لؤلؤ،‭ ‬فطلب‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يأتوا‭ ‬له‭ ‬بالطين‭ ‬من‭ ‬عمق‭ ‬الماء،‭ ‬فلما‭ ‬أحضروه‭ ‬له‭ ‬قال‭ ‬لهم‭ ‬بكل‭ ‬استنكار‭ ‬واستغراب‭: ‬الطين‭ ‬‮«‬طين‭ ‬رية‮»‬‭.. ‬والهير‭ ‬‮«‬هير‭ ‬شتيه‮»‬‭..!! ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬هو‭ ‬‮«‬هير‭ ‬شتيه‮»‬‭.‬

تذكرت‭ ‬هذ‭ ‬المثل‭ ‬الشعبي‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬نسمع‭ ‬ونقرأ‭ ‬عن‭ ‬محاولات‭ ‬بائسة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬المغرضة،‭ ‬ومنابر‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬النشر‮»‬‭ ‬المحرضة،‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬تدعوهم‭ ‬للاستقواء‭ ‬بالخارج،‭ ‬وأن‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬والمنظمات‭ ‬الأجنبية‭ ‬ستقوم‭ ‬بتغيير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمور،‭ ‬التي‭ ‬توشك‭ ‬أن‭ ‬تتحقق‭ ‬لهم‭ ‬ولأوهامهم‭..!!‬

ولا‭ ‬تخجل‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬والمنابر‭ ‬من‭ ‬ربط‭ ‬أي‭ ‬لقاء‭ ‬رسمي‭ ‬أو‭ ‬حديث‭ ‬أو‭ ‬فعالية‭ ‬بأن‭ ‬الغرب‭ ‬سيقوم‭ ‬بتغيير‭ ‬الطبيعة‭ ‬السكانية‭ ‬والمناهج‭ ‬التعليمية،‭ ‬أو‭ ‬يوقف‭ ‬أو‭ ‬يعطل‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬وطني،‭ ‬أو‭ ‬حدث‭ ‬لاستضافة‭ ‬مؤتمرات‭ ‬دولية‭ ‬أو‭ ‬مسابقة‭ ‬عالمية،‭ ‬تستضيفها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

ولكن‭ ‬لا‭ ‬تعدو‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬التصريحات‭ ‬والتخرصات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مجرد‭ ‬أوهام‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها،‭ ‬ولا‭ ‬تفاعل‭ ‬معها،‭ ‬وهي‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬حديث‭ ‬الطرشان‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬مغلقة‭ ‬مظلمة،‭ ‬لا‭ ‬يتأثر‭ ‬بها‭ ‬أحد،‭ ‬ولا‭ ‬يصدقها‭ ‬عاقل،‭ ‬لأن‭ ‬الواقع‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬والإقبال‭ ‬العالمي،‭ ‬والإشادات‭ ‬الدولية‭ ‬لما‭ ‬تحققه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬تفند‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأكاذيب‭.‬

فها‭ ‬هي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬تحتفل‭ ‬بنجاح‭ ‬الفورمولا‭ ‬واحد‭ ‬2023،‭ ‬وستشهد‭ ‬استضافة‭ ‬أكبر‭ ‬تجمع‭ ‬برلماني‭ ‬عالمي،‭ ‬وتواصل‭ ‬مسيرتها‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وعزيمة‭ ‬وإصرار،‭ ‬بحكمة‭ ‬قيادتها،‭ ‬وجهود‭ ‬أبنائها،‭ ‬وتتوالى‭ ‬الإنجازات،‭ ‬وتتضاعف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجاوز‭ ‬كافة‭ ‬التحديات‭.‬

لا‭ ‬تبرح‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬والمنابر‭ ‬عن‭ ‬إعادة‭ ‬الأسطوانة‭ ‬المشروخة‭ ‬عن‭ ‬نشر‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة،‭ ‬والتدليس‭ ‬بشأن‭ ‬الملف‭ ‬الحقوقي،‭ ‬والحريات‭ ‬الدينية،‭ ‬فيما‭ ‬الواقع‭ ‬يكشف‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أصبحت‭ ‬نموذجا‭ ‬رائدا‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬والحريات،‭ ‬وأن‭ ‬المبادرات‭ ‬الحقوقية‭ ‬الحضارية،‭ ‬والبرامج‭ ‬النوعية،‭ ‬مستمرة‭ ‬ومتواصلة‭ ‬ولا‭ ‬تتوقف،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬نشهد‭ ‬إشادة‭ ‬دولية‭ ‬عن‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم‭ ‬الذي‭ ‬تحققه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

ولسان‭ ‬الحال‭ ‬يقول‭ ‬لتلك‭ ‬الجهات‭ ‬والمنابر‭ ‬إن‭ ‬كلامكم‭ ‬وبياناتكم‭ ‬عن‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬شيء‭.. ‬فيما‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬نراه‭ ‬ونشهده‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭.‬

ولو‭ ‬كان‭ ‬السفراء‭ ‬الأجانب‭ ‬الكرام‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬يعرفون‭ ‬اللهجة‭ ‬البحرينية،‭ ‬ويعلمون‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمثال‭ ‬الشعبية،‭ ‬لقالوا‭ ‬للمنظمات‭ ‬الأجنبية‭ ‬وللناشطين‭ ‬المغرر‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬دولهم،‭ ‬بكل‭ ‬استنكار‭ ‬واستغراب،‭ ‬لا‭ ‬تصدقوا‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬والمنابر،‭ ‬لأن‭: (‬الطين‭ ‬‮«‬طين‭ ‬ريه‮»‬‭.. ‬والهير‭ ‬‮«‬هير‭ ‬شتيه‮»‬‭..!!). ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا