العدد : ١٦٨٣٣ - الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٣ - الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ شوّال ١٤٤٥هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

خيال علمي شيطاني!

{‭ ‬هوليوود‭ ‬تحوَّلت‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬تحديدا‭ ‬إلى‭ ‬منصبة‭ ‬لترويج‭ ‬أفلام‭ ‬الخيال‭ ‬العلمي،‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬لاحقا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تجارب‭ ‬علمية‮»‬‭ ‬على‭ ‬أرض    الواقع،‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬خيال‭ ‬ينسب‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬العلم،‭ ‬هناك‭ ‬أفلام‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬ناقشت‭ ‬أفكارا‭ ‬وتجارب‭ ‬علمية‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬وعبر‭ ‬أحداث‭ ‬درامية‭ ‬أو‭ ‬أكشن،‭ ‬ثم‭ ‬تمت‭ ‬العودة‭ ‬إليها‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬يشاهدونها،‭ ‬يقومون‭ ‬بمقارنتها‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬بعد‭ ‬الفيلم‭ ‬بسنوات،‭ ‬أحياناً‭ ‬قصيرة‭ ‬وأحياناً‭ ‬طويلة،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬حدث‭ ‬‮«‬البرجين‮»‬‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001‭ ‬تم‭ ‬التعرض‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الحدث‭!‬

وباء‭ ‬كورونا‭ ‬والفيروسات‭ ‬تمت‭ ‬معالجته‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬قبل‭ ‬انتشاره‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بسنوات،‭ ‬بل‭ ‬تم‭ ‬ذكر‭ ‬‮«‬ووهان‮»‬‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬بشكل‭ ‬محدّد‭ ‬كمصدر‭ ‬لانتشار‭ ‬الوباء‭ ‬‮«‬المصنع‮»‬‭!‬

الكائنات‭ ‬الفضائية‭ ‬والأطباق‭ ‬الطائرة،‭ ‬عشرات‭ ‬الأفلام‭ ‬والقصص‭ ‬الهوليوودية‭ ‬تناولتها،‭ ‬ليتم‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬الآن‭ ‬باعتبارها‭ ‬أمرا‭ ‬واقعا‭ ‬سيتم‭ ‬البوح‭ ‬بأسراره‭ ‬قريبا‭ ‬جدا‭!‬

{‭ ‬أفلام‭ ‬أخرى‭ ‬حول‭ ‬التجارب‭ ‬العلمية‭ ‬‮«‬الكهرومغناطيسية‮»‬‭ ‬ناقشتها‭ ‬هوليوود‭ ‬بدورها‭ ‬كخيال‭ ‬علمي،‭ ‬فأصبح‭ ‬الحديث‭ ‬واقعيا‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬تجارب‭ ‬بل‭ ‬واستخدامات‭ ‬للهارب‭ ‬‭(‬H‭.‬A‭.‬R‭.‬P‭) ‬و«الهولوغرام‮»‬‭ ‬وإحداث‭ ‬متغيرات‭ ‬مناخية‭ ‬إلخ‭. ‬كذلك‭ ‬هناك‭ ‬قصص‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الروبوتات‮»‬‭ ‬وأفلام‭ ‬كثيرة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬تناقش‭ ‬دراميا‭ ‬أحوالها‭ ‬وتطلعها‭ ‬لتكون‭ ‬كالإنسان‭! ‬وأفلام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬مليئة‭ ‬بقدرة‭ ‬تلك‭ ‬الروبوتات‭ ‬والآلات‭ ‬على‭ ‬التحكّم‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬البشري‭! ‬ليصبح‭ ‬ذلك‭ ‬بدوره‭ ‬أمراً‭ ‬واقعاً‭ ‬تناولناه‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬سابق‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬أجرته‭ ‬مؤخراً‭ ‬صحيفة‭ ‬أمريكية‭ ‬معروفة‭ ‬مع‭ ‬روبوت‭ ‬ليتمتع‭ ‬بذكاء‭ ‬اصطناعي‭ ‬فائق‭ ‬ولديه‭ ‬أمنيات‭ ‬مرعبة‭ ‬لتدمير‭ ‬البشرية‭!‬

{‭ ‬ولأن‭ ‬المعروف‭ ‬عن‭ ‬‮«‬هوليوود‮»‬‭ ‬أنها‭ ‬الذراع‭ ‬الفنيّة‭ (‬للدولة‭ ‬العميقة‭ ‬العالمية‭)‬،‭ ‬ومرتبطة‭ ‬بالاستخبارات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فإنها‭ ‬لا‭ ‬تصنع‭ ‬تلك‭ ‬الأفلام‭ ‬عبثاً‭! ‬إنها‭ ‬رسائل‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬بسبب‭ ‬سطوة‭ ‬‮«‬هوليوود‮»‬‭ ‬لتوجيه‭ ‬الوعي‭ ‬العالمي‭ ‬وتدريبه‭ ‬لتقبّل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬معطيات‭ ‬المخططات‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬عليها،‭ ‬لإنشاء‭ ‬‮«‬العصر‭ ‬الجديد‮»‬‭! ‬المتحكم‭ ‬فيه‭ (‬علميا‭) ‬عبر‭ ‬آليات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والتكنولوجي،‭ ‬و‭(‬أخلاقياً‭) ‬عبر‭ ‬نشر‭ ‬الأفكار‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬الفطرة‭ ‬والطبيعة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬و‭(‬دينياً‭) ‬عبر‭ ‬نشر‭ ‬الإلحاد‭ ‬والسخرية‭ ‬من‭ ‬الأديان،‭ ‬ونشوء‭ ‬معتقد‭ ‬عالمي‭ ‬موحّد‭ ‬هو‭ ‬خليط‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬المعتقدات‭ ‬الباطنية‭ ‬والشيطانية‭ ‬بعد‭ ‬التلاعب‭ ‬بالشرائع‭ ‬والدين‭ ‬السماوي‭! ‬ولكأنها‭ ‬الفتنة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬يسلم‭ ‬جانبا‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬الخليقة‭! ‬إلا‭ ‬ويطرأ‭ ‬عليه‭ ‬التغيير‭ ‬تمهيداً‭ ‬لعصر‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الإنسانية‭ ‬وزمن‭ ‬الآلات‭ ‬وزمن‭ ‬اللادين‭ ‬واللا‭ ‬إنسان‭!‬

{‭ ‬مؤخراً‭ ‬شاهدت‭ ‬فيلما‭ ‬من‭ ‬أفلام‭ ‬‮«‬الخيال‭ ‬العلمي‮»‬‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬نمط‭ ‬تلك‭ ‬الأفلام‭ ‬المنتشرة‭ ‬حول‭ ‬وضع‭ (‬شيفرات‭) ‬في‭ ‬أجسام‭ ‬أو‭ ‬جمجمة‭ ‬البشر‭ ‬والتحكّم‭ ‬فيهم‭!‬،‭ ‬وإنما‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ (‬أعمار‭ ‬البشر‭ ‬عبر‭ ‬الوقت‭)! ‬اسم‭ ‬الفيلم‭ ‬‭(‬IN‭ ‬TIME‭)‬‭! ‬ويبدأ‭ ‬بشخصية‭ ‬تسرد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الوقت‭ ‬المقنّن‮»‬‭ ‬يساوي‭ ‬العمر‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬كإنسان‭! ‬من‭ ‬يمتلك‭ ‬الوقت‭ ‬يمتلك‭ ‬العمر‭! ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬الحيثية؟‭! ‬نحن‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬جديد‭! ‬تمّ‭ ‬زرع‭ (‬شيفرات‭ ‬وقتية‭) ‬على‭ ‬أذرع‭ ‬كل‭ ‬البشر،‭ ‬تحدد‭ ‬مقدارها‭ ‬أي‭ ‬مقدار‭ ‬الوقت‭ ‬أو‭ ‬العمر‭ ‬للإنسان‭ (‬جهة‭ ‬تتحكّم‭ ‬بالوقت‭ ‬للناس‭) ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬يمتلك‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬أو‭ ‬وقته‭ ‬ساعات‭ ‬أو‭ ‬أياما‭ ‬أو‭ ‬شهورا‭ ‬أو‭ ‬سنوات،‭ ‬ويعرف‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬كم‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬وقته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ (‬الساعة‭ ‬الرقمية‭) ‬المزروعة‭ ‬كأرقام‭ ‬في‭ ‬ذراعه،‭ ‬بحيث‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬الاحتياجات‭ ‬من‭ ‬أكل‭ ‬ومواصلات‭ ‬وسكن‭ ‬ورفاهيات،‭ ‬يتم‭ ‬شراؤها‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬العمر‭ ‬المتبقي‭! ‬ومن‭ ‬نفدت‭ ‬ساعته‭ ‬الرقمية‭ ‬يقع‭ ‬ميتاً،‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يستغرب‭ ‬ذلك‭!‬

{‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬شرطة‭ ‬متخصصة‭ ‬لتخزين‭ (‬الوقت‭ ‬العمري‭) ‬للناس‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬النظام‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الجيتو‮»‬‭! ‬وهناك‭ ‬كالعادة‭ ‬لصوص‭ ‬وقت‭ ‬أو‭ ‬أعمار‭!‬،‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬يلامس‭ ‬أحدهم‭ ‬ذراع‭ ‬الآخر‭ ‬يسرق‭ ‬وقته‭ ‬كله‭ ‬أي‭ ‬يسرق‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬ثوانٍ‭! ‬أما‭ ‬النخب‭ ‬والأثرياء‭ ‬فيملكون‭ ‬أعماراً‭ ‬أو‭ ‬أوقاتاً‭ ‬رقمية‭ ‬طويلة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مئات‭ ‬أو‭ ‬آلاف‭ ‬السنوات‭! ‬أو‭ ‬هؤلاء‭ ‬وحدهم‭ ‬يمثلون‭ ‬حق‭ ‬ما‭ ‬أسموه‭ ‬الخلود‭! ‬حيث‭ ‬تبقى‭ ‬أشكالهم‭ ‬محتفظة‭ ‬بنفسها‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬يضعوا‭ (‬الشيفرة‭ ‬الزمنية‭) ‬على‭ ‬أذرعهم،‭ ‬والفارق‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬العامة،‭ ‬أن‭ ‬العامة‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬لحياتهم،‭ ‬إلا‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬إعطاؤه‭ ‬لهم‭ ‬أو‭ ‬شحن‭ ‬أذرعهم‭ ‬به‭ ‬مقابل‭ ‬عملهم‭ ‬وبشكل‭ ‬يومي‭!‬

{‭ ‬خيال‭ ‬علمي‭ ‬مريض‭ ‬وشيطاني‭ ‬كغيره‭ ‬من‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أفلام‭ ‬الخيال‭ ‬العلمي‭ ‬الهوليوودي،‭ ‬تطمح‭ (‬النخبة‭ ‬الشيطانية‭) ‬كغيرها‭ ‬مما‭ ‬تحقق‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭ ‬بصورة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬يوماً‭! ‬والغريب‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬صامت‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يصفق‭! ‬نحن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬الأعمار‭ ‬بيد‭ ‬الله،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬مخالفة‭ ‬كل‭ ‬سنن‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الطبيعة‭ ‬والإنسان،‭ ‬التوق‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬هو‭ ‬لإثبات‭ ‬أن‭ ‬العلم‭ ‬قد‭ ‬يتمكن‭ ‬يوما‭ ‬وقريباً‭ ‬من‭ ‬التحكم‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬أعمار‭ ‬الناس‭! ‬هل‭ ‬هو‭ ‬خيال‭ ‬علمي‭ ‬مريض‭ ‬أم‭ ‬طموح‭ ‬علمي‭ ‬مريض‭! ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إفساده‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬باسم‭ ‬العلم‭ ‬والتطور‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬شيء‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬الجرأة‭ ‬عليه‭ ‬مما‭ ‬خلقه‭ ‬الله؟‭! ‬إنها‭ ‬فتنة‭ ‬‮«‬الدجال‮»‬‭ ‬أو‭ ‬الدجل‭ ‬العلمي‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا