العدد : ١٦٨٣٤ - الخميس ٢٥ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٤ - الخميس ٢٥ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ شوّال ١٤٤٥هـ

مقالات

منجزات حقوقية ورياضية مشرّفة

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ٠٥ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،‭ ‬

في‭ ‬مقالي‭ ‬السابق‭ ‬تطرقت‭ ‬لخطة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬2022‭-‬2026،‭ ‬مُركزّة‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي،‭ ‬ونظراً‭ ‬لكونها‭ ‬منجزا‭ ‬بحرينيا‭ ‬حقوقيا‭ ‬هاما‭ ‬سيُسهم‭ ‬في‭ ‬رصد‭ ‬ومتابعة‭ ‬كفالة‭ ‬وتعزيز‭ ‬واحترام‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬يهمني‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬منجزات‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬به‭ ‬شهدها‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭.‬

فقد‭ ‬كان‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬حافلاً‭ ‬بمواضيع‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬وبالوطن‭ ‬ومنجزاته،‭ ‬أقلّب‭ ‬بصري‭ ‬فيها‭ ‬وأعيشها‭ ‬قلباً‭ ‬دائماً‭ ‬وقلباً‭ ‬وقالباً‭ ‬أحياناً،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬المنجزات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬كعضوة‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬الحقوقيين‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬بين‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬والممارسات‭ ‬العملية‭ ‬الذي‭ ‬عقدته‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الملكية‭ ‬للشرطة‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬الخاص‭ ‬ببناء‭ ‬القدرات‭ ‬الخاصة‭ ‬بإنفاذ‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭ ‬والعدالة‭ ‬الإصلاحية،‭ ‬حيث‭ ‬يُعد‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬الثري‭ ‬جداً‭ ‬أحد‭ ‬آليات‭ ‬إنفاذ‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬ضمن‭ ‬الهدفين‭ ‬الخامس‭ ‬والسادس‭ ‬منها‭ ‬والمتعلقين‭ ‬بتطوير‭ ‬أدوار‭ ‬آليات‭ ‬الحماية‭ ‬الوطنية‭ ‬والعدالة‭ ‬الإصلاحية‭ ‬وبدعم‭ ‬قدرات‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وتنمية‭ ‬قدراتها‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬وصون‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬ومع‭ ‬الفائدة‭ ‬الكبيرة‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬وقفت‭ ‬كثيرا‭ ‬أمام‭ ‬جملة‭ ‬قالها‭ ‬أحد‭ ‬الزملاء‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مسئولية‭ ‬تقع‭ ‬علينا‭ ‬جميعاً‭ ‬كمواطنين‭ ‬بعدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بوسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬الرسمية‭ ‬لإبراز‭ ‬المنجزات‭ ‬الوطنية‭ ‬بل‭ ‬يتوجب‭ ‬علينا‭ ‬جميعاً‭ ‬كواجب‭ ‬وطني‭ ‬الاسهام‭ ‬في‭ ‬نشرها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أدواتنا‭ ‬الاعلامية‭ ‬الفردية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المختلفة‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬مشترك‭ ‬في‭ ‬احداها‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.‬

ونعم،‭ ‬أتفق‭ ‬مع‭ ‬رأيه‭ ‬بأن‭ ‬المواطنة‭ ‬الصالحة‭ ‬تقتضي‭ ‬من‭ ‬المواطن‭ ‬تعميم‭ ‬منجزات‭ ‬الوطن‭ ‬وأبنائه‭ ‬وتكثيف‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الإيجابيات‭ ‬لبناء‭ ‬صورة‭ ‬ذهنية‭ ‬إيجابية‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬الخارج‭  ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬باعتبارهم‭ ‬جهة‭ ‬أهلية‭ ‬شعبية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬ودعم‭ ‬الجهود‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬دور‭ ‬المواطن‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬ملء‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بالسلبيات‭ ‬والشكوى،‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬نكُفّ‭ ‬عن‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬بالنقد‭ ‬البنّاء‭ ‬والمطالبة‭ ‬وايصال‭ ‬الأفكار‭ ‬وبالأخص‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للمواطن،‭ ‬ولكني‭ ‬أعني‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬الآراء‭ ‬والعدالة‭ ‬في‭ ‬إعطاء‭ ‬كل‭ ‬موضوع‭ ‬حقه،‭ ‬فالمنجز‭ ‬يستحق‭ ‬الإشادة‭ ‬لأجل‭ ‬الوطن‭ ‬وسمعته،‭ ‬كما‭ ‬تستحق‭ ‬حقوق‭ ‬المواطن‭ ‬المطالبة‭ ‬بها‭ ‬إن‭ ‬وقع‭ ‬إغفال‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬تقصير‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بضمانها‭  ‬كفالتها‭.‬

والأكيد‭ ‬بأن‭ ‬أهم‭ ‬المنجزات‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإقليمي‭  ‬والعالمي‭ ‬هو‭  ‬منجز‭  ‬مرتبط‭ ‬ببناء‭ ‬الانسان‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الجسماني‭ ‬والذهني‭ ‬والرياضي‭ ‬والصحي،‭ ‬والذي‭ ‬حققه‭  ‬تفوّق‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب‭ ‬قائد‭ ‬الفريق‭ ‬الملكي‭ ‬للقدرة‭ ‬على‭ ‬126‭ ‬مشاركا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وفوز‭ ‬سموّه‭ ‬بالمركز‭ ‬الأول‭ ‬وتتويجه‭ ‬بلقب‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬للقدرة‭ ‬لمسافة‭ ‬160‭ ‬كم،‭ ‬والتي‭ ‬أقيمت‭ ‬بأبوظبي‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬حقق‭ ‬سموه‭ ‬انجازاً‭ ‬مشرفاً‭ ‬جديداً‭  ‬للمملكة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفروسية‭ ‬وسباق‭ ‬القدرة،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬أخذ‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬عهداً‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬يرضى‭ ‬بغير‭ ‬الذهب‭ ‬بديلاً،‭ ‬وأن‭ ‬يسعى‭ ‬دائماً‭ ‬لتحقيقه‭ ‬واحراز‭ ‬المراكز‭ ‬الأولى،‭ ‬ليجعل‭ ‬منه‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬أيقونة‭ ‬ومثالاً‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬الرياضيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذين‭ ‬يحضون‭ ‬بدعمه‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬ودائم،‭ ‬تجسيداً‭ ‬للرعاية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬والاهتمام‭ ‬والدعم‭ ‬الذي‭ ‬يوليه‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭  ‬للرياضة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬و‭ ‬لرياضة‭ ‬الفروسية‭ ‬العريقة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬حيث‭ ‬هيأت‭ ‬رعاية‭ ‬جلالته‭ ‬الظروف‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬عن‭ ‬جدارة‭ ‬واستحقاق،‭ ‬وبصورة‭ ‬تعكس‭ ‬وتجاري‭ ‬شغف‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بهذه‭ ‬الرياضة‭ ‬الأصيلة،‭ ‬والأكيد‭ ‬بأن‭ ‬أهم‭ ‬جائزة‭ ‬حصدها‭ ‬سموّه‭ ‬هو‭ ‬مناداته‭ ‬بجملة‭ (‬هذا‭ ‬البطل‭) ‬جملة‭ ‬أبوية‭ ‬ملكية‭ ‬عفوية‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬فمبارك‭ ‬للبحرين‭ ‬هذا‭ ‬المُنجز‭.‬

وسأختم‭ ‬بآلية‭ ‬أخيرة‭ ‬شبيهة‭ ‬بما‭ ‬بدأت‭ ‬به،‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬حول‭ (‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬وتقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬منظورات‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030‭) ‬حيث‭ ‬قدمت‭ ‬سعادة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬عرضا‭ ‬مرئيا‭ ‬حول‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬ضمن‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬السبعة‭ ‬عشر،‭ ‬ودور‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لنهوض‭ ‬المرأة‭ ‬بموائمات‭ ‬دولية،‭ ‬كما‭ ‬تطرقت‭ ‬لنتائج‭ ‬الشراكات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لنهوض‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬والتوجهات‭ ‬القادمة‭ ‬لسياسة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تحقيق‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحولات‭ ‬العالمية‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الجائحة،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬مكوّن‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬الهدف‭ ‬الخامس‭ ‬منها‭ ‬المتعلق‭ ‬بالمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬مكونا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬الأهداف‭.‬

وفي‭ ‬رأيي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬يعتبر‭ ‬محطة‭ ‬انتقالية‭ ‬استعرضت‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إنجازه‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تمكين‭ ‬وتقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المتابعة‭ ‬والرصد‭ ‬والتقييم،‭ ‬وتنطوي‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬لاستشراف‭ ‬مستقبل‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لنهوض‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬ومتطلبات‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬2022‭-‬2026‭.‬

Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com‭ 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا