العدد : ١٦٨٠٧ - الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ رمضان ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٠٧ - الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ رمضان ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

ممارسات مرورية.. قبل رمضان

لا‭ ‬أدري‭ ‬تحديدا‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬سائقي‭ ‬السيارات‭ ‬لا‭ ‬يضيؤون‭ ‬مصباح‭ ‬الإشارة‭ ‬عند‭ ‬الانعطاف‭ ‬يمينا‭ ‬أو‭ ‬يسارا‭.. ‬هل‭ ‬هو‭ ‬النسيان‭ ‬أم‭ ‬الانشغال‭ ‬بالهاتف‭ ‬وأمور‭ ‬أخرى‭..‬؟؟

لا‭ ‬أعلم‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬سائقا‭ ‬بأن‭ ‬يوقف‭ ‬سيارته‭ ‬أمام‭ ‬السيارات‭ ‬ويسد‭ ‬الطريق،‭ ‬بحجة‭ ‬أنه‭ ‬نزل‭ ‬سريعا‭ ‬ليلحق‭ ‬على‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬أو‭ ‬صلاة‭ ‬الفرض‭..‬؟؟‭ ‬فأي‭ ‬أجر‭ ‬سيناله‭ ‬وهو‭ ‬قد‭ ‬عطل‭ ‬مصالح‭ ‬الناس‭ ‬وآذاهم‭..!! ‬

لا‭ ‬أجد‭ ‬مبررا‭ ‬لسائق‭ ‬يوقف‭ ‬سيارته‭ ‬أمام‭ ‬محل‭ ‬‮«‬كرك‭ ‬أو‭ ‬غيره‮»‬‭ ‬ويعطل‭ ‬مسار‭ ‬السيارات‭ ‬من‭ ‬خلفه،‭ ‬بل‭ ‬يغضب‭ ‬إن‭ ‬قام‭ ‬أحدٌ‭ ‬بنصحه‭ ‬أو‭ ‬إطلاق‭ ‬‮«‬الهرن‮»‬‭ ‬لتنبيهه‭..‬؟؟

لا‭ ‬أعرف‭ ‬سببا‭ ‬يجعل‭ ‬سائق‭ ‬سيارة‭ ‬يصر‭ ‬إصرارا‭ ‬غريبا‭ ‬في‭ ‬إقحام‭ ‬سياراته‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يتجاوز‭ ‬طابور‭ ‬السيارات‭ ‬الملتزمة‭ ‬بالمسار،‭ ‬بل‭ ‬تراه‭ ‬يلعن‭ ‬ويسب‭ ‬ويطلق‭ ‬الصيحات‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يعط‭ ‬المجال‭ ‬للمرور‭..!!‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬المرورية‭ ‬الخاطئة‭ ‬الكثيرة،‭ ‬نشاهدها‭ ‬ونعاني‭ ‬منها‭ ‬يوميا،‭ ‬وفي‭ ‬السابق‭ ‬كنا‭ ‬نقول‭ ‬في‭ ‬داخلنا‭ ‬ونتحلطم‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بهذه‭ ‬الممارسات‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬جنسية‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬جنس‭ ‬معين،‭ ‬ولكن‭ ‬المؤسف‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬الخاطئة‭ ‬ليست‭ ‬محصورة‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬معين،‭ ‬وأصبحت‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬أشخاص‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الديرة،‭ ‬بل‭ ‬متعلمين‭ ‬وأهل‭ ‬ثقافة‭ ‬ودراية‭. ‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬المرورية‭ ‬الخاطئة‭ ‬الكثيرة،‭ ‬سنشهد‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬منها‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المقبل،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الصباح‭ ‬عند‭ ‬الذهاب‭ ‬الى‭ ‬العمل،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الظهيرة‭ ‬عند‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬العمل،‭ ‬أو‭ ‬قبيل‭ ‬أذان‭ ‬المغرب‭ ‬وموعد‭ ‬الإفطار،‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬صلاة‭ ‬العشاء‭ ‬والتراويح،‭ ‬وأمام‭ ‬الجوامع‭ ‬والمساجد‭ ‬وفي‭ ‬الأسواق‭ ‬والشوارع‭ ‬الضيقة‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية‭.‬

هل‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬إحماء‭ ‬و«تسخين‮»‬‭ ‬لما‭ ‬سنشهده‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬القادم؟‭ ‬أم‭ ‬إنه‭ ‬سلوك‭ ‬وثقافة‭ ‬حاضرة‭ ‬دوما‭ ‬عند‭ ‬البعض،‭ ‬ولا‭ ‬يراعي‭ ‬حرمة‭ ‬الصيام،‭ ‬ولا‭ ‬حرمة‭ ‬الصلاة،‭ ‬ولا‭ ‬حرمة‭ ‬الطريق‭ ‬والناس‭..!! ‬

كان‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عون‭ ‬إدارة‭ ‬المرور‭ ‬وشرطة‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬هكذا‭ ‬ممارسات‭ ‬مرورية‭ ‬خاطئة،‭ ‬ومن‭ ‬هكذا‭ ‬عقليات‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬المخالفة‭ ‬وإيذاء‭ ‬الناس،‭ ‬ومتى‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تحرير‭ ‬مخالفة‭ ‬مرورية‭ ‬ضده،‭ ‬سارع‭ ‬بالشكوى‭ ‬والتذمر،‭ ‬وأن‭ ‬المرور‭ ‬يتقصده‭ ‬ويتعمد‭ ‬مخالفته،‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬يخجل‭ ‬من‭ ‬كتابة‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أو‭ ‬الاتصال‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬صباح‭ ‬الخير‭ ‬يا‭ ‬بحرين‮»‬‭ ‬الإذاعي‭..!!‬

أتمنى‭ ‬أن‭ ‬نشهد‭ ‬دورا‭ ‬مضاعفا‭ ‬للمحافظات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬وإن‭ ‬بادرت‭ ‬إدارة‭ ‬المرور‭ ‬بإطلاق‭ ‬مسابقة‭ ‬أقل‭ ‬محافظة‭ ‬في‭ ‬المخالفات‭ ‬المرورية‭ ‬الرمضانية،‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬محلات‭ ‬قطع‭ ‬الغيار‭ ‬للسيارات‭ ‬والإطارات‭ ‬وحتى‭ ‬محطات‭ ‬البترول،‭ ‬لتوزيع‭ ‬الهدايا‭ ‬والجوائز‭ ‬على‭ ‬السواق‭ ‬الأكثر‭ ‬التزاما‭ ‬بالإرشادات‭ ‬والقوانين‭ ‬المرورية،‭ ‬ولربما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬صور‭ ‬السيارات‭ ‬المخالفة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكاميرات‭ ‬الأمنية‭ ‬رادعا‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬المخالفات،‭ ‬وفي‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬الممارسات‭ ‬المرورية‭ ‬السليمة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الحملات‭ ‬التوعية‭ ‬المرورية‭ ‬الرمضانية‭.‬

نقول‭ ‬هذا‭ ‬الكلام،‭ ‬لأننا‭ ‬نشهد‭ ‬يوميا‭ ‬ممارسات‭ ‬مرورية‭ ‬خاطئة،‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬الوعي‭ ‬الحضاري‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭.. ‬وإساءة‭ ‬لسمعة‭ ‬النظام‭ ‬المروري‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬محل‭ ‬إشادة‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا