العدد : ١٦٨٣٥ - الجمعة ٢٦ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٥ - الجمعة ٢٦ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

استراتيجيات مواجهة الكوارث

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٢٧ فبراير ٢٠٢٣ - 02:00

لا‭ ‬تزال‭ ‬أصداء‭ ‬كارثة‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬مناطق‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬وسوريا‭ ‬تستقطب‭ ‬اهتمام‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬تلك‭ ‬الكارثة‭ ‬والتي‭ ‬خلفت‭ ‬حتى‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬قتيل‭ ‬وآلاف‭ ‬الجرحى‭ ‬بل‭ ‬لمئات‭ ‬القصص‭ ‬والمآسي‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬ترتبت‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الكارثة‭ ‬وأدمت‭ ‬القلوب،‭ ‬تفاصيل‭ ‬الكارثة‭ ‬يعرفها‭ ‬الجميع‭ ‬أولاً‭ ‬بأول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬التساؤل‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬فرض‭ ‬ذاته‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الباحثين‭ ‬المهتمين‭ ‬بإدارة‭ ‬الكوارث‭ ‬والأزمات‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬كاتب‭ ‬المقال‭ ‬ولكن‭ ‬للحكومات‭ ‬أيضاً‭ ‬بشأن‭ ‬مدى‭ ‬توافر‭ ‬إجراءات‭ ‬احترازية‭ ‬ليس‭ ‬لمنع‭ ‬الكارثة‭ ‬ولكن‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬آثارها‭ ‬والتعامل‭ ‬السريع‭ ‬معها‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬جل‭ ‬المقال‭.‬

دائماً‭ ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬مصطلح‭ ‬الأزمات‭ ‬بالكوارث‭ ‬أيضاً،‭ ‬وهما‭ ‬مصطلحان‭ ‬حظيا‭ ‬باهتمام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬وربما‭ ‬كانت‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬اهتماماً‭ ‬بهاتين‭ ‬القضيتين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينتقل‭ ‬الاهتمام‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استحداث‭ ‬مؤسسات‭ ‬معنية‭ ‬بالأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الوزارات‭ ‬بتلك‭ ‬الدول،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬تأكيده‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تكون‭ ‬للأزمات‭ ‬بكل‭ ‬أنواعها‭ ‬مقدمات‭ ‬فإن‭ ‬الاختلاف‭ ‬الجذري‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الكوارث‭ ‬هو‭ ‬أنها‭ ‬بلا‭ ‬مقدمات‭ ‬بل‭ ‬أنها‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬حدة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬كوارث‭ ‬مركبة‭ ‬أي‭ ‬تشمل‭ ‬عدة‭ ‬كوارث‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬متزامن‭ ‬ولعل‭ ‬المثال‭ ‬الأبرز‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬اليابان‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬مارس‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬اليابان‭ ‬زلزال‭ ‬بلغت‭ ‬قوته‭ ‬9‭ ‬ريختر‭ ‬ضرب‭ ‬السواحل‭ ‬الشرقية‭ ‬للبلاد‭ ‬وترتب‭ ‬عليه‭ ‬تسونامي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬فرد‭ ‬وفقدان‭ ‬2500‭ ‬آخرين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬انفجار‭ ‬بعض‭ ‬المفاعلات‭ ‬النووية،‭ ‬تلك‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬الخطر‭ ‬الثلاثي‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬التحدي‭ ‬هائلاً‭ ‬أمام‭ ‬السلطات‭ ‬اليابانية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يتعين‭ ‬عليها‭ ‬حماية‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الإشعاع‭ ‬النووي‭ ‬وكذلك‭ ‬التسونامي‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬المياه‭ ‬وغمرها‭ ‬مناطق‭ ‬ساحلية‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬تعد‭ ‬كارثة‭ ‬مصنع‭ ‬بوبال‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬عام‭ ‬1984‭ ‬هي‭ ‬الأشهر‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬كوارث‭ ‬التسرب‭ ‬الإشعاعي‭ ‬ومضمونها‭ ‬باختصار‭ ‬حدوث‭ ‬تسرب‭ ‬للغاز‭ ‬السام‭ ‬من‭ ‬مصنع‭ ‬لإنتاج‭ ‬المبيدات‭ ‬الحشرية‭ ‬وتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬القتلى‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬وملايين‭ ‬المصابين‭ ‬جراء‭ ‬ذلك‭ ‬التسرب‭  ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬في‭ ‬ساعات‭ ‬معدودة‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬نظام‭ ‬المواصلات‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬وكذلك‭ ‬اضطراب‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬الحياة‭.‬

تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬وغيرها‭ ‬تتطلب‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬استراتيجيات‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬توصيف‭ ‬الأمر‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬دولا‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬حزام‭ ‬الزلازل‭ ‬وأخرى‭ ‬بعيدة‭ ‬عنها‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬القصور‭ ‬حصر‭ ‬المسألة‭ ‬في‭ ‬كوارث‭ ‬الزلازل‭ ‬فهناك‭ ‬تحديات‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭ ‬بل‭ ‬والقائمة‭ ‬تزداد‭ ‬يوميا‭ ‬تلو‭ ‬الآخر‭ ‬ابتداءً‭ ‬بكوارث‭ ‬التلوث‭ ‬البحري‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬تحدياً‭ ‬لكل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬البحار‭ ‬في‭ ‬تجارتها‭ ‬الدولية‭ ‬ومروراً‭ ‬بكوارث‭ ‬التسرب‭ ‬الإشعاعي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬مفاعلات‭ ‬نووية‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬منشآت‭ ‬صناعية‭ ‬أو‭ ‬انفجار‭ ‬مواد‭ ‬كيماوية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬انفجار‭ ‬مرفأ‭ ‬بيروت‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬أغسطس‭ ‬2020‭ ‬والذي‭ ‬وصفته‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬الانفجار‭ ‬غير‭ ‬النووي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬التاريخ‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬خلف‭ ‬220‭ ‬قتيلاً‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬آلاف‭ ‬جريح‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الخسائر‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬الممتلكات‭ ‬والشركات،‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بكوارث‭ ‬الفيضانات‭ ‬والسيول‭ ‬والتي‭ ‬تكون‭ ‬أيضاً‭ ‬بلا‭ ‬مقدمات‭ ‬ويترتب‭ ‬عليها‭ ‬خسائر‭ ‬اقتصادية‭ ‬وآثار‭ ‬اجتماعية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تشريد‭ ‬مئات‭ ‬الأسر‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬باكستان‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬مرة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭.‬

ويعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬عرضة‭ ‬لإحدى‭ ‬الكوارث‭ ‬سواء‭ ‬الطبيعية‭ ‬مثل‭ ‬الزلازل‭ ‬والبراكين‭ ‬أو‭ ‬الفيضانات‭ ‬أو‭ ‬الصناعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حدوث‭ ‬تسربات‭ ‬إشعاعية‭ ‬من‭ ‬محطات‭ ‬نووية‭ ‬أو‭ ‬منشآت‭ ‬صناعية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬استحداث‭ ‬مؤسسات‭ ‬معنية‭ ‬بالكوارث‭ ‬والأزمات‭ ‬تظل‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتضمن‭ ‬أمرين‭ ‬مهمين‭ ‬الأول‭: ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬خطط‭ ‬لمواجهة‭ ‬كوارث‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الكلي‭ ‬والجزئي‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬تلك‭ ‬المراكز‭ ‬رؤية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬كارثة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة‭ ‬ككل‭ ‬وأخرى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬قطاع‭ ‬محدد،‭ ‬والثاني‭: ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تحديد‭ ‬لآليات‭ ‬الأزمات‭ ‬وأخرى‭ ‬للكوارث،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التحديات‭ ‬ربما‭ ‬تنهي‭ ‬الحدود‭ ‬الفاصلة‭ ‬بين‭ ‬الأمرين‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬الحال‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬‮«‬الأزمة‭ ‬الكارثية‮»‬‭ ‬فهي‭ ‬كارثة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تتضمن‭ ‬مقدمات‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬أزمة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬رتبته‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬تطلبت‭ ‬تكاتف‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬للتعامل‭ ‬معها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬زمني‭ ‬ناهز‭ ‬العامين،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬يسود‭ ‬تصور‭ ‬خاطئ‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬الرسمية‭ ‬هي‭ ‬فقط‭ ‬المعنية‭ ‬بمواجهة‭ ‬الكوارث،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأجهزة‭ ‬لديها‭ ‬الخطط‭ ‬والموارد‭ ‬وتحديد‭ ‬الأهداف‭ ‬ولكن‭ ‬الخبرات‭ ‬العملية‭ ‬أكدت‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬للمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وهنا‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمثلة‭ ‬الأول‭: ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬الخليجي‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬التكامل‭ ‬مع‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬لمواجهة‭ ‬آثار‭ ‬ذلك‭ ‬التحدي،‭ ‬والثاني‭: ‬دور‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬خلال‭ ‬الكارثة‭ ‬الثلاثية‮»‬‭ ‬الزلزال‭ ‬والتسونامي‭ ‬والتسرب‭ ‬النووي‭ ‬‮«‬في‭ ‬اليابان‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬فقد‭ ‬برز‭ ‬دور‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬إيواء‭ ‬المشردين‭ ‬وكذلك‭ ‬انتظام‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فتح‭ ‬الأندية‭ ‬الرياضية‭ ‬كمدارس‭ ‬وتوفير‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬للمواطنين‭ ‬وهو‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬محل‭ ‬تقدير‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬داخل‭ ‬اليابان‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬مؤسسات‭ ‬أمريكية‭ ‬معنية‭ ‬بتقييم‭ ‬إدارة‭ ‬الكوارث،‭ ‬والثالث‭: ‬النشاط‭ ‬الملحوظ‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬الشبكة‭ ‬العالمية‭ ‬لمنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬أخطار‭ ‬الكوارث‭ ‬والتي‭ ‬أطلقت‭ ‬استراتيجية‭ ‬متكاملة‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬معا‭ ‬أقوى‮»‬‭ ‬وتتضمن‭ ‬إشراك‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وتعزيز‭ ‬قدراته‭ ‬وتمكينه‭ ‬للاضطلاع‭ ‬بدوره‭ ‬خلال‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬الجانب‭ ‬الأهم‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬وبشأن‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬المتوقعة‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬الثقافة‭ ‬المجتمعية‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وهنا‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬للغاية‭ ‬وهو‭ ‬أنه‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬فداحة‭ ‬الكارثة‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬وعي‭ ‬بكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬جلياً‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬كوارث‭ ‬الزلازل‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬إذ‭ ‬توجد‭ ‬قواعد‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬اتباعها‭ ‬حال‭ ‬تعرضهم‭ ‬لزلازل‭ ‬أو‭ ‬كوارث‭ ‬أخرى‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬خلال‭ ‬كارثة‭ ‬مصنع‭ ‬بوبال‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬الأطباء‭ ‬تقديم‭ ‬الأدوية‭ ‬الصحيحة‭ ‬لعدم‭ ‬درايتهم‭ ‬بطبيعة‭ ‬الإصابات‭ ‬وأسبابها‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬إمكانية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬حياة‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬الوعي‭ ‬بالكوارث‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭.‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا