الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
المانجروف.. رئة البحرين الخضراء
منذ عامين تقدم رئيس نادي الروتاري العالمي بمبادرة مشروع زيادة رقعة أشجار المانجروف (القرم) في مملكة البحرين، التي من شأنها تقليل الاحتباس والانبعاثات الكربونية، ودعم التزام المملكة بالوصول إلى «صفر» انبعاثات كربونية بحلول 2060، وكشف أن البحرين بحاجة إلى زراعة عشرة أضعاف العدد الحالي.. فأين وصل المشروع..؟ وماذا حل بالمبادرة..؟؟
ومنذ سنوات قرأت تصريحا لرئيس برنامج الجيومعلوماتية بجامعة الخليج العربي الدكتورة صباح الجنيد، وكشفت أن مساحة أشجار المانجروف في خليج توبلي تقلصت إلى أقل من نصف كيلومتر مربع، بعد أن كانت ممتدة على مساحة 5 كيلومترات مربعة في سنة 1967، وأن مساحة بيئة أشجار المانجروف تعاني من التقلص، والزحف الحضري.. فماذا حصل بعد ذلك؟ وما هي الإجراءات التي تمت من أجل الحفاظ على ما تبقى من المانجروف..؟؟
رئيس قسم الموارد البيئية في جامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور محمد عبيدو أكد حينذاك: إن تملح تربة خليج توبلي شهد ارتفاعا بلغ 44% بسبب انحصار المياه وارتفاع درجات الحرارة والملوثات، ما أدى إلى موت 22% من أشجار المانجروف. كما أن أشجار المانجروف تحتاج إلى النمو في مساحة 5 كيلومترات على هامش سطح البحر، وهو الأمر الذي بات صعباً في ظل الزحف العمراني المتنامي حول خليج توبلي.. فما هو الواقع اليوم؟
كما كشف ممثل المجلس الأعلى للبيئة أنه يجري حاليًا العمل على تحديد خط الدفان بالتعاون مع التخطيط العمراني، وأن المجلس بصدد إقامة منطقة تعليمية في منطقة توبلي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وذلك بتنظيم زيارات للطلاب لمنطقة توبلي لدراسة جغرافية وطبيعة المنطقة وخصائصها وخصائص نبات القرم.. ولا أريد أن أسأل هنا عن مشروع المنطقة التعليمية في خليج توبلي، لأن الجواب معروف..!!
مناسبة كل هذا الحديث أنني قرأت بالأمس في تقرير صحفي أن متنزه القرم أو المانجروف داخل جزيرة الجبيل في أبوظبي قد تحول إلى مشروع بيئي وسياحي في آن واحد، كما أن جمهورية مصر العربية الشقيقة لديها مشروع حضاري بهذا الخصوص في العديد من المدن الساحلية، فيما تواصل السعودية جهودها في تحويل 400 مليون شجرة مانجروف منتشرة فيها إلى رافد بيئي مهم للبيئة السعودية، مع إقامة متنزه وطني للمانجروف في المملكة العربية السعودية الشقيقة.
أعلم أن هناك جهودا ومبادرات في مملكة البحرين من أجل الحفاظ على أشجار المانجروف والسعي لزيادتها، ولكن لا تزال الخطوات والتحركات بحاجة إلى المزيد من الفاعلية والحيوية، وبحاجة إلى مزيد من التعاون مع القطاع الخاص والمنظمات البيئة.. ولأننا لدينا هدف لتحقيقه في عام 2060، ولأن المانجروف يعرف الآن بأنه رئة العالم الخضراء، وهو بالتأكيد رئة مملكة البحرين الخضراء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك