الانعاش القلبي الرئوي هو أحد الأساليب المنقذة للحياة كل دقيقة تمر على المصاب من دون إسعاف تقلل من فرص هذا المصاب في النجاة أو البقاء على قيد الحياة، لذا فان الوقت هنا يعني الفرق بين الحياة والموت.
في المقال التالي يشرح فني طب الطوارئ محمد الشارقي ومدرب برامج دعم الحياة أهمية الوعي بعملية الإنعاش القلبي الرئوي، وكيفية التصرف في حال تعرض شخص بالقرب منك لسكتة قلبية مفاجئة، والسرعة للتواصل مع الجهات الصحية.
مؤكدا أنه أصبح هناك مطالب بتوفير سيارات الإسعاف في المراكز الصحية، وتفعيل المراكز الصحية على مدار الساعة، كحلول لسرعة إنقاذ المريض، بين هذا المطلب والإحصائيات المفتوحة لوزارة الصحة، تبين أن غالبية الوفيات في مملكة البحرين تحدث نتيجة الأمراض القلبية الوعائية، والتي استهدفت جميع الفئات العمرية، هذه الاحصائيات والحالات التي لا تنقطع منذ سنين.
سقط العديد من الشباب على أرضية الملاعب وفي النوادي والمجمعات وحتى دور العبادة من دون استجابة إسعافيه صحيحة لهم، مكتفين بالاتصال بخدمات الإسعاف والذي لا يكون كافيا. وهنا نستعرض جملة من الأسئلة والتوضيحات، هل توافر سيارة الإسعاف دورياً في المراكز الصحية سوف يحقق الاستجابة السريعة؟
رغم هذا السؤال المتداول، فإن خدمات الإسعاف في مملكة البحرين موجودة على مدار الساعة في مراكز الدفاع المدني والتي تكون أكثر انتشاراً من المراكز الصحية، ويستجيبون لجميع البلاغات بشكل مباشر بالتعاون مع وزارة الصحة وبقية المستشفيات الحكومية الكبرى، ولو نستعين بخبرات أفضل خدمات الإسعاف في العالم، فإن وقت الاستجابة قد يصل من العشر إلى الخمسة وعشرون دقيقة على الأقل.
اما افتتاح المراكز الصحية على مدار الساعة لتكون استجابتهم للحالات الطارئة الحرجة كالنوبات القلبية والسكتات القلبية فلن يحقق الغاية كون نطاق الممارسة للرعاية الصحية الأولية هو كرعاية عاجلة للحالات العاجلة وغير المهددة للحياة وعيادات لطب العائلة.
وأضاف الشارقي عند نقل المرضى المصابين بسكتات قلبية إلى المراكز الصحية بواسطة الأفراد قد يؤخر العملية الانعاشية لأكثر من 10 دقائق، ويحول دون تقديم الرعاية الطبية الطارئة المتقدمة.
الـ10 دقائق الذهبية هذه يجب أن تُستغل من قبل المجتمع، أي ان المسعف الأولي يستطيع الاستجابة بمهارات الإسعافات الأولية والاتصال بخدمات الإسعاف.
بحسب مجلس الاتصال الدولي للإنعاش، واخر التحديثات فإن سلسلة النجاة للسكتة القلبية المكونة من 6 حلقات، والتي تبدأ بأول ثلاث خطوات تكون بيد المسعف الأولي أو المستجيب الأول، وهي تشخيص السكتة القلبية المفاجئة والاتصال بخدمات الإسعاف، وثانياً القيام بالإنعاش القلبي الرئوي بجودة عالية، وثالثاً إزالة الرجفان القلبي المبكر باستخدام جهاز إزالة الرجفان القلبي.
ولو ترى أن تجربة دول مجلس التعاون كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في سن القوانين الحديثة لوضع جهاز إزالة الرجفان في دور العبادة والمجمعات والملاعب والأندية وجميع المرافق الحكومية لقى استجابة واسعة من قبل المجتمع في إنقاذ الأرواح والذي أسهم في تقليل حالات الوفيات.
بحسب جمعية القلب الأمريكية فإن نسبة النجاة قد تصل إلى 90% إذا تم استخدام جهاز إزالة الرجفان القلبي في الدقائق الأولى من حدوث السكتة القلبية المفاجئة.
نحتاج أن يكون الجميع مشاركا في إنقاذ الأرواح عبر توفير أجهزة إزالة الرجفان القلبي في الملاعب والأماكن العامة والمرافق الحكومية، ودعم التدريب والتنوير الإسعافي لجميع فئات المجتمع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك