يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
قمة أبوظبي التشاورية
القمة التشاورية التي شارك فيها جلالة الملك وقادة الإمارات ومصر والأردن وسلطنة عمان وقطر واستضافتها أبوظبي لها أهمية خاصة.
بداية، من المهم في كل الأوقات أن يلتقي القادة العرب على أي مستوى ويتبادلوا الآراء إزاء ما تواجهه الدول العربية من تحديات. وفي الوقت الحاضر، التحديات كثيرة والتطورات متسارعة، وهو ما يستدعي التشاور والتنسيق الدائم بين الدول العربية.
دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن تتحمل مسؤولية خاصة تجاه الأوضاع العربية وتجاه العمل العربي المشترك في مختلف المجالات.
القمة بحكم طبيعتها التشاورية عقدت من دون جدول أعمال محدد، وشهدت بالضرورة نقاشات مفتوحة حول مختلف القضايا ومن دون قرارات محددة. وهذا في حد ذاته أمر جيد، إذ يتيح بالضرورة التبادل الحر المفتوح للأفكار والآراء.
القمة عقدت تحت عنوان: «الازدهار والاستقرار في المنطقة»، وفي المجالين معا، تواجه الدول العربية تحديات جسيمة في الوقت الحاضر.
على مستوى جهود التنمية والمساعي لتحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، من المعروف أن كل الدول العربية وبدرجات متفاوتة تواجه صعوبات كثيرة وضغوطا هائلة نتيجة الأوضاع الإقليمية والعالمية. كل دول العالم في الحقيقة تواجه هذه المصاعب والمشاكل.
هذه الصعوبات والمشاكل لها، كما نعلم، مردودات سلبية يعاني منها المواطنون، كارتفاع الأسعار ونفقات المعيشة ومشاكل التوظيف.. إلخ. وكل الحكومات تتعرض لضغوط لحل هذه المشاكل والاستجابة لمطالب المواطنين في وقت تفرض فيه الأوضاع العالمية قيودا على الإمكانيات والقدرات المتاحة.
في ظل هذه الأوضاع، الدول العربية أحوج ما تكون إلى التكاتف والتعاون في التعامل معها، وللتخفيف من وطأتها.
الأمر المهم هنا أن التكاتف والتعاون العربي ضرورة أساسية للتنمية والتقدم في كل دولة عربية على حدة، وعلى المستوى العربي العام.
أما على صعيد قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة، نعلم جميعا التحديات الهائلة التي تواجهها الدول العربية في هذا الصدد، وهي تحديات لها مصادر وأسباب شتى.
هناك التهديد الإيراني لأمن واستقرار الدول العربية، وهناك الأوضاع الداخلية المنهارة في عدة دول عربية، والتي تؤثر على الوضع العربي العام. وهناك التحديات الكبرى المرتبطة بالتحولات في ميزان القوى العالمية وتغير مواقفها من التحالفات وقضايا الأمن في المنطقة، وهناك الحكومة الإسرائيلية الجديدة الشديدة التطرف التي تهدد بمواقفها وتصرفاتها العدوانية الشعب الفلسطيني كله، وهو التطور الذي استدعى عقد قمة سبقت قمة أبوظبي بيوم في القاهرة ضمت قادة مصر وفلسطين والأردن.. وهكذا.
هذه التحديات سواء على مستوى التنمية والوضع الاقتصادي والاجتماعي أو على مستوى الأمن والاستقرار، تستدعي بداهة أقصى درجات التعاون والتنسيق العربي.
وعلى الرغم من أن قمة أبوظبي لم تصدر قرارات، ولا نعرف بالطبع كل ما دار فيها وما تم الاتفاق عليه، لكن بيانها العام أكد مبادئ أساسية في التعامل مع هذه التحديات.
هذه المبادئ تتلخص في:
1 – الأهمية القصوى لتنسيق المواقف بين الدول العربية في مواجهة هذه التحديات.
هذا أمر أساسي، كما كتبنا مرارا، لا يمكن للدول العربية أن تواجه أي تحديات من دون مواقف موحدة وتنسيق مشترك.
2 – تأكيد أهمية تعزيز العمل العربي المشترك في التعامل مع التحديات.
وهذا أمر بديهي، فما لم تعمل الدول العربية على تعزيز العمل المشترك سعيا نحو التكامل ونحو بناء قوة موحدة لا يمكن التعامل مع التحديات.
3 - وضع مبادئ أساسية في التعامل مع الدول الإقليمية والعالمية والعلاقات معها في مقدمتها على الإطلاق، الالتزام بقواعد حسن الجوار واحترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
عموما، يعتبر عقد مثل هذه القمة التشاورية حدثا مهما. مجرد أن يلتقي القادة ويتفقوا على مواقف عربية موحدة ويقرروا التعاون والتنسيق أمر له أهمية حاسمة في مواجهة التحديات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك