يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
وماذا عن العداء للإسلام والمسلمين؟!
الرئيس الأمريكي بايدن انتفض قبل أيام منددا بأشد العبارات بمن يعتبر أنهم يروجون للعداء للسامية، ودعا كل المسئولين والساسة في أمريكا إلى الخروج والتنديد علنا بمعاداة السامية الذي دعا الرئيس الأمريكي إلى ذلك حسب ما نشر هو «لقاء الرئيس السابق دونالد ترامب شخصًا معروفًا بإنكار الهولوكوست بالإضافة إلى مغني الراب كانييه ويست الذي بلغت تعليقاته المعادية للسامية ذروتها هذا الأسبوع بالثناء على أدولف هتلر».
بايدن كتب على تويتر تعليقا على ذلك، فيما هو واضح، يقول: «بدلًا من منح معاداة السامية منصة، يجب على سياسيينا أن ينددوا علنًا بمعاداة السامية أينما وجدت».
من حيث المبدأ لا اعتراض على إدانة معادة السامية على الرغم من أنه أصبح شعارا فضفاضا لم يعودوا يعرفون في الغرب ما الذي يعنيه هذا بالضبط. في الدول الأوروبية كثيرون جدا من الساسة والكتاب والمثقفين كتبوا علنا يشتكون مر الشكوى من أن أي انتقاد لإسرائيل وممارساتها العدوانية العنصرية أصبح يعد معاداة للسامية، وهو ما يعتبرونه بمثابة إرهاب سياسي.
ومع هذا، لا بد أن نوجه إلى الرئيس الأمريكي هذا السؤال: وماذا عن العداء للإسلام والمسلمين في أمريكا؟.. ألا يستحق هذا العداء أن يخرج الرئيس الأمريكي ويندد به ويدعو المسئولين والساسة والإعلاميين إلى التصدي له على غرار ما فعل مع الذين يعتبرهم معادين للسامية؟
بايدن انتفض وندد لأن شخصا أو شخصين أدليا بتصريحات اعتبرت معادية للسامية. لكن العداء للإسلام والمسلمين ظاهرة متأصلة في أمريكا على نطاق واسع .
هناك عشرات، بل مئات، التقارير والدراسات التي توثق هذه الظاهرة بكل أبعادها وتحذر من أخطارها.
لكن نريد أن نتوقف عند آخر ما صدر في أمريكا من تقارير واستطلاعات عن العداء للإسلام والمسلمين.
كل التقارير والدراسات التي أعدت بهذا الخصوص تؤكد أن العداء للإسلام والمسلمين هو ظاهرة متجذرة في أمريكا على كل المستويات السياسية والإعلامية، وإنها تتفاقم يوما بعد يوم.
لعل أهم هذه الدراسات على الإطلاق دراسة موسعة أجراها اثنان من علماء السياسة بحثت كيف يتم تصوير الإسلام والمسلمين في الإعلام الأمريكي .
أهمية هذه الدراسة أنها موسعة وموثقة وبحثت صورة الإسلام والمسلمين في الإعلام عبر مدة طويلة امتدت إلى21 عاما. الدراسة راجعت أكثر من 250 ألف مقال عن الإسلام والمسلمين في عشرات من الصحف الوطنية والإقليمية والشعبية في أمريكا عبر هذه السنين.
هدف الدراسة هو كما أشرت دراسة كيف يتم تقييم الإسلام والمسلمين في هذه المقالات مقارنة بأتباع الديانات الأخرى.
الدراسة توصلت إلى نتيجتين أساسيتين :
الأولى: إن هذه المقالات، والإعلام الأمريكي عموما، تقدم المسلمين بشكل عام في صورة غاية في السلبية. ويتم تقديم الإسلام بالأساس على أنه دين عنف .
الثانية: إن الإعلام لا يتعامل مع الديانات الأخرى وأتباعها بنفس الطريقة. بمعنى أنه لا يقدم لها نفس الصورة السلبية عن الإسلام والمسلمين.
الدراسة توصلت إلى أنه بالنسبة إلى الكاثوليك واليهود والهندوس، فإن المقالات الإيجابية والسلبية عنهم متوازنة وبنسبة 50 – 50. أما بالنسبة إلى المقالات عن الإسلام والمسلمين التي تقدم صورة سلبية فإن نسبتها تتجاوز 84%.
هذه هي صورة الإسلام والمسلمين في الإعلام الأمريكي كما توصلت إليها الدراسة. وهي كما نرى صورة مفزعة.
لهذا، من الغريب جدا ألا يخرج الرئيس الأمريكي ويدعو إلى التصدي لهذا العداء للإسلام والمسلمين في الإعلام والسياسة في أمريكا ويندد به ويطالب الساسة بإدانته علنا كما فعل مع «معاداة السامية».
صمته عن هذه الظاهرة الخطيرة هو في حد ذاته تشجيع عليها أو على الأقل إنه لا يجد بأسا في هذا العداء.
هذا على الرغم من أن الدراسات والتقارير التي أشرنا إلى بعضها تحذر من خطورة هذه الظاهرة من زوايا كثيرة سنتطرق إليها في مقال قادم بإذن الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك