الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«فرض دعم المثليين».. تطرف أيضا
ليس التطرف مقتصرا على ممارسات العنف والإرهاب والعمل المسلح فقط.. وليس مفهوم التطرف محصورا على المتشددين دينيا، والمبالغين في الأحكام والفتاوى فحسب.. وليس الفكر المتطرف حكرا على أصحاب النهج العنصري، وأصحاب خطابات الفتنة والتحريض وحدهم.. وإنما دعم «المثليين» ومحاولة فرض الممارسات المخالفة للبشرية والطبيعة الإنسانية السليمة، هو تطرف كذلك.
القيم الوطنية في المجتمعات، ومفهوم الأسرة والتربية السليمة، وتعزيز الأخلاقيات والمبادئ الحضارية، وعدم تسييس حقوق الانسان، وعدم الازدواجية في المعايير الديمقراطية، هي أسس وركائز متينة، وهي ثوابت راسخة، غير قابلة للنقاش والمساس بها.. ليس في مجتمعاتنا الإسلامية وحدها، ولكن في العديد من دول العالم.
الخلط بين حقوق الانسان وحقوق المثليين واضح ومكشوف، ومحاولة للدس والتساهل و«التمييع» لتغيير المفاهيم والثقافات القويمة، وسعي لتحطيم الهوية الوطنية، وسلخ القيم الأخلاقية، وشرخ في التربية الأسرية، وإقحام المفاهيم الخاطئة عنوة ضد الطبيعة البشرية.
ربما كانت في النكتة الساخرة المنسوبة لرئيس دولة أفريقية مثال واضح في رفض الناس لدعم المثليين، حينما وعد بإطلاق سراح رجلين مثليين محبوسين بشرط أن يحبل أحدهما من الآخر..!!
الموقف الروسي ضد المثلية ودعاتها يشكل صوت الحق والعقل، وفضح الغايات الأجنبية المريبة.. فروسيا تعارض فرض القيم من الخارج، بما في ذلك قيم المثليين الغريبة.. وتعارض روسيا كذلك فرض وتسييس قضايا حقوق الإنسان، كما تعارض فرض معايير أو قيم لا تتوافق مع مصالحها الوطنية، بما في ذلك قيم أوساط المثليين.. والدستور الروسي ينص على القيم الوطنية التقليدية: «الأسرة التقليدية وأولوية الأسرة والأطفال».. وهي لا تقبل هذا النوع من فرض معايير غريبة عليها، ولا ترضى بالفهم المغالط للقيم معها.
وكما أشارت مسؤولة روسية رفيعة إلى أن الأمر في عدد من البلدان الأجنبية وصل إلى حد العبثية، عندما يتم تحديد حصص بشكل إلزامي، عند تشكيل الحكومات هناك، لمتحولي الجنس أو للمثليين، وأن هذه «العقيدة غير مقبولة على الإطلاق» بالنسبة لروسيا.
هناك مؤسسات اقتصادية، وشركات عالمية، تدعم المثليين، وأمثال هؤلاء معروفة أسماؤهم ومواقعهم، وبإمكان الشعوب أن تقاطعها وتقاطع بضائعها، وتتسبب في خسائرها المكلفة، وهي إذا ما وجدت ذلك فسوف تتراجع وتتخلى عن دعم المثليين، لأنها تنظر لمصالحها التجارية والاقتصادية فقط لا غير.
ولنا في مواقف العديد من دولنا العربية والإسلامية ضد شركات أعلنت دعمها للمثليين ثم تراجعت، كمنصة اليوتيوب مثلا، حينما وجدت الموقف العربي والإسلامي، صلبا وقويا.. رافضا وصريحا.
واليوم يتابع الجميع حجم الخسائر التي تكبدتها شركة «أديداس» مثلا، والتراجع في الموقف المالي لها، بسبب دعمها للمنتخب الألماني، الذي أعلن دعمه للمثليين خلال كأس العالم.
التطرف أنواع وأشكال.. وفرض دعم المثليين في عالمنا اليوم هو أسوأ أنواع التطرف.. لأنه مساس بالطبيعة البشرية والفطرة الإنسانية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك