على مسؤوليتي

علي الباشا
محبة وسلام!
قيل عنها أم المباريات، تلك التي جمعت بين الفريقين الأمريكي والايراني في المونديال الحالي 2022، وأخذ الاهتمام بها على الأقل بُعدًا بين مسؤولي البلدين؛ وبدرجة أكبر الولايات المتحدة التي اتصل رئيسها مُحفِّزًا «قبلا» ومهنئًا «بعدا».
} وهي لم تعد غير مباراة محبة وسلام ضمن المونديال، وانتهت بهدف للولايات المتحدة، ويبدو أن صفحتها طُويت وصارت من التاريخ، الفريق الأمريكي ذهب إلى الدور ثمن النهائي، والفريق الإيراني كعادته في كل مرة غادر من الدور الإقصائي!
} وفنيّا جاءت بمستوى عادي جدًّا وغلب عليها الحماس على حساب المستوى الفني، دافع الايرانيون في الأول ودخل مرماهم هدف، وفعل الأمريكيون ذات الأمر في الشوط الثاني ونجحوا في الحفاظ على شباكهم نظيفة فكسبوا أغلى ثلاث نقاط.
} طبعًا المباراة لم ترتق إلى ذات المستوى الذي أخذته مباراة عام 1998 في فرنسا وانتهت لإيران بهدفين لهدف، ويومها انشغل بها العالم كما لم يحدث لأي مباراة أخرى، لدرجة أنها بنتيجتها ومستواها الفني وهدّافيها لا تزال في ذاكرة من تابعوها.
} في لقاء المونديال الحالي نرفع «العقال» لحكم اللقاء الإسباني «انتونيو ماتيو لاهور»؛ الذي أسند إليه «فيفا» إدارته، فأحسن الأمر بكل حكمة وأمانة وأخرجها إلى بر الأمان؛ من دون مشاكل لا أثنائها ولا بعدها، وكأنّها ليست بين أمريكا وإيران!
} كل قراراته كانت صحيحة، فلم يُسرف في توزيع البطاقات، وفضّل فك الالتحامات بلغة التسامح بين اللاعب والآخر؛ فأبعد التوتر والعصبية عن اللاعبين داخل الملعب، لدرجة أنهم نسوا أنهم من بلدين متناكفين سياسيّا، فكان التصافح عنوانا في كل وقت.
} هكذا النوعية من الحكام هم من يبحث عنهم «فيفا» للوصول إلى المونديال؛ ليكسبوا النجومية ويديروا مبارياته من دون مشاكل، ولذا نرى أن باب التنافس مفتوحٌ على مصراعيه لوصول الأفضل للمونديال ممن يبرز في الدوريات والبطولات.
} إن الوصول إلى المونديال ليس فقط لكسب النجومية؛ ولكنه أيضًا لكسب المال، لأن الحكم يحصل على مكافأة قد تصل في المونديال إلى أكثر من خمسين ألف دولار لمجرد الاختيار بخلاف مكافآت إدارة المباريات، والتي قد تصل إلى عشرة آلاف دولار!
} ولعل النجومية والمكاسب المادية تدعونا إلى الطلب من حكامنا أن يرتقوا بمستوياتهم محليّا لكي يتألقوا قاريًّا ودوليّا، وعلى إدارة الحكام أن تستفيد من المونديال لإيصال كل ما هو جديد للحكام وتُقيم ندوات لاستخلاص المستجدات فيما ينفع الحكام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك