على مسؤوليتي

علي الباشا
إبداع
} كنّا مخدوعين على الدوام بأنه فقط منتخبا البرازيل والأرجنتين؛ هما من يبدعان ويُخرِّجان أفضل تقنيّات اللعب، ولذا ترى ومن خلال متابعة أي مونديال ومن خلال أي عملية إحصائية سترى أن الغلبة من المشجعين يميلون إلى الفريقين!
} هذا واقعٌ لا ينكره إلّا معاند، لأن كرة القدم في أمريكا الجنوبية والتي خرّجت أفضل النجوم الذين فرضوا أنفسهم على القارة الأوروبية، وأخذوا النجومية عن لاعبيها، فضلا عن أن المنتخبين متعتهما في الأداء الفردي والجماعي.
} لكن هذا لا يعني أن المونديال على مدى تاريخه لم يُفرز منتخبات تنال جزئية غير قليلة من الابداعات عند ضُمور المنتخبين المُشار إليهما أعلاه؛ كما حصل في مونديال 1974، حيث مال كثير من المعجبين للكرتين الألمانية والهولندية.
} وأعتقد أن الفريقين في ذلك المونديال قدّما من مبارياتهما إبداعا؛ إما على سبيل التقنية الجماعية أو الفردية، فهولندا كرويف العظيم قدّمت المدرسة الشاملة، وألمانيا باكنباور جاءت بالتحوّل الهجومي المتوازن والمتنوِّع بتسريع الوصول إلى المرمى.
} ولذا ليس من المستغرب أن يُضاهي النهائي بين الفريقين في مونديال 1974، نهائي مونديال 1970؛ حيث بدأت حداثة اللعب تطغى على الفريقين البرازيلي والايطالي؛ فظل ذلك في الذاكرة ولم يخترقه سوى منتخب البرازيل غير المتوّج عام 1982.
} لكن في المونديال الحالي 2022 يُمكن التكهن بأنّه من الصعب أن نرى مباراة إبداعية يُمكن أن تُضاهي ما خرجت به مباراة «إسبانيا وألمانيا»، التي انتهت بهدف لكل منهما، وما كان لأحدٍ يُريد أن تنتهي؛ بل يظل إبداعها إلى ما لا نهاية.
} وبرأيي فإنّ لويس أنريكي «اسبانيا» وهانزي فيليك «المانيا» قدّما ثقافة جديدة في التحولات الهجومية والدفاعية، وأعتقد أن ما لعبا به يُمكن أن يُدرّس، وبالذات أنّهما سخّرا أفضل امكانات لاعبيهما لتقنيّة الموج المُخيف هجوميّا.
} كُنّا ننتظر أن يأتي الابداع في الأدوار التالية، ولكن وجودهما في مجموعة واحدة أقرب لمجموعة «الموت» عجّل بإظهار ما لديهما من فُنون، فاللاعب سوراتا كان مذهلًا وأظهر الفارق، والألماني فولكروج كسب ثقة الجماهير وسجّل.
} لكن من الصعب أن أذهب بعيدًا من دون أن أبدي اعجابًا بمستوى الفريق الكرواتي وابداعات مدربه «زالاتكو داليتش»، فالفريق يُمكن أن يكون من الكبار في هذا المونديال، فهو يقدم كرة قدم للإمتاع والإبداع والقادم منه أفضل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك