الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
هل تريدون التصوير مع «ميسي»..؟؟
بجانب الثقة النفسية التي وجهها سمو ولي العهد السعودي للاعبي منتخب بلاده، بأن استمتعوا باللعب لا أكثر.. فإن كلمة مدرب المنتخب السعودي للاعبين بين الشوطين في مباراتهم مع منتخب الأرجنتين، كان لها مفعول السحر والتحفيز والانتصار، حينما قال لهم: «هل هذا لعب تقومون به؟ تريدون التصوير مع ميسي؟ عليكم أن تدفعوه وتضغطون عليه..».
في الرياضة كما في السياسة، كما في أمور عديدة أخرى، قد ينبهر الناس بوجود قوى كبرى، أو ضغوطات كثيرة، أو تحديات عديدة، يسبقها توجيه إعلامي كبير، يجب ألا تكون عائقا لتحقيق النصر والإنجاز، وإبداء الموقف والحق، وفي الدفاع عن الوطن، مهما كانت الضغوطات الإعلامية والنفسية، ومهما بلغت قوة الطرف الآخر.. فأمام الإرادة الوطنية، وعشق الوطن، تتحطم كل الجبال والتحديات.
المنتخب السعودي، قدم نتيجة تاريخية في مباراته مع المنتخب الأرجنتيني، وكذلك فعل المنتخب الياباني أمام المنتخب الألماني، وبالطبع فإن الآمال والطموحات مرتفعة جدا اليوم للمنتخب السعودي والمنتخب الياباني، ولكن مهما كانت نتائج المباريات بعد ذلك، فإن التاريخ حفظ وسجل للمنتخب السعودي فوزه على ميسي وزملائه، كما حفظ للمنتخب الياباني تعطيله للماكينة الألمانية بأكملها.
هذا درس بالغ الأهمية في الحياة، أسداه مدرب المنتخب السعودي الشقيق للاعبين، وللناس جميعا.. ذلك أن الانبهار والخوف من طرف معين أو موقف ما، لا يعني الاستسلام له، والتخاذل أمامه، لدرجة الانصياع والهزيمة، وإلى حد التقاط صورة تذكارية معه..!!
هو درس في الإدارة قبل أن يكون في الرياضة.. هو درس في الإرادة قبل أن يكون في اللعب.. لا يوجد مستحيل أمام ثقة الإدارة وقوة الإرادة.. بإمكان أي فريق عمل أن يحقق المعجزات والإنجازات، مهما كانت الصعوبات والمشكلات، متى ما توفرت شجاعة الإدارة وصلابة الإرادة.
في قصة سيدنا يوسف عليه السلام، فقد نجا أهل مصر من «القحط»، بسبب التخطيط الإداري السليم، والتعاون والشراكة مع أهل مصر، على الرغم من وجود ذات الموارد القديمة، ووجود ذات التحديات السابقة.. واستطاع سيدنا يوسف أن يصدر قصة نجاحه للعالم أجمع.. لم تتغير الظروف والموارد، ولكن تغيرت النتيجة والمحصول، لوجود الإدارة والإرادة معا.
في هذه الحياة، قد تواجه المجتمعات والشعوب صعوبات وتحديات، وقد ينبهر البعض بنماذج دولية أخرى، في ظل وجود جهات ومنابر تبث اليأس والإحباط، وتجعل الناس تندب حظها وظروفها، وتنجر نحو المقارنات والتذمرات.. غير أنه في العمل الوطني الجامع تتحقق كل الإنجازات.
التصوير مع «ميسي» لقطة تاريخية.. ولكن الفوز على منتخب «ميسي» إنجاز وطني تاريخي.. فهل عرفنا الفرق..؟؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك