يعد مفصل الركبة من أكثر مفاصل الجسم عرضة لضغوط كبيرة وذلك نتيجة كثرة الأنشطة اليومية التي نمارسها، ما يجعل المفصل عرضة لأمراض الركبة الالتهابية، وإلى ما يعرف بمرض تآكل أو احتكاك مفصل الركبة، ويعد هذا المرض شائعاً بكثرة في مجتمعنا، وخصوصاً عند كبار السن، ما يتسبب لهم بآلام قد تكون شديدة تودي بهم إلى عدم القدرة على المشي، أو صعود الدرج. وتعد عملية استبدال مفصل الركبة من العمليات التي تساعد على تخفيف الألم وتحسين القدرة على المشي باتباع الإرشادات الطبية والعلاج، وفي هذا الصدد حاورت الخليج الطبي الدكتور أحسن بت استشاري جراحة العظام والكسور بمستشفى الملك حمد الجامعي.
1- ما هي عملية تغيير مفصل الركبة؟
عملية استبدال مفصل الركبة الكلي هي واحدة من أنجح العمليات الجراحية في المجال الطبي، فهي تحسن من جودة الحياة عن طريق تقليل آلام الركبة وتحسن من مستوى الوظيفة والحركة، حيث تتضمن استبدال العظام والغضاريف المتضررة بسبائك معدنية وبلاستيكية عالية الجودة وتعتبر عملية آمنة وفعالة جدا وتساعد المريض على الحركة بشكل أفضل.
تمت أول عملية لاستبدال مفصل الركبة الكلي في مستشفى الملك حمد الجامعي في يناير 2013، ومنذ ذلك الوقت تم استبدال أكثر من 1000 ركبة وتجرى حاليا بمعدل 150 عملية سنويا.
2- ما هي الأسباب التي تدعو لتغيير مفصل الركبة؟
السبب الأكثر شيوعا للعملية هو الألم الناتج عن التهاب المفاصل التنكسي او كما هو متعارف عليه بالخشونة واحتكاك المفاصل حيث تزداد حدته بشكل تدريجي ويسبب تيبسا في مفصل الركبة مما يحد من انشطة الحياة اليومية بشكل كبير وتقل مسافات المشي مع مرور الأيام وقد ينتهي المطاف بالمريض على كرسي متحرك.
على المريض أن يتفهم أهمية إجراء العملية في المراحل الأولى وفي وضع صحي جيد، فإن التقدم في السن قد يزيد المشاكل الصحية مما يجعل المريض غير مؤهل للعملية لذا يستحسن عدم التأجيل.
2- إذا ما هي الأعراض؟
• الشكوى الأساسية لدى المرضى الذين يعانون من خشونة متقدمة في الركبة هو الألم الذي يزداد حدة مع المشي والوقوف.
• تيبس في مفصل الركبة وهو يقلل من القدرة على ثني الركبة.
• عدم ثبات في الركبة والانحراف.
• صعوبة في الجلوس على الأرض.
• صعوبة في الوقوف من وضعية جلوس.
• صعوبة في صعود ونزول الدرج.
• في بعض الحالات المتقدمة قد يشعر المريض بالألم حتى وهو مستلق على السرير.
- 4 كيف يكون التشخيص؟
يعتمد التشخيص على التاريخ الصحي للمريض، بالإضافة إلى الفحص السريري الدقيق وأخذ صورة بالأشعة السينية للركبتين في وضعية الوقوف.
بعد الاطلاع على الأشعة يتم تصنيف الخشونة الى درجات، بدءا بالدرجة الأولى وهي درجة بسيطة إلى الدرجة الرابعة وهي تعني أن العظام تحتك ببعضها وأن الغضروف المفصلي قد تآكل بالكامل.
5- هل هناك عناية طبية محددة قبل وبعد عملية تغيير مفصل الركبة؟
تكون أولى خطوات العلاج تحفظية، وهي فقدان الوزن، وعديل الأنشطة اليومية، تناول مسكنات الألم، وتقوية العضلات مع العلاج الطبيعي وعن طريق التمرين في المنزل.
في حال فشل أولى خطوات العلاج في السيطرة على الألم، يتم عرض خيار الإبر مفصلية على مرضى الخشونة من الدرجة الأولى والثانية.
أنواع الإبر هي الكورتيزون وحمض الهيالورونيك (متعارف عليها بالزيتية) والبلازما الغنية بالصفائح الدموية هذه الإبر قد تساهم في تأجيل الاحتياج الى التدخل الجراحي ولكن مرضى الخشونة من الدرجة الرابعة لا يستفيدون عادة من الإبر وتعرض عليهم عملية استبدال مفصل الركبة الكلي.. مرضى الخشونة من الدرجة الثالثة الذين لا يستجيبون لطرق العلاج التحفظي فيتم اعطاؤهم خيار التدخل الجراحي.
تبدأ مرحلة تجهيز المريض للعمليات والتي تتضمن إجراء جميع تحاليل الدم العامة والأشعة السينية للصدر وتخطيط القلب. يتم بعد ذلك مراجعة المريض من قبل أخصائي تخدير الذي بدوره يتأكد من لياقة المريض وقدرة تحمله للعملية والتخدير.
في حالة حاجة المريض إلى المعاينة من قبل طبيب القلب أو الأمراض الصدرية أو الغدد الصماء أو الباطنية، يتم تحويله إلى عيادة الأخصائي المعني للتأكد من ملائمته للتدخل الجراحي.
عندما نتأكد أن المريض مستعد للخضوع للعملية من جميع النواحي، يتم إدخال المريض المستشفى ليلة ما قبل العملية أو في صباح يوم العملية، عادة ما تتم العملية تحت تأثير التخدير النصفي، وهو آمن أنواع التخدير ويجعل عملية التعافي أسهل، كما أنه جيد في التحكم في مستوى الألم.
تستغرق العملية حوالي ساعة إلى ساعة ونصف.
إن عملية استبدال مفصل الركبة الكلي عملية مؤلمة جدا، والتحكم في الألم دائما ما يشكل تحديا بالنسبة إلى الجراح.
في مستشفى الملك حمد الجامعي تم إجراء أبحاث علمية كثيرة تمت فيها مقارنة أساليب متعددة للتحكم في الألم بعد عملية استبدال مفصل الركبة الكلي، وتم نشر الكثير منها في المجلات الطبية. نقوم حاليا بالعمل على دراستين في موضوع التحكم في الألم بعد عملية استبدال مفصل الركبة الكلي.
عادة نقوم بحقن الركبة بمسكنات ألم، ونقوم أيضا بتخدير العصب المغذي للركبة لتحسين تجربة المريض بعد العملية.
يشكل أول أسبوعين تحديا كبيرا، ولكن بعد ذلك يتحسن الألم ووظيفة الركبة بشكل ملحوظ.
6. هل للعلاج الطبيعي دور بعد العملية؟
جميع المرضى تتم معاينتهم من قبل معالج طبيعي قبل العملية ويتم نصحهم بتمارين التقوية العضلية وهذا يساعد في التعافي ما بعد العملية.
إن من أهم الأمور بعد العملية هو العلاج الطبيعي عالي الجودة، عملية استبدال الركبة الكلي هي الإجراء الجراحي والنصف الآخر العلاج الطبيعي وإنه لا يجب أن يتوقع المريض نتيجة جيدة بعد الإجراء الجراحي إذا لم يحصل المريض على علاج طبيعي جيد.
ويبدأ العلاج الطبيعي يوم العملية، حيث يقوم المريض بالمشي خارج غرفته في اليوم الأول بعد العملية، وصعود السلالم بمساعدة المعالج الطبيعي في اليوم الثاني بعد العملية، حوالي 40 إلى 50 بالمئة من المرضى يتم ترخيصهم من المستشفى في اليوم الثاني.
جميع أعضاء الفريق الطبي لعملية استبدال المفاصل بمستشفى الملك حمد الجامعي من الأطباء، الممرضين، المعالجين الطبيعيين، يبذلون قصارى جهدهم لتقديم أفضل خدمة طبية لمرضانا.
معاييرنا للعمل تقارن بأفضل المؤسسات العالمية ونستمر في تقديم نتائج ممتازة بعد عملية استبدال مفصل الركبة الكلي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك