يعد أكثر ما يشغل بال المريض أو الشخص الذي يتعرض لبعض الجروح أو الحروق في جسده هو كيفية علاج تلك الآثار بالشكل التجميلي الصحيح والذي يضمن له عدم ظهورها بشكل واضح على جسده بشكل عام أو على المكان المصاب بشكل خاص. في الحوار التالي سنتعرف على الحلول مع الدكتورة نادية مطر استشاري جراحة التجميل والترميم والحروق ( بنادية كلينيك) الحاصلة على البورد العربي في الجراحة وعضو الكلية الملكية للجراحين الايرلندية، الزمالة الفرنسية في جراحة التجميل.
آثار الجروح والندوب كيف تؤثر على المرضى؟
الجروح والخدوش شيء شائع الحدوث للأطفال والبالغين وتترك أثرا أو ندبا، بعضها واضح وأحيانا تشوه غير مقبول. وتعرف بأنها هي قدرة الجسم للحفاظ على خلاياه بعد التعرض لجرح وهي عملية طبيعية للالتئام ويتم إفراز مادة الكولاجين لإصلاح المنطقة المتضررة، ويمر بمراحل مختلفة تبدأ من 21 يوما إلى سنتين ولذلك نلاحظ تغيرا في شكل ولون الأثر مع الوقت.
أكثر ما يشغل بال الشخص الذي يتعرض لجرح في جسده نتيجة عملية جراحية أو إصابة هو كيفية علاج أثر الجرح بطرق العلاج الصحيحة، هناك عوامل كثيرة تؤثر على وضوح الأثر بعد التئام الجرح منها عمق الجرح وطريقة علاجه.
فبالنسبة إلى الجروح السطحية أو العميقة يجب علاجها عند المختصين، فالعلاجات المنزلية أو الشعبية لها تأثير سلبي على الأثر، فالبعض يلجأ إلى وضع مواد طبيعية لكنها تسبب تهيجا في الجرح وعدم الالتئام بشكل صحيح وبالتالي أثر غير مقبول.
أما الأثر نتيجة العمليات الجراحية فالعوامل المؤثرة هي طريقة الخياطة والخيوط المستخدمة من قبل الجراح، طبيعة جلد المريض، درجة الإصابة ومنطقة الجرح في الجسم، التهاب الجرح والحالة الصحية والفئة العمرية وطبعا خبرة الجراح المعالج.
كيف لنا أن نمحو أثر علاج الجروح أو الندوب؟
علاج الأثر أو الندب ينقسم إلى علاج جراحي وغير جراحي يحدده جراح التجميل المعالج فليس هناك بروتوكول محدد يناسب جميع الحالات .
يتم تقييم الحالة وأخذ تفاصيل الإصابة أو العملية الجراحية، ثم وضع خطة متكاملة للعلاج والأخذ بالاعتبار إذا كانت الندبة حديثة أو قديمة، بالنسبة إلى الندب الحديثة يفضل فيها العلاج غير الجراحي مثل لزقة أو كريم السليكون وعدم تعرض الجرح لأشعة الشمس المباشرة والالتزام بوضع واقي الشمس.
أما الندب البارزة فالإبر الكورتيزون الموضعية بتركيز ومدة معينة تعطي نتائج مرضية لغالبية المرضى.
يمكن استخدام الليزر في حالات معينة مثل الندب المسطحة مع الحذر من احتمالية الإصابة بالحروق عند إجرائه من قبل غير المتخصصين في المجال .
بعض الجروح تحدث في أماكن حساسة في الجسم مثل الوجه أو المفاصل فتترك ندبا بارزة وتشوها واضحا فيها قد يؤثر على وظيفة العضلات وبالتالي تؤثر على الحركة فيتم التدخل بعملية تجميلية ترميمية وتكون ضرورية.
وفي بعض الحالات قد نحتاج الى حقن الدهون الذاتية في حالات depressed scar وخاصة في الوجه لتخفيف الأثر واعادة تناسق الوجه.
هناك علاجات يتم الترويج لها في وسائل التواصل الاجتماعي كعلاج لآثار الجروح مثل إبر البلازما أو حمض الهيريونك وغيره، هذه العلاجات ذات فاعلية محدودة في علاج أثر الجروح وقد تكون لها فاعلية فقط في تحسين آثار البثور.
يعتقد الناس أن جراح التجميل يمكنه إخفاء الأثر لكن الحقيقة هي أنه يمكنه تحويل الأثر المشوه غير المقبول إلى ما هو مقبول.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك