كتبت- زينب إسماعيل
إثر تأسيس وزارة منفصلة للقطاع السياحي -لأول مرة في تاريخ البحرين- تترأسها سيدة بحرينية شابة، أكد خبراء في المجال السياحي على أن "تخصيص وزيرة تتولى مهام السياحة سيمنحها التفرغ التام لتكثيف حركة النشاط السياحي في البلاد واستقطاب أعداد أكثر من حيث الزوار مما يسهم في رفع مساهمة السياحة في الناتج الإجمالي المحلي.
وتحدث المختصون عن نواقص القطاع المتمثلة في البحث عن سبل جديدة تستقطب سياح من فئات عمرية مختلفة عبر تطوير المواقع السياحية بما فيها التراثية والترفيهية وتكاتف جهود الجهات المسئولة بهذا الخصوص ورفع حجم الترويج للمواقع التاريخية، الذي بدوره يستقطب سواح ذوي اهتمامات خاصة.
كما أكد الخبراء على أن جلوس الخبراء بين الفينة والأخرى هو ضرورة بإعتبار أن هذا القطاع مرن من حيث التعامل معه ومتغير كلما مر الزمان.
أثر إيجابي
أكد رئيس جمعية مكاتب السفر والسياحة البحرينية، جهاد الأمين أن منح القطاع السياحي وزارة منفصلة ووزير متفرغ يؤسس لدعم الجهود التي تم العمل عليها خلال السنوات الماضية، وسيفتح المجال لرفع حجم الإنجازات وفتح الباب لمزيد من العمل.
وقال إن تعيين وزيرة شاركت في وضع الاستراتيجية الخاصة بالسياحة ويتم توليتها مهام تنفيذها له الأثر الإيجابي في دفع عجلة تنمية القطاع وتحقيق الأهداف المرجوة التي تسعى إلى رفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي، وأضاف "نتطلع للعمل معها في المستقبل للدفع بأهداف الاستراتيجية السياحية وتطويرها وفق احتياجات القطاع.
وأشار أمين إلى تطلعات القطاع المتمثلة في حاجته لتنظيم عمله مع القطاعات التي تتعاون معها بشكل أكبر، عبر تطوير المناطق السياحية، وأبرزها سوق المنامة الذي يعتبر وجهة سياحية متخصصة في عرض الثقافة البحرينية القديمة وتاريخ البحرين الاقتصادي، إلى جانب تطوير مجمع 338 في منطقة العدلية وتنظيمه من حيث تنويع المنتج السياحي ليخدم كافة الفئات العمرية للأسر، حيث يحتاج - على سبيل المثال- إلى برامج ترفيهية للأطفال.
وتحدث عن ترويج أكبر للمواقع التاريخية والتراثية، والذي يترتب من خلال التعاون الوثيق ما بين هيئة البحرين للسياحة والمعارض وهيئة البحرين للثقافة والآثار، إذ ان سياحة التاريخ والمتاحف لها سوق متخصص.
وبين رئيس جمعية مكاتب السفر والسياحة البحرينية أن القطاع الفندقي نشيط في المملكة، موضحا أن العديد من الفنادق تم جدولة افتتاحها خلال 2022 و2023، وستضم غرف فندقية من فئة 4 و5 نجوم.
وتطرق جهاد الأمين إلى سوق الطيران الذي تهتم به الجهات المسئولة في البحرين، ولكن يتطلب تشجيع شركات الطيران للتوقف في البلاد، فكلما زاد عدد الخطوط الجوية العاملة على أرض المطار زادت حركة السياح، وهذه الزيادة تتطلب رفع حجم البرامج التسويقية التي تستقطب الزوار، وهو بدوره ما سيؤثر على قرارات شركات الطيران في حال ارتفاع الطلب.
وتابع بالقول هيئة السياحة والمعارض مجتهدة في تعيين مكاتب تسويقية خارج المملكة، ولكن نحن بحاجة لبرامج تستهدف الوصول المباشر للمسافر واستثارة فضوله لاستكشاف المملكة سواء رقميا أو إعلاميا.
5 سنوات فقط
قال رئيس أصدقاء دلمون المرشدين السياحيين بجمعية تاريخ وآثار البحرين، ميرزا النشيط إن البحرين تتمتع بإمكانيات سياحية تحتاج لمزيد من الاستثمار فيها، حيث تضم حضارات متعاقبة وبيوت تراثية وحرف تقليدية مازالت تمارس ليومنا هذا، وهو ما يتطلع له السياح الأجانب اليوم. وأضاف "هذه الإمكانيات يمكن استغلالها من خلال خطط واستراتيجيات تنفذ على أرض الواقع بتكاتف جميع الجهات الرسمية المعنية.
ولفت إلى أن استراتيجية السياحة الجديدة تغطي 5 سنوات فقط، ونحن بحاجة لرفع عدد سنوات التغطية بملا يتلائم مع رؤية 2030 عبر استغلال التاريخ والبحر (مصدر اللؤلؤ) والثقافة والانسان البحريني.
وأردف قائلا تعاون القطاع الخاص والأهلي (جمعيات سياحية) عبر شراكة حقيقية يسهم أيضا في رفع الحركة السياحية، سواء من خلال الأنشطة والمشاريع وتقديم الخدمات السياحية للزوار.
مسألة وقت
أكد الخبير السياحي، حميد الحلواجي أن قرار تأسيس وزارة منفصلة للسياحة في البحرين يصب في صالح القطاع السياحي خلال المراحل المستقبلية المقبلة، فهو قد لا يكون ذو تأثير آني بل يحتاج وقت للوصول إلى الغايات المنشودة.
وذكر صاحب مكتب استشاري، وعمل في القطاع الفندقي لأكثر من 40 عام، الحلواجي أن الوصول إلى الطريق الصحيح والأفضل هو مسألة وقت. ولفت إلى أن تخصيص وزارة منفصلة للقطاع السياحي يقلل الضغط على الوزير المسئول، ويفرغه بشكل تام لتولي المسئوليات تطوير اقتصاد البلد السياحي.
وقال الحلواجي إن القطاع الفندقي بحاجة ماسة أكبر للالتفات من خلال العمل المتضامن ما بين وزارة السياحة وملاك الفنادق، والذي يضم أكثر من 300 فندق، مبينا أن الطريقة الصحيحة ستسهم في رفع مساهمة القطاع الفندقي في مدخول هيئة تنظيم سوق العمل.
واعتبر الحلواجي أن استراتيجية القطاع السياحي التي أعلن عنها قبل 6 أشهر تعتبر الأفضل من حيث تعافي القطاع السياحي والفندقي مرة أخرى، ولكن بقى أسلوب تنفيذ تلك الاستراتيجية على أرض الواقع، وهذا يحتاج مسئولين متخصصين في القطاع السياحي من المواطنين او الأجانب، والاستفادة من خبراتهم المؤهلة. وأوضح أن إمارة دبي استعانت بخبراء لتنفيذ استراتجيتها السياحية قبل نحو 20-25 عاما.
وشدد على أن "العمل المتكامل ما بين كافة الأطراف بات ضرورة ملحة، على إعتبار أن القطاع السياحي بحاجة إلى نطاق عمل مرن يتضمن "الأخذ والعطاء" وجلوس الخبراء على طاولة الحوار ما بين الفينة والأخرى من أجل التجهيز لأي إغلاق مرتقب خلال المراحل القادمة.
وأضاف الحلواجي أن البحرين تعتمد بنسبة 65-75% على الزوار القادمين من جسر الملك فهد، منوها إلى أن الاشتغال يجب أن يتركز في استقطاب زوار الجسر حتى خلال أيام الأسبوع وليس فقط في عطلة نهاية الأسبوع عبر تكثيف حملات الترويج للمواقع السياحية، فهي فرصة لرفع نسب إشغال الفنادق المطلة على البحر، والتي تعاني أساسا من ضعف الإشغال خلال أيام الأسبوع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك