الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
أشجار «النيم».. وكارتون «اللوز البحريني»
حسنا فعلت أمانة العاصمة، وضمن المبادرة الوطنية للتشجير، في زراعة (1300) من «أشجار النيم»، والتي تسمى «صيدلية القرية»، من أجل تشجير محطات الصرف الصحي، نظرا إلى دورها الفاعل في طرد الحشرات والذباب والبعوض.. علما بأن عشبة النيم وأوراقها وثمرتها تستخدم في صنع الأدوية والعقاقير، والمبيدات الحشرية، وهي علاج فعال لتسوس الأسنان، كما تدخل في صناعة مستحضرات التجميل، وتنقية الهواء، وامتصاص الغازات السامة، وغيرها من الفوائد الكثيرة.
دول عديدة لجأت إلى زراعة «أشجار النيم»، وخاصة التي تشهد فيها الحرارة ارتفاعا ملحوظا، تصل إلى 40 درجة مئوية وأكثر، وبعض الدول مثل الهند نجحت في أن تستخلص من «أشجار النيم» وقودا يصلح لتشغيل محركات السيارات.. وفي إمارة دبي يتم توزيع أشتال «النيم» على الراغبين في زراعتها مجانا، ويتم استخدام مستخلصات «النيم» لغرض مكافحة الحشرات والديدان القارضة، كما أن هناك برنامجا متقدما لمكافحة الآفات الزراعية باستخدام منتجات «النيم» تم اعتماده في بلدية دبي.
ويبقى من اللازم كذلك الإشارة إلى أن أشجار «النيم» لها أضرار، حيث إن تناولها لفترة طويلة يمكن أن يتلف الكبد والكلى، كما يوصي الأطباء وأهل الاختصاص بأهمية توخي الحذر عند الأطفال والنساء الحوامل.
مثل هذه التجارب والمعلومات يجب الاستفادة منها، كي لا نركز على جانب واحد من فوائدها، وهو طرد الحشرات فقط، فيما نهمل فوائد أو أضرارا أخرى لشجرة «النيم»، وقد ندخل بعد ذلك في تحول الأمر إلى تجارة زراعية، تكون مجرد (هبة وموضة)، ثم يتم التراجع عنها وإهمالها، شأنها شأن العديد من الأمور التي تبدأ نشطة، ثم تدخل في البيات الصيفي المزمن.
على أن الأمر الواجب التأكيد عليه والإشارة إليه هو حاجة المجتمع إلى زراعة أشجار تكون ذات فوائد غذائية واقتصادية، وترتبط بمعيشة الناس، وذات علاقة بثقافة وهوية وتاريخ وطبيعة البلاد.. كالنخلة واللوز والكنار، وغيرها من الثمار البحرينية.
وحيث إن الشيء بالشيء يذكر، فإن الحملة الوطنية للتشجير، والتي تحمل شعار «دُمتِ خضراء»، تقوم بجهود كبيرة ومتواصلة ومستمرة، في توزيع الشتلات وزراعة الأشجار بالتعاون مع الجهات الداعمة، والجميل في الأمر أن الحملة تركز كذلك خلال التوزيع والتشجير على نوعية الأشجار المرتبطة بهوية وثقافة وتاريخ مملكة البحرين، والصالحة للزراعة في الأجواء المحلية، والنافعة من الناحية الغذائية والجمالية والبيئية كذلك.
ويستوجب منا الأمر هنا شكر وتقدير المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، على دعم سياسات واستراتيجيات التنمية الزراعية في البلاد، وقد ساهمت في ارتفاع ملحوظ للمساحات الزراعية، ونتمنى أن يتم إشراكها حتى في مسألة تشجير الشوارع العامة والطرق السريعة، حيث يلاحظ اليوم الحاجة الماسة إلى تطوير تشجير الشوارع العامة والطرقات، ولربما كانت الناحية الزراعية والجمالية مفقودة بشكل كبير، مقارنة بشوارع العديد من دول المنطقة، حينما يزورها الناس ويتمنون أن يروا مثلها في شوارع بلادنا، حيث يبدأ بتزيين بعض الشوارع العامة وزرع الورود والأشجار الخضراء لحظة افتتاح الشارع، أو عند زيارة أي مسؤول، ثم ما تلبث أن ينقلب لونها إلى الأصفر وتبهت وتذبل..!!
واليوم لدينا وزارة للبلديات والزراعة، ووزارة للبيئة، ووزارة للتنمية المستدامة، وجهات عديدة تعنى بالشؤون الزراعية والبيئية.. ومن الأهمية بمكان أن تتضافر جهود الوزارات والجهات مع المبادرة والحملة الوطنية للتشجير وتنمية القطاع الزراعي.. لدعم زراعة شجرة «النيم»، وكذلك زراعة كل ما هو مفيد للوطن والمواطن والأمن الغذائي.. وإلا فمنذ متى كان سعر كارتون اللوز البحريني 4 دنانير..؟؟
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك