كتب رئيسُ التحرير الأستاذُ أنور عبدالرحمن مقالًا مهمًا عن الصحافةِ والحرية، ولقد استوقفني هذا المقالُ كثيرا لأنه جاء تعبيرًا عن حاضرِ ومستقبلِ الصحافة الوطنية وكيفية تطويرها حتى ترتقي إلى الطموحاتِ المنتظرةِ منها والدور المنوط بها من جانب القراء، هذا ما نواجهه كل يوم تقريبا سواء كانت صحفا أو مجلات أسبوعية أو جرائد يومية أو مجلات شهرية يحررها أسماء بارزة من الكتاب والصحفيين، ولكن كما أوضح الأستاذ أنور فإن للصحافة في يومنا هذا متطلبات وشروطا وأسسا يجب أن تتوفر وأن تكون لها أيضا قاعدةٌ صلبة، ولقد كان رئيسُ التحرير صادقًا حينما قال، «إن أغلب المسؤولين يعزفون عن التعامل مع الصحافة ويرفضون إمداد الصحف بأي معلومات تتعلق بمسؤولياتهم ومجال عملهم»، أستطيع هنا أن أشاطره الرأي في مقاله بل ومعي القراء.
وهنا نسأل لماذا إذن إصدار الصحف وكيف تحقق أهدافها ورسالتها؟ أليست الصحافة من علامات التطور والنهوض الثقافي؟
إن الربح الحقيقي الذي يأمل القارئ فيه وأعني به المواطن أولا، هو أن يرى صحافتنا حققت ما ترنو إليه فكرا وتنويرا وهذا كله مرتبط بالوطن في قضاياه وتطلعاته، وأذهب مرة أخرى إلى مقال الأستاذ الموقر رئيس التحرير، إن الأمر المهم ضرورة عدم التضييق على الصحافة، إن الصحافة مطالبة الآن أن تتبنى الكلمة الجادة والمسؤولة، وأن المطلوب أيضا ألا تبتعد صحفنا عن الكلمة الجادة بكل ما يتعلق بهموم المواطن وقضاياه وفكره حتى تبقى الكلمة الصادقة، ولا يخفى على أحد أن كل الصحف في وطننا البحرين، لها حرية الرأي والرأي الآخر ومن الجميل وبكل التواضع أنه لم يتحدث في مقاله القيم عن الأزمة المالية التي تواجه الصحف المحلية وتعرقل أي عملية للتطوير، ولكنه وبكل ثبات كانت وجهة نظره هو التركيز على حرية الصحافة، وقد أحسن التعبير بقوله: «إن حرية الصحافة هي في جوهرها انعكاس وتجسيد للحرية في المجتمع بصفة عامة» من هنا لابد من وقفة شجاعة نشاطر بها رئيس التحرير مشاعره وفكره من خلال ما بينه مقاله في كل ما من شأنه عدم إعاقة حركة الصحافة، وإذا كانت الأغلبية الساحقة من المسؤولين لا يقبلون النقد من أي نوع وعلى أي مستوى ولا يتحملونه، نقول لهم بكل الصدق: إن الصحافة حين توجه نقدا موضوعيا، فإنها لا تقلل من شأن أحد أو من جهده أو عمله وإنما تقصد كل صالح لهذا الوطن، و يبقى السؤال الأهم، هو الوعي بضرورة تطور المجتمع لمواكبة المجتمعات المتقدمة.
ومسك الختام.. اخترت ما كتبه الأستاذ أنور في آخر المقال بقوله: «الأمر المهم جدا الذي يجب أن يكون الجميع على وعي به، وأولهم المسؤولون والمؤسسات الرسمية، أن صحافة البحرين هي صحافة وطنية ومسؤولة وليست كالصحافة الغربية التي في أحيان كثيرة لا تقيم وزنا ولا اعتبارا للقيم والأخلاق والمصالح الوطنية، إن صحافة البحرين دافعت عن الوطن قيادة وشعبا في أصعب الاوقات ولم تتخل عنه قيد أنملة، هذه صحافة البحرين الوطنية التي تستحق أقصى مساحات الحرية والتعبير».
والحقيقة أن التعامل مع كل تلك الأفكار والآراء التي طرحها المقال يجب أن يتم من خلال صياغة منهج يستهدف خير الوطن والمواطن.
إن المبادئ التي جاءت في مقال رئيس التحرير هي في الأصل آراء حتى لو اختلف البعض بشأنها فإن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ولكن لا يمكن تجاهلها، وإذا كانت هناك من ملاحظة فإن من المعاني الصادقة الجميلة التي جاءت في المقال قوله هذه العبارة: (إن الصحافة حين توجه نقدا فإنها لا تقلل من شأن أحد سواء في عمله أو جهده).. فكل التحايا والتقدير لكل كلمة جاءت في مقال رئيس التحرير وفعلا نعم ما كتبت.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك