هوامش

عبدالله الأيوبي
ayoobi99@gmail.com
«الثقافة والآثار».. نجاحات متواصلة
ضمن موقع مسار اللؤلؤ المسجّل على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، دشنت هيئة البحرين للثقافة والآثار مؤخرا أحدث مشاريعها وهي مواقف السيارات متعددة الطوابق، وهو بمثابة تحفة معمارية تليق بقيمة المكان الذي خصص من أجل خدمة زواره إلى جانب سكان المنطقة، حيث تعد هذه المواقف واحدة من أصل أربعة مواقف ستكون ضمن المشروع والتي من المقرر، حسب الخطة الموضوعة الانتهاء من تشييد المواقف الثلاثة المتبقية ما بين نهاية العام الحالي وبداية عام 2023م، وبافتتاح هذا المشروع الخدماتي المهم تكون هيئة الثقافة قد خطت خطوة نوعية أخرى على طريق إعادة الروح إلى هذا الموقع التاريخي الذي يحكي محتوى صفحات مهمة من تاريخ النشاط الاقتصادي لجزيرة المحرق والبحرين بشكل عام.
مسار اللؤلؤ أدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2012 وجاء بعد إدراج المنظمة لقلعة البحرين على نفس القائمة عام 2007، ثم في عام 2019 أدرجت اليونسكو مدافن عالي على نفس القائمة التراثية، وهي كلها نجاحات وإنجازات تسجل للجهود التي تقوم بها هيئة البحرين للثقافة والآثار تحت قيادة رئيستها الشيخة مي بنت محمد آل خليفة التي أخذت على عاتقها هذا العبء الثقيل واعتبرته جزءا من الواجب الوطني الذي يجب أن يحظى بمثل هذا الاهتمام والمتابعة، باعتبار أن مثل هذه النجاحات وهذه الإنجازات تدخل في رصيد نجاحات وإنجازات مملكة البحرين.
مواقف السيارات متعددة الطوابق على مسار اللؤلؤ ليست سوى حلقة واحدة من عدة حلقات لهذا المشروع الوطني التراثي والتاريخي العام، وهو مشروع مهم جدا وبقدر ما أن إنجازه يحتاج إلى جهود كبيرة فإنه يحتاج أيضا إلى تغذية مالية ومادية لا يستهان بحجمها، فجزء من هذا المشروع يتعلق بإعادة الروح إلى أمكنة تختزن بين جدرانها وطرقاتها جزءا أصيلا من تاريخ أبناء جزر البحرين، وجزيرة المحرق بالدرجة الأولى، كونه شاهدا على حقبة تاريخية مهمة لهذه الجزر وأبنائها.
فمشروع مسار اللؤلؤ الذي يمتد إلى مسافة تزيد على الثلاثة كيلومترات، يعد بحق واحدا من أهم المشاريع التي أخذت هيئة الثقافة على عاتقها مسؤولية ومهمة حملها وإنجازها، ورغم الصعوبات ذات الأوجه المختلفة، فإن ما تحقق حتى الآن يؤكد أن المشروع يسير على الطريق الصحيح والناجح، رغم ما يحتاجه من جهود جبارة، فالأمر يتعلق بإعادة الذاكرة والحياة أيضا إلى سلسلة من المباني التراثية والتاريخية يصل عددها إلى خمسة عشر مبنى وموقعا حيث تشمل عددا من مصائد اللؤلؤ الشاسعة على جانب تسعة مجمّعات عمرانية تاريخية.
مسار اللؤلؤ ليس سوى حلقة واحدة في سلسلة طويلة من النجاحات التي استطاعت هيئة البحرين للثقافة والآثار إنجازها منذ أن تولت مي الخليفة مسؤولية حمل مهامها على عاتقها، وهذه النجاحات ترجمة عملية للعزيمة والإصرار على النجاح رغم الصعوبات، جهود الهيئة وعملها ينطبق عليها المثل الياباني القائل إن «رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة»، كانت الخطوة الأولى بالنسبة إلى الهيئة هي الإيمان بالقدرة على تقديم الصورة والمكانة التي يليق بها إرث البحرين وكنوزها التاريخية وقناعة المسؤولين عن قيادة هذا المشروع في القدرة على إعادة الروح إلى أماكن البحرين التاريخية والأثرية، وهو ما تجسد فعلا، على سبيل المثال لا الحصر، في الأماكن الثلاثة التي وضعتها (اليونسكو) على قائمتها للتراث العالمي.
منذ أن وضعت هيئة البحرين للثقافة والآثار اللبنة الأولى لمشروع «مسار اللؤلؤ»، واللبنة المعنية هنا هي فكرة إحياء هذا المكان التاريخي المهم، منذ تلك الفكرة، كانت هناك قناعة راسخة بأن هذا المشروع سيصل إلى محطته النهائية، هذه القناعة تستند إلى تجارب سابقة للهيئة في أماكن ومشاريع أخرى، أغلبها، إن لم نقل جميعها، تكللت بالنجاح رغم كل الصعوبات، المالية منها بالدرجة الأولى، ومع ذلك فإن قائمة الأفكار والمشاريع التي تسعى الهيئة إلى تنفيذها هي قائمة طويلة، وتحتاج إلى وقت وجهود وإمكانيات ربما أكبر من طاقة الهيئة في الوقت الراهن.
ليست الأماكن الثلاثة التي نجحت الهيئة في وضعها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، هي وحدها الشواهد التي تترجم على أرض الواقع تلك الجهود التي تقوم بها الهيئة من أجل حفظ تراث وتاريخ وكنوز البحرين الأثرية، فهناك في الكثير من أماكن البحرين، مدن وقرى، تقف شواهد على هذه الجهود وتؤكد هذه النجاحات، وليس مبالغة القول إن الهيئة تقود بكفاءة واقتدار مشروعا وطنيا كبيرا جدا، من شأن النجاحات التي تتحقق خلال تنفيذه، أن تعزز من مكانة البحرين على المستويين الإقليمي والدولي، فهذه المكانة يمكن تلمس معالمها من خلال الاهتمام الذي توليه العديد من المنظمات الإقليمية والدولية بالأفكار والمشاريع التي تطرحها الهيئة في المحافل الدولية المختلفة.
إقرأ أيضا لـ"عبدالله الأيوبي"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك