عاشوا سنوات طويلة من المعاناة والألم وتشتت شقيقاتها الثلاث
على مدار سنوات حاولت الحصول على معلومات حول والدتها دون جدوى.. والقنصلية البحرينية في الهند مدت يد العون
وتواصل حديثها: (بعد خلافات زوجية بين والدي ووالدتي بعد تسع سنوات من الزواج وبالتحديد في عام 1994, وهو العام الذي انجبت فيه والدتي شقيقتي الصغرى، قرر والدي الطلاق وبذلك أخذت والدتي حضانة شقيقتي الرضيعة آنذاك وعادت إلى موطنها في الهند منذ ذلك العام.
وبعد ذلك وبسبب ظروف والدي مع المرض قررت أسرة والدي توزيعنا نحن الشقيقات الثلاث على أخوة والدي لتربيتنا بشرط أن يلتزم والدي بمسؤولية مصروفنا الشهري، والتزاماتنا كافة، فيما أخذت والدتي شقيقتنا الرابعة وهي رضيعة آنذاك معها إلى الهند.
وأشارت إلى أن المعاناة بدأت منذ ذلك العام، حيث تشتت الأسرة ما بين الهند التي ذهبت إليها والدتها مع شقيقتها الصغرى، وما بين المملكة العربية السعودية بسبب أن جدتها التي تعيش هناك قررت تربية إحدى شقيقاتها، وما بين البحرين التي بقي فيها والدها وشقيقتها الأخرى.
وتقول: منذ ذلك الحين ونحن نعيش في معاناة وألم منذ طفولتنا بسبب أنني أعيش في منزل عمي، وأختي تعيش في منزل عمي الآخر، ووالدي يعيش في منزل جدي، وتواصل: عشت أياما صعبة، فلم ألقى معاملة حسنة، وحرمت من أن أعيش طفولتي، بل وكانت سنوات صعبة لا أرغب في أن أتذكرها، وفي ذلك الوقت حرمنا من التواصل مع والدتي بسبب رغبة أسرة والدي لأسباب لا نعلمها حتى هذا اليوم.
وتواصل حديثها: بعد 5 سنوات قررت أسرة والدي أن يتزوج والدي مجددا من سيدة بحرينية حتى تُكمل تربيتنا ونعود لمنزل الأسرة، ومنذ ذلك الحين اجتمعنا مجددا مع والدي وزوجته وشقيقتي، فيما بقيت شقيقتي الأخرى عند جدي في السعودية، واستمر الحال سنوات حتى قرر والدي الطلاق مجددا، إلا أننا قررنا البقاء هذه المرة مع والدنا رغم ظروف مرضه.
وتؤكد أنها منذ ذلك الوقت قررت البحث عن والدتها من خلال شتى الطرق، فلجأت إلى العاملات الهنديات في إحدى مناطق المحرق واللاتي تعتقد أنهن يملكن معلومات حول والدتها وخصوصا أنهم من المنطقة ذاتها التي تعيش فيها والدتها في حيدر آباد، إلا أنهم لم يعطوها أي معلومات بسبب تخوفهم من أسرة والدهم بسبب تحذيرهم المتكرر للجميع في المنطقة بعدم الافصاح عن اي معلومات عن والدتهم.
وتبين أنها لم تيأس لحظة واحدة، واستمرت في البحث عن طريق مواقع التواصل والسؤال عن أي معلومات عن والدتها، إلا أنها تؤكد لم يسعفها الحظ في أن تجد أي معلومة حول والدتها.
وفي العام الماضي في شهر رمضان أصيب والدها بالتهاب في عضلة القلب، وتبين أن العلاجات معدومة ودخل على إثرها الى المستشفى، وفي الوقت ذاته بينت أنها لجأت إلى القنصلية البحرينية في الهند وأرسلت ايميل تشرح فيه قصتها وأنها ترغب بالحصول على معلومات عن والدتها، لتتفاجأ برد سريع من القنصلية يطلب فيها رقم التواصل ومن ثم طلبوا جميع المعلومات والمستندات للمساعدة.
وبعد أيام من تواصلي مع القنصلية توفي والدي متأثرا بمرضه، ومع ظروف الجائحة آنذاك قررنا أن يكون العزاء عن طريق الواتساب من خلال إنشاء قروب خاص للتعزية، وبعد انتشار نبأ وفاة والدي، تواصلت صديقة والدتي التي تعيش في المحرق مع والدتي في الهند لتخبرها أن زوجها السابق قد توفي، وأن أبناءه قد أنشأوا قروبا خاصا للتعزية، فطلبت والدتها رقم التواصل مباشرة للتواصل مع ابنتها.
وفي ذات اليوم من وفاة والدها تواصلت والدتها في المساء هاتفيا مع ابنتها بعد فراق دام 27 عاما، لتعود والدتها في أكتوبر من العام 2021 ويلتم شمل العائلة مجددا بعد جهود كبيرة من القنصلية البحرينية في الهند من خلال تجديد جوازها واستكمال جميع الاجراءات اللازمة عن طريق نائب القنصل حمد والموظفة أسماء بوصفر.
وبينت أن والدتها عادت مجددا إلى الهند في ديسمبر من نفس العام بسبب عدم الموافقة على تجديد الإقامة دون توضيح الأسباب، إلا أنها أكدت أنها تشعر براحة نفسية كبيرة بعد العثور على والدتها وشقيقتها الصغرى، مع الأمل أن تعود والدتها مجددا الى البحرين وأن تستقر هنا.
وفي ختام حديثها أكدت الفتاة أنها من خريجي بكالوريوس الحقوق بامتياز مع مرتبة الشرف، إلا أنها عاطلة عن العمل فيما تعمل أختها الأخرى في وظيفة بسيطة وبراتب بسيط مع ديون بنكية، مناشدة الجهات المعنية بداية من مكتب سمو ولي العهد رئيس الوزراء والمجلس الأعلى للمرأة أن ينظروا في حالتهم الانسانية من خلال توفير وظيفة لائقة لها ليتمكنوا من العيش الكريم، علما بأن لديها طلب توظيف في ديوان الخدمة المدنية منذ عام ٢٠١٦.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك