مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن
محمد بن زايد .. موقف تاريخي مشهود
سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة زعيم عربي له مواقف تاريخية كثيرة مشهودة في الدفاع عن المصالح والقضايا العربية وفي الوقوف بجانب الدول العربية في المواقف الصعبة.
في الأيام الماضية وبمناسبة انتخاب سموه رئيسا للإمارات أعاد الكثيرون على مواقع التواصل والمواقع الإخبارية التذكير بواحد من أهم المواقف التاريخية المشهودة للشيخ محمد بن زايد، وهو موقف سجله الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في كتابه الذي صدر قبل نحو عامين، ويستحق أن نعيد تسجيله.
حدث هذا في عام 2011 في أثناء أحداث ما سمي «الربيع العربي».
نعلم جميعا الموقف المتآمر المشبوه الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي أوباما في ذلك الوقت مما جرى في مصر والبحرين بالذات. إدارة أوباما تدخلت لإجبار الرئيس المصري حسني مبارك على التنحي وانحازت إلى جماعة الإخوان المسلمين. وحين شهدت البحرين أحداث التمرد الطائفي انحازت إدارة أوباما إلى القوى الانقلابية الطائفية ودعمتها بكل السبل.
في ظل هذا الوضع الخطير الذي عاشته الدول العربية يروي أوباما في كتابه تفاصيل ما جرى في مكالمة هاتفية مع الشيخ محمد بن زايد. وبحسب التفاصيل التي رواها أوباما نفسه، فإن ما سمعه كان موقفا تاريخيا بحق.
الشيخ محمد بن زايد وجه لأوباما مباشرة انتقادات حادة عنيفة بسبب مواقفه هو وإدارته وخصوصا من الأحداث التي تجري في مصر والبحرين، وحذره بشدة من النتائج الخطيرة لوقوف أمريكا بجانب الإخوان المسلمين، وأن موقف أمريكا سوف يؤثر بالسلب على كل الدول العربية.
أوباما يصف ما سمعه من الشيخ محمد بن زايد بالقول: «لم ينمق الكلمات... كان صوته هادئا وأدركت أنه لم يكن طلبا للمساعدة بقدر ما كان تحذيرا». ويصف أوباما الشيخ محمد بن زايد بأنه «شاب محنك، وربما من أذكى الزعماء في الخليج».
والشيخ محمد بن زايد لم يقف عند حد توجيه هذا التحذير الصريح لأوباما، وإنما أبلغه مباشرة أن ما يفعله هو وإدارته «يظهر أن الولايات المتحدة ليست شريكا يمكننا الاعتماد عليه على المدى الطويل». وكانت هذه رؤية استباقية تأكدت صحتها بعد ذلك.
الذي يهمنا في هذا وما رواه أوباما في كتابه عن موقف الشيخ محمد بن زايد على هذا النحو هو أمران:
الأول: أننا بهذا الموقف إزاء زعيم عربي يمتلك الرؤية وبُعد النظر، ويمتلك الشجاعة للتعبير عن موقفه الحاسم في الوقت المناسب.
الأمر المؤكد أن ما قاله في المكالمة مع أوباما وما حذر منه كان له تأثير كبير على السياسة الأمريكية، وقد اعترف أوباما بهذا صراحة في كتابه.
الثاني: أننا في البحرين لا يمكن أبدا أن ننسى للشيخ محمد بن زايد هذا الموقف التاريخي المشهود في الوقوف مع البحرين في مواجهة المؤامرات في وقت صعب واجهت فيه البلاد مخططا طائفيا خطيرا.
هذا الوقوف بجانب البحرين ودعمها ليس بالأمر الغريب على الشيخ محمد بن زايد، فلقد ترجمه دائما بشكل عملي، وبحيث إن العلاقات بين البحرين والإمارات أصبحت نموذجا مثاليا يحتذى في علاقات الأخوة والتعاون والتكاتف والمصير الواحد.
وإننا إذ نبارك لشعب الإمارات انتخاب سمو الشيخ محمد بن زايد رئيسا للبلاد، فإننا نتمنى للشقيقة الإمارات في ظل قيادته كل التقدم والازدهار. كما أننا على ثقة تامة بأن العلاقات البحرينية الإماراتية ستشهد عهدا جديدا ممتدا من التلاحم والتكاتف لما فيه خير البلدين والشعبين.
إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك