زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
هل تحكم لها أم عليها؟
استمعوا إلى الرجل الحكيم الفيلسوف قال:
عندما رأيت زوجتي وهي تجر عربة التسوق وتتجول في السوبر ماركت لتختار مستلزمات المنزل بعناية، عرفت أن الرجل لا يساوي شيئا من دون المرأة، فللمرأة ذاكرة قوية تختزن المعلومات ومقاومة للفيروسات، وعند التسوق تخرج ما في تلافيفها من ضروريات وكماليات، وعندما رأيتها تتفقد كل منتج على حدة لتعرف تاريخ صلاحيته عرفت لماذا المرأة هي نصف المجتمع فهي تدقق في كل شيء لتطمئن على سلامة رعاياها الذين سيتناولون تلك المنتجات، وعندما رايتها تختار بعناية ما يناسب كل فرد في الأسرة من أطعمة واحتياجات، أيقنت صدقاً أن المرأة طاقة حب لا تنضب، وعندما شاهدت *فاتورة المشتريات* عند الكاشير عرفت لماذا كان كفار قريش يدفنوهن وهن أحياء؛ ويقال إنه وفي محاولة لغرس مكارم الأخلاق في عقول الصغار الذي كانوا عندها في الروضة سألتهم المدرسة: لو أدخلت يدي في جيب بنطلون أو جلباب رجل وهو نائم وأخذت منه بعض النقود، فماذا أكون؟ رد عليها الصغار بصوت واحد: تكونين زوجته.
والأدلة القاطعة على أن النساء يعشقن تكويش كل شيء كثيرة، وانظر أيها الرجل المسكين عدد قطع ملابسك وقارن نوعيتها وأثمانها بتلك التي تخص أختك أو زوجتك، سينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير، وقد تكتشف أن قطعة ملابس نسائية واحدة تساوي قيمة عشر قطع ملابس رجالية، وشخصيا فقد قررت التوقف عن الشكوى من أن زوجتي تحسب نفسها أميلدا ماركوس زوجة ديكتاتور الفلبين الهالك فرديناند ماركوس (1965-1985)، وسبحان الله صار ابنه الرئيس الجديد للفلبين قبل أيام قليلة؛ المهم إنه اتضح أن اميلدا هذه كانت يوم الإطاحة بزوجها في ثورة شعبية تملك 2000 زوج أحذية، وأم الجعافر تعشق التكويش على الأحذية وما من خزانة في البيت إلا ولها فيها تلال من الأحذية، وشكوت مرارا في مقالاتي هنا من أنها حولت خزانة كتبي إلى مجزمة، بعد أن تبرعت من وراء ظهري بكثير من كتبي إلى مكتبة ثقافية بعد أن فشلت في العثور على مكان لتخزينها.
تعالوا ننظر في هذا الأمر ببعض الجدية ونطرح السؤال: هل النساء فعلا مبذرات في أمور اللبس والهندام والحلي والحلل أم أن الأمر يتعلق بكون الملابس وأغراض الزينة النسائية أصلا باهظة الثمن؟ وهل النساء عموما أكثر ميلا من الرجال إلى الاهتمام بالمظاهر الخارجية و«الاستعراض والفشخرة»؟ أقرأ بين الحين والحين بعض محتويات مجلة «ويتش» التي تصدرها جمعية حماية المستهلك البريطانية، وكثيرا ما وجدت فيها عديد الأدلة التي تؤكد أن بعض السلع التي تخص زينة النساء تباع بأسعار باهظة مقارنة بالسلع من نفس النوعية وذات نفس المحتويات المخصصة للرجال، فكريمات ترطيب البشرة للجنسين مثلا متشابهة التراكيب في معظمها، ولكن ما يخص النساء منها يوضع في علب وقوارير وردية ويباع بأسعار أعلى من نظيراتها الرجالية
قبل نحو عشر سنوات درس اقتصاديون بريطانيون أوضاع الزوجات المتفرغات لعمل البيوت، وقالوا إن الواحدة منهن تستحق راتبا شهريا قدره 1300 جنيه (أي ما يقارب ألفي دولار أخضر شهريا) يعني قالوا إنه من الظلم اعتبار المرأة المتفرغة للبيت «عاطلة متبطلة» كما يرى بعض الرجال.
وتوصل الباحثون إلى ذلك الرقم بعد أن اكتشفوا أن متوسط ساعات عمل المرأة المتفرغة لأعمال البيت لا تقل عن 12 ساعة يوميا، وهو أمر تحرمه مواثيق العمل الدولية)؛ فهل ترى يا عنتر أن عبلتك التي تتولى الكنس والطبخ والغسل والمسح والكي وتدريس العيال وصلة الأرحام تستحق راتبا إذا كان وضعك المالي يسمح بذلك؟ أم هل تستحي على دمك ولا تعايرها بالتبذير كلما طلبت مالا لشراء شيء يخصها باعتبار أنه «حلال عليها».
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك