العلاقات المتوازنة مفتاح نجاح سياسة الإمارات الخارجية في عهد الشيخ خليفة بن زايد
تمثل الحكمة والاعتدال والحزم في المواقف الوطنية والقومية والدولية الأركان الرئيسة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في سياستها الخارجية، التي سار عليها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان منذ وصوله إلى سدة الحكم في نوفمبر 2004.
ويمكن القول ان العلاقات المتوازنة هي مفتاح السر في نجاح السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي التي أسسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولخصها في مقولته الخالدة: «إننا نسعى إلى السلام ونحترم حق الجوار، ونرعى الصديق».
وهي الرؤية الحكيمة التي انعكست في السياسة الخارجية للدولة، وسار عليها من جاء بعده، حيث حرص الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على انتهاج سياسة خارجية نشطة، تدعم مركز دولة الإمارات كعضو بارز وفعال، إقليميا وعالميا.
وأظهر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان التزامه بتعزيز العلاقات الدولية من خلال استقبال قادة من دول آسيا، وأوروبا، والدول العربية، كما قام بزيارات لدول آسيا الوسطى، لتوطيد علاقاته معها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.
وأكد رئيس الإمارات في تصريحات سابقة: «إن المكانة المرموقة والاحترام الكبير الذي تحظى به دولة الإمارات على الصعيد الخارجي هي ثمرة المبادئ الثابتة لسياستنا الخارجية التي وضع نهجها ومرتكزاتها القائد الوالد الشيخ زايد، والتي تقوم على التزام الدولة بانتمائها الخليجي والعربي والإسلامي، وحرصها على تعزيز وتوسيع دائرة صداقتها، ومراعاة حسن الجوار واحترامها سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واللجوء إلى حل النزاعات بالطرق السلمية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقوانين والمواثيق الدولية».
وحققت الدبلوماسية الإماراتية انفتاحاً واسعاً على العالم الخارجي، أثمر إقامة شراكات استراتيجية في كل المجالات مع العديد من الدول في مختلف قارات العالم، بما عزز المكانة المرموقة للدولة في المجتمع الدولي.
وحرصت في كل خطواتها على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، واحترام المواثيق والقوانين الدولية، وإقامة علاقات مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل، واعتماد نهج الاعتدال في حل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية.
وتبنت القيادة السياسية في الإمارات رؤية ذات محددات وركائز واضحة لإدارة العلاقات مع العالم الخارجي، وعمل الجهاز الدبلوماسي للدولة على التحرك انطلاقاً من هذه الرؤية، ووفق الأسس التي تقوم عليها، والثوابت التي تنطلق منها.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية أن «دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة تمكنت بفضل الله عز وجل من أن تبني قاعدة متينة من العلاقات المتميزة مع الدول الشقيقة والصديقة من خلال سياسة قائمة على التعاون البناء والمثمر».
مد جسور التواصل
وتؤمن دولة الإمارات بأن انفتاح الدول والمجتمعات على بعضها بعضا من شأنه أن يعمق أواصر الصداقة والتقارب، ويكرس الصور الإيجابية المتبادلة فيما بينها، على نحو يدعم أجواء السلام والتفاهم والحوار.
وتأكيداً لهذه الرؤية تعمل دولة الإمارات على مد جسور التواصل والانفتاح مع مختلف دول العالم، وترجمة ذلك إلى أفعال وسياسات على المستويين الداخلي والخارجي، حيث ترتبط الدولة حالياً بعلاقات دبلوماسية مع ما يقرب من 182 دولة.
وكثفت دبلوماسية الإمارات جهودها وقادت تحركاً نشطاً من أجل العمل على احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات الناشبة، سواء على صعيد المنطقة أو خارجها.
كما سخرت جميع إمكانياتها وقدراتها لرسم سياسة خارجية هادفة للدولة، واضحة وفعالة، تضعها في مصاف الدول المتقدمة على خريطة العالم، وتعكس بصورة فعالة الصورة الحضارية والمتقدمة، وسعت إلى تعزير دور وزارة الخارجية في تحقيق أهداف الدولة الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي.
وشدد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، في خطابه أمام الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2017، على أن «دولة الإمارات تؤمن بأن أولى الخطوات لإعادة الاستقرار إلى منطقتنا تكمن في حماية مكتسباتنا التنموية، وعدم السماح لأي طرف كان بعرقلة الجهود الجماعية الجادة لتحقيق السلام والاستقرار وتقويضهما، وإلا سنكتفي بإدارة الأزمات فقط وليس حلها».
نبذ العنف والتطرف
وأعربت الإمارات في أكثر من محفل دولي عن إيمانها بشكل راسخ بأهداف الأمم المتحدة، ومبادئها التي عبر عنها ميثاقها لحماية الأمن والسلم الدوليين والتعايش السلمي بين الدول، من خلال حل المنازعات الدولية بالطرق السلمية، واحترام قواعد القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وخلق مناخ ملائم للعلاقات الدولية، يقوم على أساس التسامح ونبذ العنف والاعتراف بالآخر، واحترام حقوق الإنسان والشعوب.
ودعت الدولة إلى توحيد الجهود واتخاذ موقف ثابت وصادق يرفض التطرف والإرهاب بكل أشكاله كضرورة لا بديل عنها لمواجهة هذه الآفة والقضاء عليها، ووحدة الصف العربي والإسلامي واتخاذ موقف فاعل وموحد لمحاربة الإرهاب والتصدي لجذوره الفكرية.
وتبنت الإمارات خيارا واضحا لا بديل عنه، هو الوقوف ضد الإرهاب بكل صوره وأيا كان مرتكبوه وعدم التسامح إطلاقاً مع من ينشر العنف والذعر والدمار بين الأبرياء، أو التهاون مع أي طرف يقدم يد العون والملاذ للجماعات الإرهابية.
ودعت إلى التركيز على نهج تعزيز قيم الرحمة والتسامح والتعددية بين الشعوب، وكشف الأفكار المضللة التي تنشرها الجماعات المتطرفة والإرهابية، ولا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ولقد آمنت دولة الإمارات بأن المنطقة العربية تحتاج إلى حلول سياسية شاملة للأزمات التي تعاني منها، مؤكدة أن إدارة الأزمات ليست حلاً، مؤكدة كذلك في كل منابرها حاجتنا إلى التصدي للتدخلات في الشأن العربي.
وأعطت لذلك الإمارات أهمية قصوى لجهود نشر ثقافة الاعتدال، ونبذ العنف ومكافحة التطرف بأشكاله كافة، ونددت بأشد العبارات بكل الأعمال الإرهابية التي تستهدف الشعوب وتوقع عشرات الضحايا الأبرياء.
وتعمل دولة الإمارات منذ تأسيسها على مساندة كل المساعي والجهود الدبلوماسية الممكنة من أجل احتواء بؤر التوتر والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، حيث تجدد تأكيدها باستمرار ضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك