خاطرة

عبدالرحمن فلاح
الابتسامة!
يسيء بعض المسلمين إلى الإسلام حين يصورونه على أنه عبوس دائم، أو تجهم مستمر، ويظنون -ظن السوء- أنهم بهذا الفعل يقدمون إلى الناس الإسلام «الصحيح».. بداية نريد أن نقرر حقيقة مفادها: أنه ليس هناك إسلام صحيح وإسلام غير صحيح هناك إسلام واحد، وإذا اتفقنا على هذه الحقيقة فعلينا أن نستجيب لله وللرسول إذا دعانا لما يحيينا، فنقدم جمال الإسلام ورفقه إلى الناس، وأن نعدد لهم ما فيه من محاسن، وننفي عنه ما علق به من سوء فهم أو جهل.
إن الإسلام يحرص أشد الحرص وأبلغه على أن يكون المسلم عنوانًا على الإسلام في سماحته ولينه ورفقه، فيقدم لنا القرآن الكريم ما جرى بين نبي الله موسى، ونبي الله هارون حين أرسلهما إلى فرعون وأوصاهما باللين في القول، فقال تعالى: «اذهبا إلى فرعون إنه طغى (43)فقولا له قولاً لينًا لعله يتذكر أو يخشى (44)» سورة طه.
ومعلوم أن كل قول لَيِّن حسن، وليس كل قول حسن لَيِّنا.
والقول اللين يلزمه وجه بشوش، وثغر باسم، ورفق في القول، وكل ذلك يتجلى من خلال ابتسامة تضيء الوجه، وتبسط أساريره، لهذا عَدَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طلاقة الوجه صدقة، قال صلوات ربي وسلامه عليه: «لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق». رواه الإمام مسلم في صحيحه.
وكان صلى الله عليه وسلم كثير الابتسام، حلو الحديث مع أصحابه، بل ومع الناس، حتى إنه من بساطته وتبسطه مع الناس يعدونه واحدًا منهم، حتى إن الرجل الذي لا يعرفه حين يدخل عليهم في مجلسه عليه الصلاة والسلام يسأل القوم: أيكم محمد؟!.
وكان صلى الله عليه وسلم يداعب أصحابه، ويمازحهم ولا يقول إلا حقًا، وقد نهانا صلى الله عليه وسلم عن الكذب وإن كنا مازحين.
ولقد حرم الإسلام الكذب إلا في ثلاثة مواضع وهي: كذب الزوج على زوجه، والكذب لإصلاح ذات البين، والكذب في الحرب، وأما ما عدا ذلك فقد حرم الإسلام الكذب حتى ما يطلق عليه «كذبة أبريل» من أجل ممازحة الأصدقاء أو مداعبتهم، فتروي لهم الحكاية وأنت تكذب عليهم وهم مصدقون لك.
إن في يسر الإسلام ولينه ما يغني المسلم عن الكذب ليدخل السرور والبهجة على نفوس الأهل والأصحاب، لأن المؤمن في الإسلام قد يكون جبانا أو بخيلا لكنه لا يكون كذابًا.
هذا هو الإسلام، وهذه قيمه ومبادئه في جِدِّه وهَزَلِه..
إقرأ أيضا لـ"عبدالرحمن فلاح"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك