يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
محنة المسلمين في انتخابات فرنسا
في حملة انتخابات الرئاسة الفرنسية الحالية التي يتنافس فيها ماكرون ولوبان، احتلت قضايا الإسلام والمسلمين مكانة كبيرة. الموقف من الإسلام والمسلمين وقضايا مثل الحجاب والأئمة والمساجد وأوضاع المسلمين في فرنسا عموما والموقف منها, كانت لها أولوية في الحملة الانتخابية.
واذا كان الكثيرون يعتبرون ان لوبان الأكثر تطرفا في مواقفها العدائية من الإسلام والمسلمين بحكم انتمائها الى اليمين المتطرف، حقيقة الأمر ان ماكرون ليس اقل منها تطرفا وعدائية للإسلام والمسلمين.
ماكرون هو اكثر رئيس فرنسي صدرت عنه تصريحات ومواقف عدوانية تجاه الإسلام والمسلمين، وسجله اسود في هذا المجال.
ماكرون هو الذي قال ان الاسلام «دين يعيش في ازمة». وهو الذي اعتبر ان مهمته الكبرى هي محاربة ما اسماه «تهديد الإرهاب الإسلامي». وهو الذي دافع بقوة وحرارة عنصرية عن نشر الرسوم المسيئة للرسول رغم كل الغضب الذي تفجر في العالم الإسلامي. وهو الذي اصدر القانون المسمى «قانون الانفصالية» الذي يتيح للدولة سلطات واسعة لإغلاق المساجد وتعقب الجماعات الدينية.
نريد ان نقول انه حين يتعلق الأمر بالعداء للإسلام والمسلمين بمن في ذلك المسلمون الفرنسيون ليس هناك فارق كبير بين ماكرون ولوبان. الاثنان يعتبران ان الهجوم على الإسلام والمسلمين احد مصادر القوة في حملتهما الانتخابية على اعتبار ان هذا في تقديرهما ليس موقفا لليمين والجماعات المتطرفة فقط وانما يعبر عن مزاج فرنسي عام.
لهذا يعيش المسلمون الفرنسيون محنة حقيقية في الانتخابات التي تجري جولتها الثانية اليوم، فهم عليهم ان يختاروا بين مرشحين كلاهما معاد للإسلام والمسلمين، وليس فيهما من يمكن توقع أي شيء ايجابي منه.
آسيا بلقاسم، كاتبة فرنسية مسلمة كتبت امس مقالا في صحيفة «اندبندنت» البريطانية عبرت فيه عن محنة المسلمين مع الانتخابات الفرنسية وما يعانون منه ويواجهونه من تحديات.
المقال بعنوان «الإسلاموفوبيا هي القوة الدافعة في الانتخابات الفرنسية، بالنسبة للمسلمين مثلي لا يوجد خيار».
تقول الكاتبة: «إن المواجهة بين مارين لوبان وإيمانويل ماكرون في الجولة الثانية والأخيرة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية تبدو وكأنها قد سبق ورأيناها، لكن هذه المرة حياة المسلمين معرضة للخطر أكثر مما كانت عليه في عام 2017».
وتضيف: «كثيرا ما أتساءل كيف سيكون لديهم انتخابات بدوننا؟ الأمر يتعلق بنا دائما، لكن بدوننا. نحن جزء كبير من خطاب الانتخابات الرئاسية، كما لو لم تكن هناك قضايا بطالة يجب معالجتها أو أزمة يجب إدارتها. بصفتنا محجبات، فنحن دائما الموضوع الرئيسي لمناقشاتهم، ومع ذلك لم يتم منح أي منا منصة للرد، والدفاع عن موقفنا، وشرح خيارنا، وكيف يرتبط ارتباطا وثيقا بما يسمى بـ «قيم الجمهورية الفرنسية» من الحرية والمساواة والأخوة».
وتقول الكاتبة أيضا: «ما الذي يمكن أن نتوقعه أيضا عندما يقول أحد المرشحين بفخر أن (بورقيبة رئيس الجزائر حظر الحجاب في الأماكن العامة)، والصحفي الذي لا يبدو أنه أقل دهشة من هذا البيان، يرد فقط (لكن لم يعد هذا هو الحال بعد الآن)، علما أن بورقيبة هو رئيس تونس الأسبق ولم يتخذ مثل هذا القرار في الجزائر».
الكاتبة تنهي مقالها بالقول: «كمسلمين فرنسيين، نتمنى أن نتمكن من التصويت لصالح أهون الشرين، لكننا تركنا جولة أخيرة حيث لا يوجد هذا الخيار لأن كلا المرشحين أثبتا كراهية الإسلام مرات لا تحصى. مرة أخرى، لا يسعني إلا أن أتساءل: كيف يجرون أي انتخابات بدوننا نحن المسلمين، الذين تستند إليهم حملاتهم الرئاسية بأكملها»؟
هذا اذن هو حال المسلمين الفرنسيين مع الانتخابات والمحنة التي يواجهونها.
الأمر ليس قصرا على فرنسا فقط، وانما هي محنة يعيشها المسلمون في كل الدول الأوروبية.
للحديث بقية بإذن الله.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك