وقت مستقطع

علي ميرزا
الحديد الساخن
} بدون شك مر موسم 2021-2122 للكرة الطائرة بظروف استثنائية خارجية تتعلق بكورونا وأخواتها، واتحاد اللعبة تعامل معها بحسب المتاح مرة، وعلى طريقته الخاصة مرة أخرى، وداخلية تتعلق بمستوى المنافسة، إذ الكل يعرف أن عودة النصر في هذا الموسم أعطت المنافسة طعما آخر، ولا نريد أن نذهب أكثر من ذلك، فالنتائج النهائية التي تحققت جاءت واقعية، فاز من فاز، وخسر من خسر، ولكل مجتهد نصيب، وعلى الطرف الآخر جاءت المنافسة على مستوى الدرجة الثانية مغايرة عن بقية المواسم الماضية التي كان البطل فيها معروفا مسبقا وقبل أن تبدأ المسابقة، ولكن في هذا الموسم فرضت أربعة أندية من ستة نفسها على المنافسة، وظلت هوية البطل معلقة حتى الأمتار الأخيرة.
} العمل المهني والاحترافي إن كان حاضرا يتطلب من أندية الكرة الطائرة بدرجتيها الأولى والثانية بعد انتهاء المسابقات المحلية، الضرب على الحديد وهو ساخن اليوم قبل الغد للجلوس ومناقشة كل ناد على حدة موسمه بكل هدوء وتأن، وفرز المكتسبات، والوقوف على الإيجابيات والسلبيات. ومن الضروري تسمية الأشياء بمسمياتها، ونقد الذات، ولكن بدون جلدها، ومن الضروري بمكان العمل على الإيجابيات والبناء عليها، ومسح السلبيات، ومعاهدة صادقة للنفس بعدم الرجوع إليها «السلبيات» وتكرارها، بصراحة مللنا من المواسم المكررة «كوبي أند بست» نريد فكرا جديدا، نريد اكتشافا جديدا للاعب، نريد تخطيطا مستقبليا، بدل ما تكون النتائج والبطولات هي شغلنا الشاغل، وهمنا الأكبر، حتى لو كان بعناصر انتهى عطاؤهم الرياضي الافتراضي.
} سألنا واحد من المتابعين الرياضيين، وتحديدا من محبي الكرة الطائرة عن معنى النقد ومفهومه، فقلنا له تريد المعنى المعرفي الأكاديمي، أم معناه في شكله السهل والبسيط؟ فقال: المهم أن أفهم، فقلنا له: النقد هو أن يأتي لك الناقد بمرآة ويضعها أمامك لترى إن كانت «غترتك» غير مرتبة لترتبها، أو شعرك منكوشا لتعيد تمشيطه، أو عيونك فيها احمرار لسبب من الأسباب حتى تراجع الطبيب، فقال: إذا كان النقد كما قلت فهذا شيء جميل، فقلنا له: هل ما قلناه يزعل، أو يخلي الناس تكلم نفسها؟ قال لنا: أبدا، بالعكس شيء يفرح، فقلنا له إذن لماذا الرياضيون ومن يعملون في الميدان الرياضي لا يتقبلون النقد؟ فقال لنا: ربما لا يفهمون المغزى من النقد، فقلنا له: معك حق، ورحم الله والديك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك