«الصواري» عرض مسرحية «هاراكيري» على خشبة الصالة الثقافية
ضمن احتفاله باليوبيل اللؤلؤي لتأسيسه في عام 1991 واليوم العالمي للمسرح، وتحت رعاية معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار عرض مسرح الصواري مسرحية (هاراكيري( من تأليف وإخراج: حسين عبدعلي، على خشبة الصالة الثقافية على مدى 3 أيام من يوم الثلاثاء 29 حتى يوم الخميس 31 مارس الجاري.
والمسرحية التي تستوحي أحداثها من الواقع اليومي الذي يعيشه الإنسان في ظل التسارع التقني وتغلغل التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في مفاصل الحياة اليومية وذلك من زاوية المرأة كمدخل لهذه الأحداث، هي من تمثيل: باسل حسين ودانة آل سالم ومحمود الصفار وأفنان المرباطي، سينوغرافيا: حسين عبدعلي ومحمود الصفار، إضاءة على حسين ميرزا، إدارة خشبة: علي الشعلة، متابعة الإنتاج: محمود الصفار، مساهمة فنية: حسين المبشر.
وللوقوف على آخر الاستعدادات لعرض المسرحية، كانت لنا هذه الوقفة مع فريق العمل:
قصص من واقع المتفرج
وعن هذا العمل الذي يتصدى له المخرج حسين عبدعلي كتابة وإخراجاً، يحدثنا بقوله: «(هاراكيري) هي محاولة لإعادة قراءة حالة المرأة في مجتمعاتنا، فهي تعيد تسليط الضوء على مشاكل المرأة والحالات النفسية التي تمر فيها».
ويضيف: «الجديد في المسرحية هو محاولة الاقتراب من المتفرج من خلال قصصه هو، هناك تقاطع بين القصص الموجودة في العرض نفسه والقصص المتداولة في الفترة الأخيرة حول قضايا المرأة، فضلاً عن أن هذا العرض يحاول جر وسائل التواصل الاجتماعي وزجها في داخل المسرح أو مسرحتها داخل المسرح بقصد تسليط الضوء على تأثير هذه الوسائل في حياة المرأة وحياتنا بشكل عام. في النهاية أنت تتكلم عن الإنسانية بشكل عام ولكن من خلال المرأة باعتبارها بابا واسعا للدخول إلى المعاناة الإنسانية».
وفي تعليقه عن سبب تسمية المسرحية بهذا الاسم، يشير إلى أن «اسم المسرحية هي تسمية اللحظة التي يقدم عليها محارب الساموراي على شق بطنه، فقد كان لدى اليابانيين سابقاً مراسم خاصة لمحارب الساموراي، فاقتبسنا هذه اللحظة لدى الأخير لمحاولة إسقاط هذه الحالة على أحداث قصة العرض المسرحي».
السوشيال ميديا وتأثيرها في المجتمع
وعن طبيعة الشخصية التي يؤديها في المسرحية، يحدثنا باسل حسين: «دوري في المسرحية هو أحد العمال الموجودين في الفندق، والمسرحية تتحدث عن واقع السوشيال ميديا وتأثيره على الأفراد وعلى المجتمع، وكيف من الممكن أن يغير من سلوك الفرد داخل المجتمع».
ويستطرد «شخصيتي هي دور ثانوي يساعد الشخصية الرئيسية التي تؤدي دورها الممثلة دانة آل سالم، لمقاومة الصراع الموجود داخلها، والوقوف معها ضد السوشيال ميديا التي ستؤثر عليها في اتخاذ القرارات التي دفعتها إلى المجيء إلى الفندق».
ويصف تجربته مع المخرج حسين عبدعلي بأنها «تجربة مختلفة عن المخرجين الآخرين، فهي تمتاز بمجال مفتوح في بداية البروفات والحرية في اتخاذ ما أجده مناسبا للشخصية، وطبعاً هناك التوجيهات من المخرج التي تصب في توجيهي إلى الدور».
رسالة موجهة إلى كل امرأة عربية
وتعبر الممثلة دانة آل سالم عن سعادتها بالمشاركة في هذه المسرحية بقولها: «شرف لي أن أول عمل يجمعني بأخي حسين عبدعلي، وهو مخرج وممثل مبدع من كل النواحي، فقد تعلمت الكثير عن نفسي من خلال الشخصية التي أجسدها في المسرحية، وقد أديت مسبقاً أدوار بها بعض السمات من هذه الشخصية، فدوري يتحدث عن حقوق المرأة العربية وصحتها النفسية من ناحية عامة وخاصة أيضاً».
وتعتقد دانة أنه «من المهم أن كل امرأة عربية تشاهد هذه المسرحية، لأنها تمس كل امرأة من قريب أو بعيد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال المحيطين بها، فهناك قضايا تطرح في المسرحية بشكل معاصر وتجريبي، ونتمنى أن نقدم صورة جميلة وأن نوصل القضايا والرسائل بشكل صحيح، وأن نكون عند حسن ظن أصحاب الفكرة وأصحاب القضايا ذاتهم».
شخصيات مركبة ومعقدة
وتصف الممثلة أفنان الأنصاري تجربتها الثانية في التمثيل بأنها مثيرة للاهتمام، وتقول عن دورها: «أمثل عدة شخصيات مركبة ومعقدة في المسرحية، وهي التجربة الثانية لي في مجال التمثيل، فأنا أعمل منذ فترة طويلة في المسرح كمساعد مخرج وفي الإضاءة»، مضيفة «طريقة عمل المخرج حسين عبدعلي ممتعة، فهو يشرح لنا الحالة بالضبط وأين يود بنا أن نصل في أداء الشخصية، فقد سبق أن عملت مع مخرجين ولكن طريقة حسين عبدعلي مختلفة تماماً، فهو يبسط لنا الأشياء ويوصل لنا المعلومة بطريقة صحيحة، وكل يوم نحضر فيها إلى البروفة نستمتع ويدفعنا ذلك كممثلين إلى تقديم المزيد من الجهد وعدم الاكتفاء بما وصلنا له من أداء».
شخصيات متباينة ذات تأثير واحد
أما الممثل محمود الصفار الذي يقاسم حسين عبدعلي تجاربه المسرحية منذ سنوات، فيقول: «أمثل شخصية العامل الثاني في الفندق، بالإضافة إلى أكثر من شخصية لها تأثيرات أساسية على البطلة - دانة آل سالم - بشكل عام، فالمسرحية تتحدث عن العزلة أهميتها أو تأثيرها، وفي الأدوار الثانية التي أجسدها، كأنما هي المحرك لهذه العزلة».
ويرى الصفار أنه «متكيف كثيراً مع المخرج حسين عبدعلي، على اعتبار أني عملت معه في عروض سابقة كثيرة، فأجمل ما في عملي معه أننا نفهم الفكرة معاً من أساسها، ويكون قد حدثني عنها منذ البداية قبل أن تتحول إلى نص مكتوب، وفي معظم أعمال حسين عبدعلي كنت موجوداً منذ ولادتها كفكرة، ونحن نعمل معاً نكون مدركين إلى أين نود أن نصل والتأثير الذي نود أن نتركه، أحياناً ننجح وأحياناً لا، ولكننا نبحث عن حلول لتوضيح الهدف الذي نسعى إليه».
ويختم تصريحه بالإشارة إلى أنه كممثل لديه أكثر من شخصية يجسدها في هذا العمل، فمن المهم بالنسبة إليه أن يتقنها لأن هناك اختلافا ما بين الشخصيات، فيسعى إلى تأطيرها لتكون واضحة المعالم ومؤثرة في المسرحية، مضيفاً «في حياتنا الطبيعية هذه الشخصيات تكون متباينة ولكنها في الوقت ذاته تمتزج مع بعضها البعض لتنتج التأثير ذاته مهما تعددت، فمثلاً شخصية مسئولك في العمل قد تكون هي الشخصية ذاتها لصديقك الذي يجالسك في المقهى، ويؤثر فيك التأثير ذاته، فهناك تباين ولكن النتيجة واحدة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك