يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
بناء المستقبل الوطني
حضرت يوم الخميس الماضي الحفل والمنتدى الذي أقيم بمناسبة «يوم الشراكة المجتمعية والولاء الوطني».
اللقاء كان الهدف الأساسي منه استعراض الانجازات التي حققتها الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا» بعد ثلاث سنوات من اطلاقها.
الكلمة التي القاها الفريق اول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية في بداية اللقاء كانت لها أهمية خاصة وتستحق تأمل ما جاء بها مطولا.
العنوان الرئيسي للكلمة هو «بناء المستقبل الوطني». المقصود بالطبع بناء مستقبل أفضل وأكثر قوة للدولة والمجتمع.
الوزير اعتبر ان التمسك بالهوية الوطنية وتعزيزها هو الركن الأساسي لهذا البناء. والمقصود بهذا كما قال هو ان «نهيئ لأبنائنا بيئة وطنية جامعة محافظة على ثوابتها وتقاليدها، وجبهة وكنية متماسكة».
لماذا يعتبر تعزيز الهوية الوطنية هو جوهر بناء المستقبل الوطني؟.
السبب بداية كما أشار الوزير هو التجربة التي مرت بها البحرين اذ واجهت تحديات استهدفت تماسكنا المجتمعي.
نعرف جميعا هذه التحديات الجسيمة التي واجهتها البلاد في احداث 2011 والتطورات التالية، اذ شهدت البلاد تهديدات للوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي واستهدافا للهوية الوطنية البحرينية.
على الرغم من ان البحرين تجاوزت هذه الأحداث وخرجت منها اكثر قوة، الا ان التحديات لم تنته وما زالت قائمة.
في مواجهة هذه التحديات ولبناء المستقبل الوطني يعتبر تعزيز الهوية الوطنية حجر الزاوية.. لماذا؟
لأن تعزيز الهوية الوطنية يعني ترسيخ الثوابت الوطنية الجامعة.. يعني تعزيز الولاء الوطني.
لأن تعزيز الهوية الوطنية يعني في نفس الوقت مواجهة وتحجيم أي نزعات طائفية واي ولاءات غير وطنية.
باختصار تعزيز الهوية الوطنية هو حائط الصد الأول لحماية الدولة والمجتمع وتحقيق التماسك الاجتماعي في مواجهة التحديات.
حقيقة الأمر ان تعزيز الهوية الوطنية يقع في صلب الأمن القومي للبحرين.
وفي هذا السياق نبه الوزير الى جانب له أهمية حاسمة حين نتحدث اليوم عن تعزيز الهوية الوطنية. هذا الجانب يتعلق بالتحديات التي يطرحها عصر الفضاء الالكتروني وتكنولوجيا المعلومات.
كما نعلم هذا الفضاء الالكتروني يحمل تهديدات ويحمل فرصا كبيرة في نفس الوقت في كل المجالات. ولهذا من الأهمية بمكان كما نبه الوزير تكثيف حضورنا في الفضاء الالكتروني واستغلاله لنشر ثقافتنا وتعزيز هويتنا الوطنية عالميا وحمايتها في هذا العالم الافتراضي.
وكي يحدث هذا فإن الأمر يتطلب كما أكد الوزير ضرورة «صياغة رؤية مستقبلية وتنفيذ مبادرات تفاعلية وبرامج مؤثرة في اطار المسئولية المجتمعية وتعزيز المنظومة الوطنية لترسيخ قيم الولاء والانتماء»
تركيز الوزير على هذا الجانب المتعلق بالفضاء الالكتروني له أهمية حاسمة خاصة على ضوء حقيقة ان الأجيال الجديدة كلها منخرطة في هذا الفضاء وتشارك فيه بفعالية وهو المصدر الأول لمعلوماتها ومعارفها وتشكيل وعيها.
هذه الدعوة التي اطلقها وزير الداخلية من المفروض ان تأخذها كل الجهات والمؤسسات الرسمية والأهلية بمنتهى الجدية، وان تسعى الى تحويل دعوة الوزير الى مبادرات وبرامج عملية لتكثيف حضورنا في الفضاء الالكتروني والعمل على تعزيز هويتنا الوطنية عبر هذا الفضاء.
خلاصة حديث وزير الداخلية ان تعزيز الهوية الوطنية بكافة الصور والسبل وعبر كل المجالات يجب ان يكون على رأس الأولويات الوطنية وفي مقدمة اهتمامات العمل الوطني.
من المفهوم ان تعزيز الهوية الوطنية وتعميق الولاء الوطني هو الهدف الأكبر للخطة الوطنية وبرامجها المختلفة التي تشارك مختلف مؤسسات ووزارات الدولة في تنفيذها.
المهم في كل الأحوال ان تبقى القضية حاضرة بقوة في وعي ووجدان الأجيال الجديدة وكل أبناء المجتمع.
والمهم ان يدرك الكل ان هذه ليست مهمة الدولة ومؤسساتها فقط وانما مسئولية كل قوى المجتمع المدني بلا استثناء.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك