متكئا على قلبه الأبيض ستجده جالسا في آخر الصفوف وهو يشاهد عرضا مسرحيا أو فعالية ثقافية، وعندما تلتقيه وجها لوجه سيعاجلك بابتسامته النقية التي تشعرك بأن العالم المترامي خلف نافذة الضجيج لا يزال مكانا دافئا وجميلا، وبأن الدنيا كلها بخير.. لن تجده جالسا في المقدمه ولن تسمع بأنه قد دخل في خلاف مع أحد أو في مشادة لإثبات وجهة نظر ولن تجده في سباق محموم للحصول على تكريم هنا أو دعوة هناك بل ستجده بعيدا كل البعد عن زيف الأضواء المفتعلة.. ستجده مصغيا قليل الكلام.. نقيا.. ومحبا وهادئا وأبا ومعلما ومتدفقا بالعطاء دون مقابل وكأنه يعلمنا من خلال صمته كل يوم بأن الإنسانية والعطاء هما جوهر الفن .
هذا هو حال الفنان الإنسان الأستاذ حمزة محمد الذي رحل عنا وكان هادئا في رحيله وبعيدا عن دائرة الضوء تماما كما هو الحال في حياته.. رحل بعد أن كان له الأثر الكبير في دعم وتطوير الكثير من الفنانين الشباب ليحققوا ذواتهم وأنا أحدهم.. رحل بعد أن قضى عمره في العمل الإداري والتطوعي في الكثير من المؤسسات الثقافية والفنية والرياضية مؤسسا وعاملا وكاتبا ومخرجا مسرحيا ومتطوعا بكل حب في خدمة الفن والفنانين ودون كلل أو ملل.
فسلاما لروحك أيها الفارس النبيل الذي ترجل عن صهوة الحب والعطاء وترك خلفه جرحا لا يندمل وأثرا لا يمحى.. سلاما وألف سلام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك