على مسؤوليتي

علي الباشا
الرياضة والسلام
} مع الغزو الروسي لأوكرانيا نستذكر جيدا مقولة المغفور له هرم الرياضة البحرينية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة بأن «الرياضة لا تنتعش إلا في ظل السلام»؛ وأعتقد أنه أطلقها إبان احتلال الكويت الشقيقة؛ حيثُ يُحتفل هذه الأيام بذكرى التحرير، والحقيقة أنه لا يُمكن أن يستمتع الرياضيون برياضاتهم ومنافساتهم في ظل الحروب؛ وبالذات إذا آلة الحرب تزهق أرواح البشر وتدك الحجر.
} وقد تباينت الآراء فيما ذهبت إليه قرارات بعض الاتحادات الدولية؛ ومنها الاتحادان الدولي لكرة القدم والكرة الطائرة والاتحاد الأوروبي، فيما يتعلّق بالعقوبات على المنتخبات الروسية وأنديتها، بحرمانها من المشاركة في مختلف البطولات، وأيضا سحب تنظيم بطولة العالم للكرة الطائرة منها، وكل ذلك بسبب غزوها لجارتها، وتعطيلها للرياضة في ذلك البلد المغلوب على أمره!
} هناك من يُبدي تعاطفا مع الرياضيين الروس، ولكنه برأيي أمرٌ غير واقعي لأنهم لا بد أن يتحمّلوا جزءا من ضريبة الغزو، والذي هو في هذه المرة يختلف عن التدخل في افغانستان؛ والذي لُقي أيضا مقاطعة دوليّة كبيرة لألعاب موسكو، ولا يُمكن تصور مدى قبول الجماهير في أوروبا للرياضيين الروس في ملاعبهم ونيران آلات جيشهم تدك البنى التحتية للرياضة الأوكرانية؛ وقد يواجهون بردة فعل غاضبة.
} لكن ما هو مطلوب من فيفا وغيره من الاتحادات الدولية واللجنة الأولمبية الدولية؛ أن يتعاملوا بذات المعايير حين تُلاقي شعوب ذات الدمار للبنية الرياضية والتنموية؛ كما يحصل بين فترة وأخرى في غزة فيُحرم شبابها وشبانها من التمتع بممارسة رياضاتهم، وألّا يُعامل الرياضيون المتعاطفون معهم بالعقوبات، وما كان لفيفا أو غيره أن ينأى بالنفس عن آلة الحرب الأمريكية وهي تدمر العراق!
} لقد مرّت فترة على الرياضيين الآسيويين العرب وهم يمتنعون عن المشاركة في بطولات كرة القدم الآسيوية بسبب ما يتعرّض له الفلسطينيون؛ لولا أن طيب الذكر الكويتي أحمد السعدون قام بجهد جبّار لإبعاد اسرائيل عن المسابقات الكروية، ثم قام الشهيد فهد الأحمد والمرحوم فيصل بن فهد بخطوة أخرى بإبعادها عن بقية المنافسات الآسيوية عبر تأسيس المجلس الأولمبي الآسيوي.
} إنّ مُشكلة العالم الغربي أنّه يتعامل بعينٍ واحدةٍ مع الأحداث الخارجة عن الأخلاق الرياضية السامية؛ وهو ما شاهدناه على مدى سنوات، وبمثل ما نؤيد أي عقوبات تطال الدول الخارجة عن السلام العالمي، فإن هذا يُفترض أن يكون شاملا مختلف بقاع المعمورة؛ لأن الرياضة مشعل سلام لكل زمانٍ ومكان، وعلى هذا قامت المبادئ الأولمبية، لا تمييز بين الشعوب!
إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك