مع دخول الشتاء يحرص الخليجيون على شراء الكستناء أو «أبو فروة» التي تعد أشهر أنواع المكسرات، وتقدم غالبًا بعد شوائها على النار، وتلقب بـ«فاكهة الشتاء»، إذ تعتبر من أبرز المأكولات الشتوية المفضلة عند تجمع العائلات والأصدقاء خلال السهرات الدافئة ورحلات البر.
وتحتوي الكستناء الشتوية على 40% من النشاء، ومواد بروتينية ودهنية بين 3 و4%، وماء بنسبة 20 - 30% ونسب جيدة من المعادن كالصوديوم والكالسيوم والمغنسيوم والبوتاسيوم والكبريت والكلور والنحاس والزنك والحديد والفوسفور، إضافة إلى العديد من الفيتامينات وحمض الفوليك ومواد هلامية.
وتعتبر الكستناء غذاء مكملا بجميع النواحي الغذائية، والطريقة الصحية في تناولها أن تكون نيئة بالدرجة الأولى، ثم مشوية، أما المسلوقة فتفقد الكثير من خواصها.
ويحرص الخليجيون عادة على شراء هذه الفاكهة خصيصًا للرحلات البرية، وتعد من أكثر المبيعات في سوق الخضار المركزي في فصل الشتاء، ويتفننون في طريقة تقديمها عبر محطات طهي مختلفة، إلا أن الغالبية يفضلونها مشوية.
وتعد شجرة الكستناء من الأشجار الكبيرة الجميلة، ولها ثمرة شوكية تحوي ما بين بذرة واحدة وثلاث بذرات ذات لون بني غامق بلمعة جذابة.
فأل للحب والخير
وقالت الشيف وفاء المهنا المتخصصة في إعداد الأطعمة النباتية: «بالرغم من حجمها الصغير فإن استخداماتها متعددة في عالم المطبخ وتعتبر هذه الفاكهة فألا للحب والخير عند بعض الشعوب إذ يقومون بإهدائها لبعضهم البعض في مناسبات شهر ديسمبر».
وتابعت: «لهذه الفاكهة استخدامات متعددة وطرق طبخ مختلفة، منها طرق الطبخ المالحة أو التي تعتمد على تواجد السكر (الحالية)، وفي البحرين اعتدنا شيّ أو تغلية الكستناء في الماء ومن ثم شوائها على الفحم أو في الفرن».
ولفتت: «لشعوب عالم طرق كثيرة ومغايرة لاستخدام الكستناء وطرق إعدادها، فعلى سبيل المثال: الفرنسيون والإيطاليون يضعون فيها السكر أثناء تغليتها في الماء ليصبح طعمها حلوا أما في اليابان والصين فيستخدمون طريقة الطبخ بالبخار ويعدون منها المربى، الكعك، البسكويت وحشوات للأطباق، كما يعدون منها أطباقا جانبية مالحة ويستخدمونها بديلاً عن البطاطس في بعض الأحيان».
وواصلت: «في الدول الآسيوية يستخدمون الكستناء في إعداد الأرز، الشوربات، المكرونة بمختلف أشكالها ويصنعون منها زبدة المكسرات». وبينت: «وتعتبر الكستناء خيراً جيداً للأشخاص الذين يعانون من حساسية القلوتين ولهذا يم إعداد الدقيق منها».
ونوهت: «تساعد هذه الفاكهة على تدفئة الجسم لكونها تساعد على تدفق الدم في الشرايين، كما تضم هذه الفاكهة الفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم خلال فصل الشتاء مثل فيتامين سي وأي، وتساعد أيضاً على رطوبة الجسم بسبب تواجد البوتاسيوم والمغنيسيوم».
عادات وتقاليد
وتقول سارة هاني: «اعتدنا في كل شتاء يمر علينا أن نتفنن في شيّ الكستناء لكونها تمتلك نكهة خاصة خلال هذا الفصل تتميز عن بقية الفصول، كما تعطي الكستناء شعورا بالدفء أثناء تناولها ساخنة ولهذا لا أفضل تناولها في موسم الصيف أو في مواسم أخرى».
وأضافت: «بتنا نتفنن في طرق طبخ الكستناء، واشتهرت في الآونة الأخيرة طريقة سلق الكستناء وتقطيع قشرها بشكل علامة موجب من ثم شيّه على النار، وهذه الطريقة تعتبر من أفضل الطرق لإعداد الكستناء وتضفي عليها طعماً مغايراً، أما البعض الآخر فيقوم بوضعها في ماء حار مسبقاً ومن ثم شيّها على النار».
وبينت: «نحرص خلال رحلاتنا الشتوية على شراء الكستناء وكأنها عادات وتقاليد لا يمكن الاستغناء عنها، ولهذا نحرص على اختيار النوعية الممتازة كأن يكون حجمها كبيرا وطعمها حلوا، ومن أجود أنواعه بالنسبة إليّ الكستناء التركي». وتابعت: «من الناحية الصحية تحتوي الكستناء على الكربوهيدرات الذي يمد الجسم بالطاقة ويعطي شعورا بالدفء».
خلال الرحلات
وتفضل فاطمة الجمري تناول الكستناء خلال الرحلات البرية أو السفر إلى بعض الدول إذ قالت: «بالرغم من كوني لست من جمهور هذه الفاكهة فإنني أحرص على تناولها أثناء تواجدي مع الأهل والأصدقاء خلال الرحلات الشتوية التي نقيمها في كل عام أو أثناء تواجدي في بعض الدول التي تختص في تقديم هذه الفاكهة بأساليب مبتكرة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك