(وطن ٌ..
يعيدُ للذاكرة بحرا من الحكايات
اتوسدهُ كلما جفا محبٍ..
وانحسر الماء عن البحر..
اشدُّ بأشرعة قلبي ..
نحو فيضه واحتضن الهدوء ..
ساحات فكر وكتاب لا تضمحل حروفه )
انه الوطن ، في كل اعياده لنا فيه وقفة تعيدنا للحياة، تذكرنا بأسلافنا في المدن التي جاورت قراها واحتضنت اعلام افراحهِ والضياء، شجرة خضراء تنبت في الصخر لتتشبث جذورها بالحياة.
فكم احبك يا وطني، واحمل اجراس ميلادك العريق لأذّكر به الأمم: إنك السّلم العالي نحو باسقات النخل وسفن الجدود العابرة نحو بحر ازرق باحثاً عن لقمة العيش في المدى البعيد، وعن تاريخ ناصع في البناء . إنك السَلمُ أرض ميعاد الصالحين والأوفياء.
هم السادة من الجدود الأسلاف للآباء الذين تحملوا شظف العيش متمسكين بتربة ساخنة في الضلوع.
ساروا متمسكين بمقدمة الركب تتقدمهم صحوة عانقت في عشقها بناء يتلوه بناء، على كل الأصعدة التي هي اليوم تعد منارات مضيئة من عمر الوطن.
وفي ذكرى يوم عيدك يا وطني يستحضرني الكثير من المحبين الذين رحلوا ولم يرحل الوطن من قلوبهم، احبة ظلوا معنا في ذكراهم وفي تعاطيهم عندما كانوا بيننا يشدون الجسد بالجسد، يتحلقون على موائد اعيادك كميلاد راقص بالعنفوان والحبور. هم ذهبوا وظل الوطن في قلوبهم وقلوب من هم في الصحوة من الميلاد يقودون السفينة، لا تغمض عيونهم عن نبض قلبك، احبة هم بيننا يتراقصون رقصة العيد في يومك يا وطني.
وكم من الشواهد العالقة في مشجب الباقين الساهرين على حبك يتقدمهم سادة تعانق تربتك صدورهم، يعملون بجد واجتهاد رافعين من علو قامتك في العالم المكتظ بالبشر وبالتقدم العلمي والاقتصادي والسياسي والثقافي، ولا تكل معاولهم في الجدار الصعب، في قلوبهم يكبر الحب الذي يتغذى عليه سادة هذا الوطن في لم شمل محبيك، تتقدمهم صحوة لا تبور في التعاطي الكبير نحو صوامع علت نحو انجمها في السماء وظلت عالقة بغيثها السخي.
تلك الشواهد يا وطني ذكرتني بالشاعر المغفور له احمد محمد آل خليفة الذي ظل قلبه ينبض بحب الوطن «اوال» التي تداعت في عطائها واحتضانها لك، ظل بحبه معنا يضمنا في بيت الأسرة الواحدة، يقرأنا اجمل الشعر في تعاطيه مع المحبوب: كقوله:
«هذي (أوال) فغرِّدوا بضفافها
واستلهموا الإنشاد من أريافها
أرض حباها الله سر جمالـــه
حتى استطال العز في أشرافها
فيها النخيل الباسقات تمايلـت
في شطها وغفت على أكتافها»
وكم لنا ان نفرح بعيدك يا وطني وبيوم عيدك المصادف السادس عشر والسابع عشر من ديسمبر في كل عام، وذاكرتنا تحتفظ بتعاطيها لتعيد للقلب أوج محبته وقمره البدري في البيت الذي يحتضن الجميع، وطن لا تغيب انجمه ولا تضمحل شواهده، وطني الذي افرح بفرحه واحزن لحزنه ، فالوطن والضوء علامات حب لا تجف، يعرفها كل ابناء وطني...
(وبك.. ادور الرحى
لأطحن الحَبّ ..
واسقي البذور بالعافية
صحوة في الجمع ..
ودردشات من يسكونون الجوار ..
احبة في الخليج ..
وعنفوان يجدد العطاء ..
بين المنامة، والرفاع ..
ساقية ينحدر منها الماء..
فتسقي الخليج بالعشق ..
وتدفعُ بالضوء الذي هو في السماء
قمرٌ يحرسنا..
ويضي جمعنا في البيت الكبير!).
كم احبك يا وطني واعفو على نبض عافيتك، لأنك الصحوة والبناء.
a.astrawi@gmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك