بالشمع الاحمر

د. محـمـــــد مـبــــارك
mubarak_bh@yahoo.com
الخيار للأبناء.. لا للآباء!
للآباء والأمهات الذين يقبل أبناؤهم وبناتهم في هذه المرحلة على التسجيل للدخول إلى الحياة الجامعية والدراسة الأكاديمية؛ من المهم جداً أن يكون الطالب هو صاحب الخيار الأول والأخير في الالتحاق بالبرنامج أو التخصص العلمي في الجامعة وليس العكس. بمعنى آخر، ليس من الضرورة أن يدرس الأبناء القانون فقط لأن الأب كان محامياً، وليس من الواجب أن يدرس الأبناء الطب فقط لأن الأم كانت طبيبة! كما أنه ليس من الحتمي إطلاقًا أن يدرس الأبناء علم التمويل أو المحاسبة لأن الأب والأم كانا محاسبين أو عملا في التمويل، وبشكل عام، ليس من المهم أبداً أن يسير الأبناء على نفس خطى الآباء في الدراسة الجامعية. الخيار يجب أن يكون للطالب، وهذا لا يعني أن الأمر يخلو من الإرشاد والتوجيه، لكن دون إكراه، ودون إلزام، لأن عواقب ذلك النفسية والاجتماعية وحتى المستقبلية على الطالب سوف تكون وخيمة في حال لم يحالفه الحظ والتوفيق في الوفاء بمتطلبات الدراسة.
إن الحياة بشقيها العملي والاجتماعي عبارة عن فرص، والمضي قدمًا في دراسة التخصص الذي يجد الطالب نفسه أقدر على العطاء والتفوق والإبداع فيه هو الخيار السليم، أما الفرص الوظيفية والعملية فهي تأتي لاحقًا عبر البحث عنها والسعي خلفها، وهذا هو شأن جميع التخصصات العلمية على مختلف تنوعها. المجتمع يحتاج تنوعاً في التخصصات، وبقدر ما نحتاج المحامين والأطباء والمعلمين والمهندسين، فإننا نحتاج الفنانين واللاعبين والأدباء والمصممين والمخرجين والممثلين، ولكل من هؤلاء مساره ونطاقه الذي يبدع فيه، وربما يصل حتى إلى العالمية من خلاله.
إن مثل هذا التنوع في ثقافة التخصصات العلمية لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الخيارات المتجردة والطبيعية للطالب في الالتحاق بالمسار التعليمي الذي تميل إليه نفسه ويبدع فيه عقله. وبالمختصر المفيد، اتركوا أبناءكم يختارون تخصصاتهم، ولا تتدخلوا للتأثير في هذه الخيارات إلا إذا وجدتم ذلك ضرورة لا غنى عنها، مع التأكيد بأن هذه »الضرورة« نادرة الحدوث أساساً.
إقرأ أيضا لـ"د. محـمـــــد مـبــــارك"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك