بالشمع الاحمر

د. محـمـــــد مـبــــارك
mubarak_bh@yahoo.com
الحرب الكبرى!
توقع الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب نشوب «حرب كبرى» في المنطقة، على حد تعبيره، معتبرًا أن الإدارة الأمريكية الحالية سوف تعود إلى الاتفاق النووي مع النظام الإيراني. ما هي المعطيات التي على أساسها قال ترامب هذا الكلام، أو صرح بهذ التنبؤ؟ في الواقع لا نعلم، لكن ما نراه عياناً هو أن الإدارة الحالية قدمت تنازلات متعددة إلى النظام الإيراني دون تقديم أي شروحات، وقد كان آخرها رفع العقوبات عن مسؤولين إيرانيين يعملون بشكل فاعل في برنامج الصواريخ البالستية الإيراني! وهو ما قد يعني أن الإدارة الأمريكية الحالية لا مشكلة لديها -أصلاً- مع برنامج الصواريخ البالستية الذي يقوم النظام الإيراني بتنفذيه ويستخدمه مرتكزاً لتهديد جيرانه وتخويفهم، وأن كل ما تسعى إليه هذه الإدارة هو ضمان عدول النظام الإيراني عن أطماعه النووية العسكرية، أو على الأقل تأخير ذلك إلى أبعد مسافة ممكنة.
هل يتنبأ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن التسوية التي ينتظرها النظام الإيراني مع الإدارة الأمريكية الحالية سوف تنتهي بمعاودة النظام الإيراني التغول على دول المنطقة وممارسة سيل من الاعتداءات على خطوط الملاحة أو المنشآت النفطية أو غير ذلك؟ وهو ما قد يؤدي إلى اشتعال شرارة المواجهة مع النظام الإيراني؟ هذا ما نفهمه على الأقل لكونه قد ربط بين «الحرب الكبرى» التي تنتظرها المنطقة بعودة الإدارة الأمريكية الحالية إلى الاتفاق النووي.
وإذا ما نظرنا إلى واقع ما يحدث الآن فإن التصريحات الرسمية الأمريكية التي تتحدث عن استحالة حصول النظام الإيراني على السلاح النووي لا تتناغم إطلاقاً والأفعال التي تنقلها لنا وسائل الإعلام بشكل يومي حول مختلف التنازلات التي يتم تقديمها للنظام الإيراني على هيئة رفع عقوبات عن مسؤولين، وغض الطرف عن برنامج الصواريخ البالستية، والإفراج عن أموال مجمدة، والسماح بتصدير البترول تحت مختلف المسميات، وغير ذلك. بمعنى آخر، فإننا نشهد الآن مرحلة لا تتم فيها فقط عملية التمهيد لعودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاتفاق النووي، بل نشهد أيضاً تشجيعاً على عودة الغطرسة الإيرانية والعداء المستفز ضد دول المنطقة، وهو ما يتحدث عنه ترامب -على ما أعتقد- معتبرًا إياه سبب الحرب الكبرى!
إقرأ أيضا لـ"د. محـمـــــد مـبــــارك"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك